لطالما ترسخت في أذهاننا نحن جيل الألفية صور لنساء حضين بكل شيء، الزوج المحب، و الابناء الاذكياء، و الجمال الفاتن، و النجاح الوظيفي، حيث تظهر هذه النماذج المضاءة إعلاميا على أنها حققت تلك المعادلة الصعبة، بل المستحيلة في الموازنة بين أمومتهن و حياتهن الشخصية من جهة و نجاحهن الوظيفي و المهني من جهة أخرى.

هذه الصورة الوردية المثالية خلقت لدى النساء نوعا من التوتر و القلق الدائمين لأجل تحقيق التوازن و النجاح في تعدد المهام، فلم تعد الواحدة منا ترضى بنصف "حياة" بل تريد الحياة مجملة بشقيها العائلة و الوظيفة. لكننا كبرنا و أصبحنا بدورنا أمهات و نساء عاملات و اكتشفنا أن الأمر ليس بتلك السهولة فبين الاعباء البيولوجية المفروضة على المراة بحكم جنسها، و الأدوار التقليدية المنوطة بها بحكم نوعها الإجتماعي أظف إلى ذلك أحلامها الشخصية و طموحاتها المهنية وجت الواحدة منا نفسها مشتتة بين قائمة مهام لا تنتهي و سقف احلام يكاد يسقط على رأسها.

فبين تقديم الرعاية لأسرتها وكل ما يشمله ذلك من اعمال تستهلك وقتا و جهدا كبيرا و الإلتزام بعمل يقتضي حضورا بدنيا و ذهنيا كاملا لثمانية ساعات او اكثر في اليوم تعيش النساء تحت ضغظ هائل و غالبا ما تتارجح الكفتان فإما أنْ نتجح في عملها على حياب عائلتها و أطفالها أو انها تكون أما جيدة و تضحي بجزء من احلامها أو كل احلامها. فهل من الممكن فعلا تحقيق التوازن أمْ أنها مجرد خرافة تزيد العبء علينا نحن النساء ؟ و إذا كان التوازن ممكنا و بالفعل يمكن للبعض منا الحصول على كلّ شيئ فما هي الخلطة السرية و العوامل الواجب توفرها لذلك؟