الاعتراف بالخطأ من الأمور الثقيلة على بعض الناس، خاصة هؤلاء الذين لا يعتقدون أنهم يخطئون، فكيف يمكن تدريب مثل هؤلاء الأشخاص على الاعتراف بالخطأ؟
كيف يمكن للفرد أن يعترف بخطأه دون إحراج؟
من تجربتي في الحياة تعلمت ان الاعتراف بالخطاء يكون للأشخاص الذين يقدرون ويحترمون المعترفين باخطائهم ، وليس للأشخاص الذين سيستغلون باعترافك بالخطا مما سيجعلك ربما تخسر الكثير من اجل التكفير عن الأخطاء
ما فهمته أنك تحدد رد فعلك اتجاه الخطأ بناء على الشخص الذي أخطأت في حقه، وبذلك تعتمد على ازدواجية المعايير أثناء الاعتراف بالخطأ.
نعم بإمكانك اعتباره كذالك ، لانني تعلمت ان هناك أشخاص لايستحقون حتى الرد عليه فما بالك بالاعتراف بالخطأ لهم
ولكن إن نظرنا للأمر من ناحية حقوق العباد، أعتقد أن الأمر صعب.. تصور أن يخطأ أحدهم في حقك ولا يقدم ولو اعتذارًا بسيطًا لخوفه من ردة فعلك، قد لا تسامحه على هذا الموقف.
وجهت نظرك صحيحه ، وأنا لا اختلف معك انا متفق معك من ناحية الاعتراف بالأخطاء ولكن هناك اخطا لأيمكن للاعتذار ان يغطيها فهمتي سيترتب عليها الكثير من الأشياء وقد تكون تنازلات ، و ان كان الشخص لا ليس مستعد للتنازلات فسيكون هناك تصعيد في الموقف وهذا متشاهدينه يحصل في المشادات والصراعات القائمة الان وجهة نظري سياسية اختي وليست دبلوماسية اعتذر
كيف يمكنكِ شيماء تدريبهم على الاعتراف بالخطأ إذا كانوا معتقدين أنهم لا يخطئون؟ هنا تكمن المشكلة، وأظنّ أنّ بداية حلّها تكمن حين نؤمن (على افتراض أننا من أولئك الأشخاص):
- أنّنا لسنا كاملين، ولهذا لدينا شوائب ونواقص تؤدي للخطأ.
- أنّ الاعتراف بالخطأ فضيلة، لأنّ تجاهله أو عدم إدراكه يعني وجود خلل ما.
- التشوّه ليس حين نخطئ، بل يكمن حين لا ندرك أننا نخطئ ونؤذي المحيطين بنا، الأمر الذي يشكّل شرخاً في العلاقة معهم.
- أن نتعلم بأنّ النقاش مسألة صحيّة جداً، من خلاله يمكننا أن ندرك أن يكمن الصواب من الخطأ في أفعالنا وتصرفاتنا.
- من نقاط ضعف النرجسيون والأنانيّون والحمقى أنهم لا يرون عيوبهم، ونحن لسنا أياً منهم.
- التعنّت صفة الجاهل، ونحن لسنا جهلاء، لذلك لا يمكننا الإصرار على مواقفنا على أنها دوماً صحيحة.
يعني هذا ما أظنه مبدئياً طريقة جيدة لندرك أننا كالآخرين نخطئ ونصيب، وبأننا قادرين على الاعتراف وتعلّم تعديل المسار حين ينزوي عن مساره الصحيح.
كيف يمكنكِ شيماء تدريبهم على الاعتراف بالخطأ إذا كانوا معتقدين أنهم لا يخطئون؟
التدريب يبدأ بالاعتراف قبل كل شيء، لأننا غير قادرين على تدريب شخص على شيء هو بالأساس لا يعترف به.
لكن يمكننا تدريب الآخر بالاعتراف أمامه وتكرار ذلك بشكل واضح وبيّن، لربما حينها يلاحظ ويتقبل أن الإعتراف بالخطأ ليس بالشيء السيء ولا حتى المسيء لنا أمام أنفسنا والآخرين.
بل على العكس لأنّ الإعتراف بالخطأ يحتاج قوة وشجاعة وحكمة أيضا فليس كل الأخطاء علينا الإعتراف بها.
أدرك ذلك دليلة، ولكنني قصدت باستفساري أن فكرة الاعتراف ليست سهل الوصول إليها.
أتذكر مثلاً أحبه جداً يقول:
لكلّ امرء حقيبتان، حقيبة أمامية وأخرى خلفية.
فأما الأمامية فهي التي تحوي عيوب الناس والخلفية تحوي العيب الإنسان نفسه،
لذلك فإنّ المرء يرى عيوب الناس ويعيبها ولكن لا يمكنه أن يرى عيب نفسه.
الشاهد من الحديث أن مثل أولئك لا يرون أنهم مذنبون أبداً، وإن جعلت فكرة الاعتراف أمامهم بالخطأ أداة تدريبية ستكون وسيلة يصيدونك بها حين تأخذهم العزّة بالإثم.
الشاهد من الحديث أن مثل أولئك لا يرون أنهم مذنبون أبداً، وإن جعلت فكرة الاعتراف أمامهم بالخطأ أداة تدريبية ستكون وسيلة يصيدونك بها حين تأخذهم العزّة بالإثم.
صدقت إيناس في هذه، فليس الجميع مثلنا نحترم أخطاء الآخرين لأنني ندرك أننا بشر والخطأ جبلنا عليه، ونحن هنا لنخطئ ونتعلم وننضج ونتصور.
الاعتراف بالخطأ هو نتيجة الثقة الداخلية بالنفس، فالناس ترى أنها حينما تعترف أنها أخطأت سيجعلهم يفقدون جزءا من ثقتهم بأنفسهم، وهذا التفكير يكون فقط لضعاف الثقة بالنفس، أما الأشخاص الذين يعرفون تماما قدرهم وتنبع ثقتهم من داخلهم وليس من الاخرين فهم لا يجدون أي مشكلة في الاعتراف بأخطائهم، هناك فرق بين أن تبدو واثقا بنفسك وبين أن تكون فعلا واثقا بنفسك.
سواء كنا قد جرحنا مشاعر شخص ما ، أو أفسدنا مشروع عمل ، أو أضرنا بنزاهتنا ، يمكننا استخدام أخطائنا وأحكامنا المعيبة كفرص للتوقف ، والتفكير ، والارتداد بشعور أكبر من التعاطف مع الذات ، والمرونة ، والفهم . بعد كل شيء ، ليست أخطائنا هي التي تحددنا ؛ إنها الطريقة التي نختار الرد عليها.
علينا تحمل المسؤولية عما فعلناه (بينما ترفض في نفس الوقت إلقاء اللوم أو الشعور بالخزي من نفسك) والسماح لنفسك بالشعور بكل مشاعرك - سواء كانت إحراجًا بسيطًا أو ندمًا كبيرًا.
بدلاً من محاولة التستر على خطأك بالدفاع أو التجنب ، كن شفافًا تمامًا بشأن ما حدث ولماذا حدث وكيف تشعر حياله. هذه فرصة رائعة لجعل الآخرين يكونون صادقين معك ولإيجاد حلول ممكنة. إن التخلص من أخطائك يثقل كاهلك ، ويمكن أن يعزز ثقة الآخرين بك ورغبتك في القيام بعمل أفضل في المرة القادمة. هذه هي العبارات السحرية التي تجعل الناس يثقون بك.
ان التخفيف من أي ألم تسببنا فيه والقيام بكل ما في وسعنا لحل المشكلة المطروحة. يعتبر خطوة رائعة.
خاصة هؤلاء الذين لا يعتقدون أنهم يخطئون
هنا تكمن الفكرة الاعتقاد الداخلي، اعتقادنا بأننا مميزون ولا مثيل لنا، ونحن دائماً الأعلى والأحق بالاهتمام، ولابد أن يعتذر لنا الآخرين، سبب من الأسباب الرئيسة، ولذلك أعتقد إن إعادة صياغة المفاهيم الذاتية والاقتناع بإننا جميعاً بشر قد نصيب ونخطأ، والتصالح مع هذه الأفكار يساهم بشكل كبير في تدريب الأشخاص على الاعتذار. كما أن إعادة صياغة المفاهيم المجتمية ونشر ثقافة الاعتذار ، وإن الاعتذار والاعتراف بالخطأ فضيلة، سيشجع الأفراد على الاعتذار لأنهم سيلقون احترام وتقدير مجتمعي بسبب الاعتذار، على عكس اعتقادهم بأن الاعتذار هو تقليل من الشان.
أرى أن الاعتراف بالخطأ محكوم في الأساس في الرغبة في التعلّم، فأيًا كان الموقف الواقعي أو الحياتي الذي أدى إلى هذا الخطأ، فإن الرغبة في التعلّم والعودة إلى الطريق الصحيح هي التي تحكم، وهي التي تدفع الشخص إلى التخلّص من مشاعر الغرور التي تمنعه من الاعتراف بالخطأ الذي وقع فيه. وعليه، فأنا أرى أن أبرز الجوانب التي يجب صقلها لدى هذه النوعية من الأشخاص هي إحياء الرغبة المستمرة في التعلّم من الأخطاء من جهة، ودحض ملامح الغرور والاعتزاز الزائد بالنفس من جهة أخرى، خصوصًا لدى الأطفال يمكننا تقويم المسألة بصورة أكثر فاعلية.
التعليقات