هل يمكن للفرد أن ينجح بدون تخطيط؟

الليلة التي قضوها في المراجعة، كفيلة بالاستخدام لمرة واحدة

بكلمات اخرى ، نحن نستطيع ان ندرك الفرق في قدراتنا، حين نستمر شهرا في التدريب، ويوما في التدريب، حين نتدرب شهر، يصبح التدريب اكثردقة، وتصبح حساسيتنا للأخطاء اكبر، هذا لاننا ركزنا اكثر في العمل، وصرنا نبحث عن جودة اكبر، ونصبح ربما اكثر قلقا وخوفا من الخطأ، في حين لو تدربنا يوما، فغالبا الهدف، هو تدارك الأمر، وبهذا فقلق التفوق غير موجود، وسنقوم بعمل اقرب ما يكون للصح، هذا يعني اننا لن ندقق كثيرا، واعتقد ان عدم التدقيق احيانا، خاصة في الاختبارات يكون عاملا من علامات التفوق في النقطة، ولكنه ليس دوما تفوقا في المعرفة والقدرة.

وهل الهدف هو النجاح؟

من رابع المستحيلات أن يكون نتيجة هذا الطفل الذي ذاكر بليلة واحدة مثل الطفل الذي ذاكر واجتهد منذ بداية العام وكان لديه مخطط لمتابعة دروسه ومراجعتها أول بأول.

ونحن بالجامعة كان لدينا بعض الزملاء لديهم طريقة معينة لينجحوا دون الاضطرار للمذاكرة طوال العام، وكانوا ينتقون أجزاء من المادة لمذاكرتهم بحيث تكون كفيلة لنجاحهم وأحيانا تقدير جيد، ويتركون البقية دون مذاكرة تماما.

أما نحن كنا نذاكر كل المادة وننجح لكن هل هدفنا النجاح، سأقول لك لا، هدفنا التميز والحصول على أعلى الدرجات مع الاستفادة بالكاملة من المنهج الذي درسناه.

 هل يمكن للفرد أن ينجح بدون أن يخطط لحياته وبدون أن يفكر أين سيكون بعد 5 سنوات القادمة يكفي أن يكون يمتلك الرغبة والذكاء، ما رأيكم؟

وارد جدا لكن سيكون ناجحا عاديا، فحتى لهذا النجاح هو خطط للمذاكرة لمدة يوم، على عكس من يخطط لسنوات قادمة، فالتخطيط يدفع للتفكير بالمستقبل، يجعلنا نتجنب الارتجال والقرارات العاطفية المفاجئة ، وبالتالي يقلل وقوعنا بالأخطاء، ويساعدنا على تنسيق بين مهاراتنا ومهامنا المتعددة. أيضا التخطيط يساعدنا على حسن استغلال مواردنا بشكل إيجابي، فنحن نضع خطة واضحة المعالم قابلة للتنفيذ، ووفق مدة زمنية معينة كل هذا يقلل فرص التجريب، ويقلل الخسائر قدر الإمكان.

ان من مُعوّقات العمل الجماعي، فشل الانسان ان يكون قائدا في حياته، ويفشل في التخطيط الاستيراتيجي وتضعف قدراته في التواصل وتضعف شخصيته المجتمعية وينخفض مستوى انجازه وادائه.

التّخطيط في حياة الانسان الناجح يعني وضع الخطط الصّحيحة والمدروسة للعمل، وعدم ترك مجالاً للصدفة في العمل وطريق التفوق والانجاز.

انا لا أعرف قصص لاشخاص نجحوا بدون تخطيط، ولكن بكل تأكيد هناك قصص نجاح لاشخاص خططوا لكي يحولوا حياتهم من الفقر الى السعادة ومن العوز الى الاكتفاء ومن الضعف الى القوة.

ولكن هناك من تلاميذ من ينجحون في الصف بعد أن قضوا ليلة واحدة في المراجعة وفقط

قدرات الناس مختلفة بالطبع. ولكن كشخص مر بمثل هذه التجربة ومر أيضًا بتجارب التخطيط المطول

فلا مقارنة أبدًا. وعلى العكس تمامًا من ينشأ على مثل هذا المبدأ يجد صعوبة في الالتزام والتخطيط في المستقبل وتصبح نتائجه متوسطة ولكن من داخله يشعر أنه يستحق نتائج أعلى بمجهود أقل! فيظل عالقًا في هذه المأساة العقلية حتى يفقد تميزه المزعوم ويسبقه الآخرون الذين أدركوا أهمية التخطيط.

فإن نجحت مثل هذه الطريقة مرة لا ضمان أنها ستنجح طول العمر أما على المدى الطويل فالتخطيط هو كل شيء. قد تحصل على درجة عالية بمحض الصدفة لكن لن تحصل على درجة ممتازة إلا بالتخطيط المستمر والعمل الدؤوب.

الرغبة والذكاء مهمين بالطبع لكنهما الوقود وليسا الموتور نفسه ولا يمكن الاعتماد عليهما وحدهما للحركة!

أعتقد مثل هذا الطالب الذي نجح في الامتحان دون تخطيط مسبق وبمراجعة ليلة واحدة، لن تنجح هذه الاستراتيجية معه كلما تقدم في دراسته أو مجال عمله أو أقبل على مسئوليات جديدة أسرية مثلا وعائلية، لأن من أهم مزايا التخطيط هي الشعور بالراحة والبعد عن التوتر والضغط النفسي، والتعامل مع الظروف المتغيرة والطارئةووجود بدائل مرنة دائما ، ووضوح الرؤية .

قد لا تحقق كل مخططاتك ، وهذا وارد جدا لأننا في النهاية نتعامل مع مجموعة من الأسباب والظروف، لكن على الأقل سنكتسب مهارات منها مرونة التفكير ومهارة التفويض وتحديد الأهداف التي ليست بالضرورة أن تكون بعيدة المدى لكن ممكن مثلا تحديد هدف لسنة واحدة فقط.

تجربتي الشخصية في مجال الدراسة ، تعلمت منها التخطيط وتقسيم المهام ، فقد تزوجت وانجبت أثناء دراستي الجامعية وكثيرا ما تعرضت لمواقف وظروف مفاجأة، مثلا مرض ابنتي الصغيرة، ظروف الحمل السيئة وغيرها، لم ينجدني سوى التوكل على الله أولا ثم الأخذ بالأسباب والتخطيط المسبق ثانيا.

قبل أن أدلف للموضوع مدربوا التنمية البشرية هم أكثر الناس دجلا و نصبا على وجه الكوكب و هؤلاء لا يؤخذ منهم نصيحة و لا رأي

بالنسبة للنجاح طبعا بكل تأكيد يمكن أن ينجح المرء من دون تخطيط،بل في رأيي أن النجاح من دون تخطيط أكثر مما جاء عن طريق التخطيط،و بصراحة التخطيط غالبا لا فائدة منه،لأنه لا يأتي بالأدوات و الفرص لتحقيق النجاح،أهم شيء قبل التخطيط أن تتوافر الفرصة أصلا لتحقيق النجاح،و عندما تأتي الفرصة و تكون موجودة وقتها نتحدث عن التخطيط فهو عنصر تابع للفرصة و مرتبط بها

من أكبر الخرافات المنتشرة الحض على التفكير في أين سأكون بعد خمس سنوات أو عشر سنوات،هذا سؤال سخيف و مضحك يتم سؤاله في مقابلات العمل،يأتي الشخص إلى مقابلة عمل هو نفسه لا يعلم ماهيته و طبيعته و يتم سؤاله هذا السؤال المضحك،كيف سأعرف أين سأكون بعد خمس سنوات و أنا لا أعرف أي شيء عن العمل و ما آفاقه لأعرف أين سأكون بعد خمس سنوات،ربما تفلس الشركة التي أعمل فيها خلال هذه المدة،ربما يكون عمل لا يلبي الطموحات،ربما تتوسع الشركة و أصبح في وضع أفضل عما توقعت أن أكون عليه،من الذي يعلم ما سيحدث غدا فضلا عما سيكون بعد خمس سنوات،بالفعل أمر مضحك

الحالة الوحيدة التي يجدي بها التخطيط أن تكون لديك موارد و أدوات واضحة تنفذ بها هدف واضح و محدد،مثلا أنا هدفي أن أكون مليونير،سأبحث ما هي المهن التي ستجعلني مليونير،سأجد مثلا أن طبيب القلبية دخله في أمريكا 30 ألف دولار شهريا،فإذا أصبحت طبيب قلبية سأصبح مليونير،عندها سأجتهد في الدراسة و أدخل كلية الطب و سأجتهد في الدراسة لأحقق المعدل اللازم لدراسة القلبية،و بعد أن أتخرج سأسافر لأمريكا لأنني أملك المال اللازم لذلك و أختص أربع سنوات داخلية ،ثم ثلاث سنوات قلبية،ثم بعد خمس سنوات خبرة يصل دخلي لهذا المستوى و أصبح مليونير،هذا بالفعل أطلق عليه تخطيط حقيقي لأن الخطة كلها من الألف إلى الياء واضحة و محددة بالأرقام و السنوات و المبالغ و سأصل لهدفي لو نفذتها بالحذافير،و إذا لم تنجح لسبب ما فسيكون حالة خاصة لا يقاس عليها و لا يعني أنني أخطأت في التخطيط بل كان التخطيط لازما،لكن الأهم منه أنه توافرت له الفرصة أصلا ليدخل كلية الطب و ليسافر إلى أمريكا

أما شخص يضع هدف أن يصبح مليونير،و لا يعلم ماذا يفعل ليحقق ذلك،و ما الذي سيحصل معه،و لا يعلم آفاق مهنته و ليست واضحة لديه،فهذا شخص يعيش في المجهول،التخطيط لا ينفعه بل ليس ممكنا من الأساس،لأنه ليس لديه شيء يضع خطته عليه،وربما مهنته لا تؤمن له أساسا حد الكفاف فضلا عن أن يصبح مليونير،هذا الشخص يجب أن تتوافر له الفرصة التخطيط في حالته لا معنى له

نعم هناك شخص أصبح ناجحا جدا دون تخطيط هو كارلوس غصن،في أحد مقابلاته قال التخطيط لا فائدة منه،و سبب نجاحه في الحياة أنه بالحظ بدلا أن تتعاقد شركة رينو التي يعمل لها مع فولسكفاغن كما كان مقررا تعاقدت مع نيسان لحسن حظه،و لولا هذا التعاقد لما وصل إلى ما وصل إليه،و هناك الكثيرون من المدراء المتميزين لم يصلوا إلى ما وصل إليه هو لأنه لم تتح لهم الفرصة التي أتيحت له،و قال للمذيع نصيحة في الحياة لا تخطط،و كلامه منطقي تماما فالفرصة التي جاءته لو لم تأته لما نفعت معه كل خطط الدنيا

اتفق معك على ان من اهم اسباب النجاح هو التخطيط المسبق حتى يتم تحقيق الاهداف.

ولكن ان اتتك الفرصة يوما ما فثب عليها واغتنمها فقد لا تأتيك مرة أخرى.