بلغت ٣٤ عاماً و للأسف اضعت ١٢ عام بأنتظار الزواج و لما تزوجت فشل الزواج و تطلقت و كذلك قضيت كل تلك الاعوام في مواقع التواصل الاجتماعي و النت بلا فائدة تذكر و بعد طلاقي استيقظت من غفلتي و وضعت مجموعة من الاهداف و سأسعى لتحقيقها ، هل فات الوقت على تحقيق اهدافي؟ و كيف اتخلص من حزني على ضياع كل تلك السنوات بلا فائدة تذكر ؟ و بما تنصحوني كي أحقق أهدافي رغم كبر عمري؟
ضياع العمر
هل فات الوقت على تحقيق اهدافي؟ و كيف اتخلص من حزني على ضياع كل تلك السنوات بلا فائدة تذكر ؟ و بما تنصحوني كي أحقق أهدافي رغم كبر عمري؟
كيف أمضيت 12 سنة بلا فائدة؟! الشّيطان هو من يطرح مثل هذه الأسئلة ليُشعرنا بإنعدام قيمتنا في هذه الحياة، لا يمكن أن تضيع 12 سنة في مهبّ الريح، فهاته السنوات لا شكّ أنّها كانت مليئة بالأفراح والأحزان مثل حياة أيّ إنسان في هذا العالم، مليئة بالتّجارب السيّئة والجيّدة، بالنجاحات والإخفاقات، بالصّداقة الحقيقية والمزيّفة، بالخير والشّر هذه الحياة يومٌ لنا ويوم علينا، فلا يمكن أن ننفي وجود أي خيرٍ في هاته السنوات التي خلت.
كيفية التخلّص من أحزان الماضي، لا تكون إلّا بعدم التّفكير والنّبش في صفحات الماضي، والإهتمام بالحاضر فهو الذي يبني المستقبل، فحاضُرك مرآة لمستقبلك، والنّبش في الماضي كمن يقوم بنسخِ الماضي للحاضر ولكِ أن تتخيّلي كيف سيكون مستقبلك حينها.
العمر ليس حجة أبدا، وليس معيارا لتحقيق الأهداف، نحن خلقنا لعبادة الله سبحانه وتعالى ولم نخلق لنصبح أغنياء ونحقق أهداف نابليون بأكملها، إنّ التحسّر على ضياع العمر يجب أن يكون تحسّرا لتقصيرنا في العبادة، والعبادة أنواع العمل عبادة، الصّلاة عبادة والإخلاص لله في أعمالنا كلّها عبادة، ويجب أن يقابله تصحيح وتقويم وتقييم لا أن يرافقه عتاب وندم لا فائدة منه.
الحياة تجارب والطّلاق تجربة قد تكون سيئة للبعض، وهي أبغض الحلال عند الله، لكنّ الزواج ليس محور الحياة يمكن أن تحقٌّقي أهدافك حتّى إن كان عمرك في الستّين أو الثّمانين، المهم أن تكون خالصة لوجه الله، ففي النهاية سنحاسب على أعمالنا، وما دام في الجسد نفس فالوقت متاح دائما.
لا يخفى علينا جميعًا أن المركز الاجتماعي الذي تمتلكه المرأة في مجتمعاتنا العربية ينبع من فكرة الزواج، وفكرة كونها تابعًا غير مستقل، بالإضافة إلى أن هذه المفاهيم تُدس في رأسها منذ فترات التنشئة الأولى.
على الجهة الأخرى، أرى انك قطعتي الشوط الأكثر صعوبة على الإطلاق. لا أزمة في سنّك مطلقًا. فبالرغم من أن السن مجرّد رقم، فأنتِ بالمعايير العادية في الأساس في عمر الشباب، بالإضافة إلى أننا قادرين على التغيير طالما أننا استطعنا تغيير أنفسنا.
كلا لم يفت، في الواقع ذكرتني بشيء لم أفهمه إلا في الشهر السابق بعد معاناة نفسية دامت لستة سنوات، عندما كنت في المرحلة الثانوية ـ الصف الثالث- و كنت أتمنى دخول كلية الطب لأكون جراحة، و شاء القدر بغيرها و بعد ذلك بخمس سنوات تم تشخيصي بمرض عصبي، و هذا المرض يمنع طلاب كلية الطب من دراسة تخصص الجراحة بشتى فروعه! عجبًا!
حمدت الله كثيرًا أنني لم ارتد كلية الطب ... و درست الصيدلة و الآن لدي مجموعة خاصة بي و أتمنى أن أكون شركة خاصة بي في أسرع وقت.
(أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى) الله لا يمنع بل يقدّر، نحن في الدنيا... فإذا حصلنا على كل شيء في الدنيا فكيف هي الجنة؟
في الواقع لم يفتك أي شيء، فيمكنك استكمال دراسة عليا، او دراسة فرع جديد، يمكنك اتمام حفظ القرآن او ان كانت حالتك المادية مناسبة فأنصحك بالسفر و التطلع للثقافات المختلفة... و تطول اللائحة. و النتيجة، لم يفتك شيء.
"الأيام الصعبة تعطينا دروسا، والأيام الجيدة تمنحنا ذكريات".. هذه حكمة إنجليزية صادفتني من فترة أختي صفا، ووجدتني من حينها لا أندم على أي تجربة أمر بها؛ بل أحاول التعلم منها مهما كانت صعبة..
فأحيانا أسوأ التجارب قد تعطينا دروسا تعيننا على إكمال رحلتنا، دون الوقوع بنفس الأخطاء!!
أما فيما يخص حديثك عن السن المناسب، وضياع فترة الشباب، وما إلى ذلك!.. فيكفيكي تذكر أن الرسول الكريم قد بدأ بتبليغ رسالته بسن الأربعين.. فالشباب شباب القلب والعقل..
لذلك لا تضيعي وقتك بإنتظار أي شيء بعد الآن.. وبإذن الله القادم أفضل
الثلاثينات هي أجمل سنوات عمر المرأة لأنها تكون ق نضجت عاطفياً وذهنياً وفكرياً .
لا أعلم من الذي يرغب في سرقة عمرك الجيد ، لا شي يسمى ضاعت بلا فائدة وهذا النضج اليوم هل جاء من فراغ تجاربك التي مررت بها هي اقوى سلاح لإنطلاقتك من جديد ، لقد استفزتني كلمة كبر عمري أنا أقاربك بالعمر ولكن أعتبر نفسي في أوج مراحل شبابي وحديثاً بدأت عن البحث عن رحلتي التي سأشقها في عملي .
أنصحك بترك ما مضي كما هو ضعيه ولتشعل النيران فوقه ، المهم اليوم ماذا نريد وكيف سوف نفعل ذلك . نصيحتي لك حاولي تغيير المحيط بك عزيزتي صفاء كنت قد علقت على استشارتك السابقة ونصحتك بإكمال الدراسة أن اليوم أؤكد أن هذه الخطوة هي الأفضل لك تبعاً لانك ستخلقي مجتمع جديد كلياً عن مجتمعك لأنه يبدو لي ان له علاقة في هذا التشائم الذي تتحدثي به .
شكراً عزيزتي على النصيحة الطيبة الرائعة ،نعم لقد فكرت بأكمال دراسات عليا الماجستير و لكن ليست السنة القادمة بل التي بعدها لأنني لست مستعدة لأكمال الماجستير السنة القادمة ،انتِ بما تنصحيني هل أكملها العام القادم رغم عدم استعدادي نفسياً و معنوياً ام أكملها العام الذي بعده عندما أكون مستعدة؟
نصيحتي لا تتركي نفسك لتعافي وتشافي ، أبدأي الآن إلا في حال العائق المادي
أما جروحك ونفسيتك بمجردد انخراطك بالدراسة والضغوط الحاصلة ستصبح تافهه بالنسبة لك ولحجم الأمور المطلوبة منك
ألتحقي وأخبريني لاحقاً كيف شعرتي حينها
انتبهت إلى أن هذه ليست المساهمة الأولى لحضرتك عن نفس الموضوع، واضح أن هذه الأفكار تشغل حيزا كبيرا من بالك. ما رأيك لو تركتيها وركزتي جهدك وطاقتك للعمل بدلا من ذلك، كٌل له عمر مقدر. غدا تصبحين خمسين إن شاء الله، فنعم الخمسين وهي مزينة بالنجاحات والإنجازات والتجارب.
لا يوجد شيء مستحيل، بغض النظر عن العمر الذي وصلت إليه. يجب أن تركزي على الحاضر والمستقبل، وتعلمي من تجربتك السابقة لتحسين مسار حياتك.
أول خطوة لتحقيق أهدافك هي تحديدها بوضوح واضعًا خططًا واضحة لتحقيقها. افكري فيما تريدين تحقيقه في المستقبل القريب والبعيد، وحاولي تحديد خطوات صغيرة يمكن القيام بها بشكل يومي أو أسبوعي لتحقيق هذه الأهداف.
اغتنمي الوقت الحالي وابدأي بتنفيذ تلك الخطوات التي ستقربك من تحقيق أهدافك. كوني متحمسة وملتزمة بتحقيق هذه الأهداف، ولا تسمحي للخوف أو الشكوك بالتغلب عليك.
بالنسبة للحزن الذي تشعرين به بسبب ضياع السنوات السابقة، فهذا شعور طبيعي ومفهوم. لكن يجب عليك تذكر أن كل ما حدث في الماضي قد شكّل منك الإنسان الذي أنت عليه اليوم. لا تنظري إلى الماضي بحزن، بل اعتبريه درسًا وخبرة جديدة لمستقبلك.
أخيرًا، يمكنك العمل على تحسين نمط حياتك بطرق مختلفة، مثل الحرص على النوم الكافي والتغذية الصحية وممارسة الرياضة بانتظام. هذه العوامل يمكن أن تساعد على تحسين المزاج وزيادة الطاقة الإيجابية التي ستحتاجينها لتحقيق أهدافك.
التعليقات