لدى كل منا مخططاته وآماله وأحلامه. وبالتأكيد قد عملنا على تحقيق جزء منها، إن لم تكن كلها. وعلى الرغم من روعة المحاولة، فإن مرارة الفشل قادرة على كسر عزيمتنا في أي لحظة.
كيف تمكّنتم من تخطي مرارة الفشل؟ ما هي أبرز استراتيجياتكم؟
كيف تمكّنتم من تخطي مرارة الفشل؟ ما هي أبرز استراتيجياتكم؟
ككل البشر أكره الفشل وأنزعج منه، ولكنني لا أتركه يؤثر على حياتي وعلى عزيمتي، وعندما أفشل أتبع استراتيجية المباغتة، أي أنني أباغت الفشل والأفكار الإنهزامية التي تعقبه بالنجاحات السابقة التي حققتها والفشل الذي تخطيته، فأذكر نفسي بها، وأن هذا الفشل ليس نهاية الطريق وما دام الله يمنحني نفساً كل يوم فعليّ أن أقوم وأعمل وأجتهد كل يوم.
أذكّر نفسي أن الحياة خياراتها لا تنتهي، وإن فشلت في أمر يمكنني بدء أمر آخر والنجاح به، وأحاول استخلاص العبر من هذا الفشل وتحديد مواطن الخلل التي أدت إليه، لست ممن يعيدون الكرة مجدداً في ذات الشيء عادةً ولكنني أحاول قدر الإمكان الإستفادة من التجربةومحاولة تخطيها .
إذًا في هذا الصدد، يمكننا أن نعدّد النجاحات مقابل سقطات الفشل. كان لي أحد الأصدقاء يطبّق الاستراتيجية لكن بدرجة أكبر وأكثر دقة، حيث أنه ينقل ذلك إلى عدد من المذكرات المكتوبة، فيقوم بوضع قائمة من السقطات، وقائمة أخرى من النجاحات. وبالمقارنة بين كلا القائمتين، يخرج بقائمة ثالثة من أساليب تحويل الفشل إلى نجاح بشكل تقني. وقد أخبرني بأنه بهذه الطريقة يستطيع أن يحول مشاعره من النظرة العاطفية للفشل إلى انظرة التقنية، والتي تدفعه إلى استكمال العمل، وتبعده عن نظرة الظلم لنفسه.
مرارة الفشل قادرة على كسر عزيمتنا في أي لحظة.
إن هذه العبارة رفاهية يا علي! وأنا لا أمتلكها ..
فحين يكون لدي حلم و أود تحقيقه أسجله على ورقة، وأضع كل احتمالات الفشل. وحين أصاب بالنكسات؛ أرفضها وأقول أنها بداية النجاح. أما أن أهمد و أستكين فهذا سيجعلني أتمادى بالإنكسار وأعمد للإنسحاب من الجولة وإذا قمت بذلك فأنا السبب بالنتيجة التي وصلت إليها.
وإذا علمت أنني من يحقق نتائجي فلابد من إعادة المحاولة مرات ومرات وتغيير الوسائل و وضع خطة جديدة وهدف ذكي وبالتالي تكون أبرز استراتيجياتي هي أن الفشل غير مسموح والاستسلام رفاهية لا أمتلكها!
هذه هي المشكلة يا ديما، حيث أنني أرى أن العديد من الأشخاص يضعون أنفسهم في البداية على الطريق الخاطئ، فينظرون إلى فترة الضعف والوهن أنها فترة وسوف تمر ولا بد منها كي يفرّغ الإنسان طاقته الشعورية وبغضه للفشل. لكن الطريق الوحيد للتخلص منها هو المقاومة من اللحظة الأولى، لأن الاستسلام لمثل هذه الحالات الشعورية لا يفرّغها، وإنما يعمل باستمرار على تضخيمها وتكبيرها.
لا شك أن الحياة صعبة ومتقلبة وتحمل كافة الاضاد ولنا عبرة بكل من سبقونا وكل من نجحوا فلم يكن أمر النجاح بأمر يسيراً قط.. فالأنبياء وهم مؤيدين بنصر الله وبقوة إلهية واجهوا مصاعب ومتاعب أقوى بكثير مما نواجه. وكذلك الأبطال والقادة الذين نقتدي بهم خاضوا تجارب مريرة! لكننا للأسف ننظر إلى النهايات ولا ننظر إلأى الرحلة الطويلة ونقتدي بوصولهم ولا نقتدي بكيفية وصولهم ..
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالضيق أحياناً أو الضجر والملل ولكن من غير الطبيعي أمن يصبح هذا هو السائد عنده ولذا كما قلت يا علي، المقاومة من اللحظة الاولى هي النجدة..
كيف تمكّنتم من تخطي مرارة الفشل؟
بالابتعاد النهائي عن مصدر الإحباط حتى وإن كان أقرب الناس لك.. فالطاقات السلبية تعدي كما الإيجابية.. فإن أحط نفسك بأفراد تسعى للنجاح دوماً وتأخذ بيدك معهم، الأشخاص التي تعطي نقد بناء يساعدك على التقدم، وتقديم أفضل نسخة منك... بالطبع ليس أولئك الذي يضغطون عليك بشدة اعتقاداً منهم بأنهم يساعدوك فتعطي أفضل ما لديك... الملخص ابدأ بغربلة الجو المحيط بك ومن ثم ابدأ بنفسك.. فهذا يقلص المجهود وتكرارك للمحاولة من جديد، فلن تذهب جهودك أدراج الرياح لأنك تعلم نفسك وتعرف من حولك بكل إيجابيتهم ومساندتهم.
إذًا يمكننا من خلال هذه الكيفية أن نقيّم الوضع ونعمل على إصلاحه بشكل مسبق. لقد لفت نظري هذا الرأي لأنني استنتجتُ من حديثك خطوة مسبقة تحمينا من هذه المشاعر، حيث أن عملنا على إحاطة أنفسنا بالأشخاص والعلاقات الصحيحة التي تمنحنا هذا القدر من النقد البنّاء هو ما يحمينا من هذه التجارب، أو على الأقل من ارتفاع حدّتها، وبالتالي فإننا نهيّئ لأنفسنا أجواءً أكثر أمانًا وحمايةً من مثل هذه المشاعر.
تخطي الفشل يكون بالعمل والنهوص من جديد، لان التوقف والتردد هو احد اسباب التي تؤدي الى فشل اعمق من الذي مر به.
من بين استراتجيات التي اعتمدها في تخطي الفشل هو مشاهدة قصص تجارب الاخرين واقارنها بفشلي وارى بأن فشلي لابد الا يحبطني بالعكس بالمحاولة يقود للنجاح، وعندما ارى بأن هناك اشخاصا اصبحوا مشاهير اليوم وأبدا في عد مرات فشلهم اندفع اكثر، وادرك بأن كل فشل هو فرصة لاعادة النظر وشحن الطاقة من جديد للمواجهة تلك العراقيل.
استراتيجية رائعة بالتأكيد يا عفيفة، خصوصًا أن العالم في الوقت الحالي مفتوح أمامنا جميعًا من أجل العمل عليها، وذلك عن طريق سهولة الحصول على المزيد من القصص والتجارب. لدينا الإنترنت كمثال حي وأول على ذلك، حيث يمكننا من الحصول بضغطة زر على قصص فشل مروّعة تحوّلت إلى نجاحات، وبالتالي يمكننا أن نحوّله إلى مصدر مستمر لمساعدتنا على النهوض بطريقة تقنية أيضًا لا عاطفية فقط، حيث يمكننا أن ندرس فشلنا من الناحية التقنية، وأهم الاستراتيجيات المتبعة لتخطيه.
علي دائمًا تقبل مثل هذه المشاعر الحزن والإحباط، أخذ قسط من الراحة، أعيد التفكير في ما فعلت وهل كان هناك تقصير مني أم لا؟، أعيد ترتيب خطواتي ومحاولة التحسين فيما أخطأت، وأعيد المحاولة.
الفشل الحقيقي هو التوقف عن المحاولة، ولكن إذا حاولنا ولم تصيب فلا احب أن أسميه بالفشل.
أنا ضد فترة الراحة هذه يا نها، حيث أنني لا أستطيع الحصول عليها وأنا في مثل هذه الحالة للأسف. إذا أقدمتُ على ذلك، أشعر طوال فترة السكون بالتقصير وأن أمامي عمل لإنجازه. لذلك السبب أنا من مفضلي الراحة بعد الإنجاز، أما السقوط، فأنا أراه حافزًا للاستمرار في العمل، وذلك لأنني أعمل طيلة الوقت على إنكاره وتحويله إلى نجاح، والحصول على الراحة لا أقدم عليه إلا في حالة إنجاز خطوة ما أو في فترة من السكون لا تتميز بأي سقطات من أي نوع.
التعليقات