عندما يكون الماضي أفضل من الحاضر، فأين الخلل؟

لا أعرف لكن لربما يكمن الخلل في ارتكابنا اخطاء في الماضي مهددت لحاضرنا هذا

بحيث يكون الماضي رائعا ولكن اخطاءنا مهدت لحاضر أقل روعة

ما العمل؟

نسيان الماضي والعمل على الحاضر فقط لعله يصبح افضل او نتعلم من روعة الماضي

هذا ما بدر الى ذهني

هذا ما يسمى بانحياز الانحدار (Decline Bias (Declinism وهو الميل إلى رؤية الماضي من منظور إيجابي بشكل مفرط وإلى رؤية الحاضر أو ​​المستقبل من منظور سلبي للغاية، مما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن الأمور أسوأ مما كانت عليه من قبل.

تناولته بأحد المساهمات

بالنهاية فردوس وما توصلت له أن بكل وقت هناك الحلو والمر، هناك السعادة والحزن، حتى يومنا الواحد لا يخلو من هذا وذاك، أحيانا تكون هناك أحداث جلل بفترة معينة بحياتنا ونرى من خلالها أن هذه الفترة أسوأ من غيرها كفقدان شخص عزيز، أو خسارة عمل، يليها فترة حُلت بها الأزمة بالتأكيد سنفضل الأفضل لأنه يشعرنا بالسعادة، وأرى ذلك طبيعي حتى لو كان الماضي أفضل فالحنين له ليس خطئا فنحن بشر بالنهاية، لكن الأهم ألا يصل هذا الحنين لدرجة تجعلنا نبقى في الماضي وننسى حاضرنا، وألا يعوق تقدمنا بالحاضر، بل لابد أن يكون حافزا لما هو قادم، لذا بين هذا وذاك خيط رفيع لا يجب أن نتجاوزه، بيقين واحد فقط، أن الماضي مضى ولا مجال لعودته أما الحاضر بين أيدينا فبإمكاننا أن نجعله أفضل.

من أين جاءتك الفكرة ؟ من أين يمكنني أن أبدأ في الاجابة على ملاحظتك الأخيرة؟

في وقت ما أثناء اشتداد ازمة كورونا، كنت أغادر المستشفى وحيدا في الشارع، كل شيء مغلق ..!؟

كنت استعيد الذكريات .. جمال التسوق والأصدقاء والناس .. ذكريات الماضي بكل تفاصيله سواء القريب او البعيد .. هل سنبقى هكذا سجناء الوباء وتتلاشى حياتنا الطبيعية .. هل سنبقى بالأقنعة .. لقد اشتقنا حتى من كانوا لا يفهموننا او يسيئؤوا لنا ..

الحاضر ليس جيدا والمستقبل غامض ولذا نعود للماضي .. ننظر الى الوراء الى " الأيام الخوالي" هل هذا الماضي الذي هربنا منه ومن لياليه اصبح اليوم عظيما ونشتاق له.!؟

لا أرى بأنه لابد أن يكون خللا لإشتياقنا للماضي، لو كنا في بيئة تلبي جميع رغباتنا وطلباتنا ونحظى بحياة الرفاهية سنشتاق للماضي ونعتبره أحسن لأن ذكريات طفولتنا فيه، نحمل براءتنا ونعيش أيامنا في سقف حدودنا لا نطمع كثيرا و لا نغتر و لانفكر كثيرا، لذلك أن نضع مقارنة بين الماضي والحاضر لاأراها مقارنة عادلة.

الماضي له ظروفه ومتطلباته والحاضر أيضا، لكن لو قصدتي من ناحية الإجتماعية والإقتصادية التي تمر بها البلاد بإنتشار الواسع للأزمات التي لم نكن نشهدها في الماضي مثلا، فهنا حديث أخر ، سأختصر ذلك في كلمات، اليوم: الطمع طغى، والنية غابت، و الإستغلال والفساد إنتشر.

ببساطة يا فردوس، أنا أجد من الصعب تحديد من الأفضل؛ الحاضر أم الماضي... لأني لم أعش في الماضي حتى أقارن، ثم إن الإنسان كما تحدثت أظن مع الأستاذ جواد أكس في تعليق سابق عن أن الإنسان داىما يميل للوقت الماضي لأنه ليس غامضا وقد فات وانتهى.

لذلك فأفضل ان اعيش الآن وأحبه وأعيشه وأستغله بحلوه ومره، وامجد الماضي الجميل الذي أرى أثره الآن، كما أتأسف من الماضي الأليم الذي سبب مشكلات في العالم، لكنني في نفس الوقت أفعل ما بوسعي لأتعلم من تجارب الآخرين في اللحظة الراهنة.

الأفضل دائما هو: "التركيز على ما هو حقيقي،آني،هام"

بالمناسبة هذا صعب.

عندما يكون الماضي سيء فذلك يعود لعدة أسباب، منها العمر لأننا في الماضي كنا صغارًا وأقل خبرة وأقل حكمة، وأقل نضجًا، وحتى الوسائل ربما كنا أقل استعمالا واستغلالا لها، وأحيانا يكون أفضل من ناحية قلة المسؤوليات والبراءة التي كنا فيها، والحياة البسيطة وسعة الوقت، وصلة الرحم والمحبة والتآخي...كل هذه الأشياء تجعلنا نرى الماضي أجمل أحيانا، وقد نراه سيئ أيضا كلٌ حسب الظروف والتجارب التي مرّ بها.

أنا شخصيًا تناقشت اليوم مع صديقة لي في هذا الموضوع، وأخبرتها أنني قبل سنوات كنت أرى فترة المراهقة أجمل وكنت أكثر التزامًا، لكن الآن وفي اللحظة الراهنة أصبحت أرى واقعي أفضل ومستقبلي أيضا، لأنني أصبحت أكثر حكمة ونضجا، وحتى أنني أصبحت أكثر تأنيًا وصبرا... لذلك متفائلة بمستقبلي وفخورة بماضيّ.

بشكل عام أرى من الصعب القول بأن الماضي أفضل من الحاضر، فهناك فترات في الماضي اسوء بكثير من هذا الحاضر(يكفي فترة الحروب العالمية)، ومن جهة أخرى أيضا حاضرنا أسوء من فترات معينة مزدهرة في الماضي.

فالعالم دائما في تذبذب ولا توجد فترة ذهبية حقا، ولكن المؤكد هو اتجاه العالم أكثر فأكثر نحو المادية التي تشوه المفاهيم والاخلاقيات والجماليات والمبادئ عند الكثير من الناس الا من رحم ربي .