هل يؤدي الشك إلى اليقين من وجهة نظركم؟.. أم أنه ليس دائما يصل بنا لنتيجة؟
هل بالفعل الشك يؤدي إلى اليقين؟
من وجة نظري يؤدي الشك إلى اليقين في حالة الشك المنهجي الذي منطلقه البحث عن إجابة، هنا صاحبه يسعى ويبحث حتى يصل لدرجة اليقين، لكن الشك العبثي والشك لأجل الشك قد يوصله صاحبه إلى حائط اسمنتي.
لكن الشك العبثي والشك لأجل الشك قد يوصله صاحبه إلى حائط اسمنتي.
لكن أحيانا يفضل البعض ممارسة الشك وإن لم يصل لنتيجة، بدلا من الإذعان لأفكار ومعتقدات لا يعلم مدى موثوقيتها!
لطالما أطرقت في اتجاه هذه الجملة، حيث أنني لم أومن أبدًا بأن الشك يؤدي إلى اليقين، لا لأنني لم أشك أبدًا، وإنما لأن الشك يتمثّل في نقد الحقيقة القائمة، أما بالنسبة لليقين فهو استبدال الحقيقة الوهمية بحقيقة أخرى، وهذا بالتأكيد ليس مرهونًا بالشك. فعلى سبيل المثال، إذا كان هنالك متهمًا مسجونًا في قضية قتل، وقد ثبت بعد الشك أنه ليس القاتل الحقيقي، فإن الشك الذي تولّد هنا ليس بالضرورة أن يؤدي إلى اليقين بمن قتل الضحية. هذا هو ما عنيته، أن الشك واليقين في الأساس ليسا متضادين أو متقاطعين، فهما منعزلان عن بعضهما البعض.
أما بالنسبة لليقين فهو استبدال الحقيقة الوهمية بحقيقة أخرى،..
فعلا، تعد الفائدة الأكبر للشك هي الوصول لحقائق يقينية.. لكن ألا تعتقد أننا لو لم نشك بتلك الحقيقة "الوهمية" لما سعينا لإستبدالها من الأساس بحقيقة أخرى؟
إذا كان هنالك متهمًا مسجونًا في قضية قتل، وقد ثبت بعد الشك أنه ليس القاتل الحقيقي، فإن الشك الذي تولّد هنا ليس بالضرورة أن يؤدي إلى اليقين بمن قتل الضحية..
ربما لم يعرف القاتل الحقيقي، لكنه بنفس الوقت أدى إلى يقين أو حقيقة أخرى وهي براءة المتهم.
لا يؤدي الشك دائماً للوصول إلى مرحلة اليقين فبعض الظن إثم، ففي كثير من الأحيان يؤدي الشك إلى حرق الأعصاب والمشاعر وهدر الطاقة التي لما كانت لتهدر لو أننا أحسنا الظن في كثير من الأمور، علينا أن نتعامل دائماً مع الناس على ظاهرهم وعلى ما يبدونه لنا من تعامل معين، وعلينا أن نكون واقعيين ونوازن الأحداث دائماً فينبغي لنا أن نحسن الظن لكن في نفس الوقت نتوقع حدوث ما لا تحمد عقباه، الأمر هنا وسطية بين حسن الظن الزائد في البشر وبين الشك، لو طبقنا هذا المبدأ في حياتنا سنهدأ كثيراً أمام ما يحدث لنا من مواقف تؤثر على مشاعرنا، فلو آذانا موقف معين أو شخص ما، فسنستقبل هذا الموقف بصدر رحب لأننا توقعنا مسبقاً أن يحدث شيء غير مريح لنا، والأمر ليس مفاجئة، أما حسن الظن المفرط بالبشر يسبب الكثير من الصدمات والمشاكل النفسية، كذلك سوء الظن المفرط يجعلنا في حالة ابتعاد عن كل البشر خشية أن يصيبنا منهم مكروه، لذا ينبغي أن يكون التعامل وسط بين المنهجين.
من الشك الى اليقين هناك الاليات التي توصلنا الى ذلك، وفي في أي موقف معين ، تعودت أن أسال نفسي العديد من الأسئلة ومنها: ما هي الخيارات المتاحة لي إذا لم أكن خائف الآن؟ ما هي الإيجابيات التي سيتم فقدانها مع كل خيار؟ ما هي السلبيات التي تصاحب كل خيار؟ ما هي الخيارات الأكثر توافقًا مع قيمي الرئيسية؟ بعد الانتقال لليقين كيف سيجعلني ذلك أكثر قناعة وقربا من الهدف؟
ولذا يجب أن نوازن بين المشاعر الكامنة وراء قراراتنا. مع رفع الوعي في ذلك . وهنا يمكننا بالفعل الانتقال من الشك الى اليقين باستخدام الذكاء العاطفي المخلوق فينا للوصول للقرار الممكن (الأفضل) مع وضع التقديرات الكفيلة بمعالجة المخاطر التي قد تتكون في مرحلة الانتقال
ليس دائماً ، فهناك شكوك تبقى شكوكاً و تدخل صاحبها في متاهات لا خلاص منها و هو ما حذرنا منه الله عندما قال "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" فهناك بعض الأمور لا نستفيد من الإستفسار عنها و الشك فيها .
و هناك لحظات يدفعنا الشك فيها إلى البحث و الإكتشاف و معرفة الحقيقة و التيقن منها ، و هذا مررت به من قبل .
الشك يؤدي الى وجود المزيد من الشكوك، ومن تعود أن يحمل معه شكوكها في جميع لحظاته سيصعب عليه تصديق الأمور بسهولة، مثلا في العلاقات والصداقات الشك يكون في بداية العلاقة لكن إّذ مر على الصداقة سنوات هنا لا حيز لشك ولابد أن نثقف أكثر، لأنه إذا شكننا في الأطراف التي أمامنا سيقودنا الى المزيد من الشكوك وقد نخسر تلك الصداقة بسبب شكوك لا مجال لها من الصحة، لذلك الشك لايصلح في كل الظروف...
التعليقات