كيف يمكننا توظيف هواياتنا في الواقع المهني؟

في الواقع إن هوايتي هي الكتابة وهي تبعد كثيرًا عن مجال دراستي وعملي المستقبلي الأصلي حيث أنه مجال علمي لا يتوافق مع شاعرية الكتابة الإبداعية كما يقولون. ولكن لم أر أبدًا هذا التعارض وقد تمكنت في السنوات الماضية من استغلال هذه المهارة والكتابة بشكل منتظم تعبيرًا عن نفسي أولًا وتطبيقًا لهوايتي ثانيًا وعندما أصقلت أسلوبي بشكل كافٍ واحتاجت الخبرة العملية فضلت أن أبدأ في مجال أتمكن من إجادته وهو مجال الكتابة. وكان العمل فيها من أقرب الأشياء إلى قلبي.

أثق أنني حتى لو عملت في مجالي الأساسي في المستقبل ستبقى للكتابة مكانة في يومي وعملي حتى لو بشكل تطوعيّ.

أكثر ما كان يميزني في صعري حبي الشديد للقراءة والاطلاع على الكثير من الكتب الثقافية والدينية ثم الروايات والقصص والكتب النفسية.

أتذكر رحلتي السنوية لمعرض الكتاب السنوي المقام في مدينة القاهرة واختياري للكتب ، وادخار مصروفي الشخصي لهذه الرحلة ثم تداول واستعارة الكتب مع أصدقائي في المدرسة.

تتطورت الهواية لتصبح جزء من شخصيتي المدرسية في إلقاء الإذاعة المدرسية، التمثيل على المسرح، المشاركة في مسابقات الشعر والقراءة والكتابة في مجلة المدرسة.

الحمد لله التحقت بدراسة الصحافة المتماشية مع هذه الهواية ثم العمل في هذا المجال.

كثيرا ما أخصص وقتا للعمل على تطوير هواياتي خصوصا الخاصة بالأشغال اليدوية والنسيج، لكن شخصيا لا أفكر في تحويل هذه الهوايات الى مهنة بالرغم من الطلبات التي تأتي من أجل صنع بعض المنتجات، ولكن مقتنعة بأن الفرد لابد ان يرتب أولوياته، والشخص لا يمكن أن يفلح في تنفيذ كل شئ في وقت محدد لابد أن يعرف ما يريده بالضبظ وما هدفه، ولو كان يملك هوايات تضمن له الصدارة في الساحة وإلا أنه لابد ان يركز على أولوياته.

لكن هواية الكتابة حولتها حقا لمصدر دخل وشخصيا فخورة بذلك، لأن مجال الكتابة يدفع بالكاتب للإستمرار، وبعد كل مشروع يدرك بأنه يحتاج أن يعمل على نفسه ويطور من مهاراته الكتابة بعد كل مشروع.

في كل عام تتجدد هواياتي وأحيانًا تتغير، ولكن تبقى هناك هوايات ثابتة مثل:

• الكتابة، وهي الهواية الثابتة منذ الصغر، لم أعد أشعر بأنها هواية بل هي ضرورة للحصول على يوم مفيد.
• الطبخ، وهي هوايتي التي تعرفت إليها منذ عدة سنوات ومنذ ذلك الحين وأنا أتعلم مهارات وتقنيات جديدة فيها، أرغب ذات يوم أن أحولها إلى مهنة ولكن لم يحن الوقت بعد.
• الزراعة، أحبها كثيرًا وأجد فيها متنفس لكل ضغوطاتي اليومية، اعتدت زراعة بعض النباتات وكذلك الورود مثل الجاردينيا والورد البلدي، وها أنا في انتظار افتتاح معرض الزهور لأزرع المزيد.
• الكروشيه وحياكة القماش، تعلمت بعض المهارات لكن لم أتقنها بعد، أرجو أن أعود وأستكمل طريقي فيه عما قريب.

لدي هواية الطبخ، لكن لم استخدامها كمهنة، أتخيّل الآن من سؤالك أنني حولتُ هذه الهواية إلى أرض الواقع واصبحت شيفًا يدير مطعمًا مثلًا. الأمر جميل ربما يحقق مكاسب مالية ولكن لا أمتلك الحماس لهذه الفكرة وأن تتحول هذه الهواية إلى مصدر عمل بالنسبة لي.

هناك حقًا أشخاصٌ حولوا هواياتهم مثل الطبخ إلى مسار مهني من خلال قنواتهم على الفيس بوك وتويتر. أعرف الشيف أبو جوليا أبدع في هذا المجال. أتذكر أنني سمعتها بأنه هوايته. فهي أصبحت مصدر سعادة وأيضًا لكسب الأموال في نفس الوقت. لكني ارتأي أن أمارس الهواية كمتعة وتسلية وليس لكسب الأموال.

جمع العملات القديمة يبدو أمرا جميلا هذا يذكرني بحبي للأشياء الخشبية القديمة، لكن لم أحظى بجمعها .

أذكر أنني كنت أحب جمع صور الجرائد، صوار الأحداث والكتاب والقصص التي تلفت انتباهي، كان لدي دفتر كبير مليء بالصور الباهتة والألوان الخريفية الجميلة، كان الدفتر يحوي صفحات بيضاء وأخرى مخططة، كانت البيضاء للصور والأخرى أكتب فيها عن تلك المواضيع التي شدتني.

كان قلمي دفاقا جدا، عكس اليوم... وكنت أحب كتابة القصاصات الملونة، في المدرسة وفي الثانوية، وحتى في العمل كنت أهدي تلك القصاصات الملونة للعاملين معي مع الحلوى، وفي الجامعة أكتب ما يعجبني من الاقتباسات على أوراق ملونة وألصقها في جدار الإقامة الجامعية.

وأظن أن هذا يتحلى في الكتابة وتحويلها من هواية، لعمل.

لدي أكثر من هواية، ودائما ما كنت أفكر في كيف يمكنني استغلال هذه الهواية وتحويلها لمكسب مادي.

• أولهم كان هوايتي بصناعة الأكسسورات النسائية اليدوية، وبدأت بالفعل وكنت أذهب لشراء المواد الخام بعد دراسة الأمر وصنعت عدة قطع ولكن لم استمر كانت تحتاج للتفرغ ووقتها كنت أدرس بالجامعة ولم يكن لدي متسع لعمل مثل هذا.
• الكتابة، كانت أول هواية اكتشفتها بنفسي ومارستها وأنا بعمر صغير جدا، ولكن لم تتحول لعمل إلا منذ 3 أعوام تقريبا.
• كان عندي هواية صناعة التركيبات العلاجية، كنت أعشق جدا مادة العقاقير الطبية وهي مادة تدرس النباتات الطبية، فكنت أشتري المواد الخام وأصنع منها تركيبات علاجية للشعر والبشرة، وأقوم ببيعهم، وكل هذه التركيبات من تكويني بناءً على البحث وحققت نتائج ممتازة ولكن اضطررت للانتقال من المدينة التي كنت بدأت بها وبعدها توقفت لم أرغب بالبدء من جديد في مكان لا يعرفني به أحد.
• التعليق الصوتي، كنت أهوى هذا المجال كثيرا، وقدمت مسرحيات عرائس للأطفال وأنا بالجامعة، فكرت باستغلال الأمر وحصلت على دورة متخصصة ثم تراجعت عن المجال كليا لم أحبه كما توقعت.

برأيي في ظل تعدد المجالات وتنوع متطلبات السوق، يمكن لأي شخص توظيف هواياته لتكون مصدر دخل، المهم التخطيط والاستمرارية.

هوايتي منذ الصغر كانت في كتابة موضوعات التعبير والانشاء والقراءة (المطالعة). وأنا في الصف السادس كان طلاب التاسع يلجئون لي لكتابة موضوعاتهم الانشائية، فخطي كان جميلا وتعبيراتي تجذبهم.

كنت أقرأ القصص والكتب القصيرة واستمع لمحاضرات صوتية وبل كنت أكتب في الأدب نصوصا قصيرة.

بعدما التحقت بالثانوية بدأت في تنويع قراءاتي ومطالعتي ونشري لما أكتب في مجلات مختلفة. حتى التحقت بالجامعة بكلية الصيدلة وكنت مستمرا في ذلك. وبعد تخرجي من الجامعة استعدت نشاطي في القراءة والكتابة فبدأت في كتابة المقالات والنصوص الادبية والمشاركة في المنتديات الاجتماعية حتى استطعت بالفعل ان أنمي قدراتي وانوع من كتاباتي ومطالعاتي في مجالات مختلفة بجانب تخصصي الطبي ولازال الأمر حتى اليوم مستمرا بالاضافة الى شغفي بعالم التدريب وادارة المعرفة وغير ذلك.

لدي هوايتان هما أقرب للشغف، وهما أولا الاطلاع على كل جديد حول العالم، وثانيا الكتابة، فأنا أحب دائما أن تصل كلماتي للناس حول العالم.

ولله الحمد قمت باستغلال اطلاعي الجيد ومهارتي في الكتابة في العمل بشكل مستقل في كتابة المحتوى بجانب دراستي الجامعية، وقد كانت تجربة أكثر من رائعة من جميع النواحي.