أحلام الطفولة تدفنها مسؤولية النضج والتزامات التقدم في العمر فما الحل!

امتلاك مزرعة بهذا الحجم هو حلم ضخم فعلًا، وتحقيقه سيستلزم منك تغيير شكل حياتك إلى الأبد، ولكن لا أرى أنه ينبغي تستسلم الآن، لم لا تجري دراسة جدوى وبعض الحسابات الجادة حول ذلك المشروع؟ لم لا تتفقد إن كان له أن ينجح وينموا ويصبح تجارة مربحة حقيقية؟ هل جربت أن تتعامل مع الحيوانات التي ترغب في تربيتها في المزرعة؟ خذ بعض الخطوات واجر بعض الحسابات حتى لا تصبح أنت من قتل حلمه. لكن نصيحة، نحن لم نعد الأطفال الذين كنا عليهم البارحة نحن نتحمل مسؤوليات ولدينا التزمات، إذا وجدت أن الموضوع لكن يكون مجديًا فقط تخلى عنه.

هذه أول مرة أرى شخصًا متمسكًا بحلم الطفولة هكذا، لأنه في العادة تتعارض أحلامنا الصغيرة مع حياتنا المستقبلية لكنها لا تختفي أبدًا، لكن لا بأس يمكنك أن تقول لنفسك: لماذا لا؟ وتبدأ بخطوات عملية صغيرة ومدروسة.

مثلاً، ابدأ بتحديد نوع الخيل أو الطيور التي ترغب بها، ثم ابحث عن قطعة أرض مناسبة أو حتى حديقة صغيرة يمكن تطويرها تدريجيًا، وضع ميزانية واقعية لتجربة هذا المشروع دون المساس باستقرارك المالي طبعاً، وفكر في دمج عملك الحالي مع شغفك تدريجيًا كمشروع جانبي، وهكذا تمنح حلم طفولتك فرصة للعيش وسط نجاحك الحالي خطوة خطوة دون قلق.

الواقع يفرض علينا اختيارات أخرى مع ذلك لا يعني هذا أن ننسى ذلك الحلم أو نتركه يمكن أن نقترب منه بخطوات صغيرة بدل أن نترك كل ما بنيناه فجأة نقدر نبدأ بجزء بسيط من الحلم كهواية أو مشروع صغير ونحافظ على الاستقرار الذي وصلنا له وفي نفس الوقت نبقي حلم الطفولة حيًا فليس علينا أن نختار بين الحلم والواقع دائمًا أحيانًا نستطيع الجمع بينهما بهدوء وصبر والمهم ألا نعيش نادمين وأن نبقي أحلامنا داخلنا حتى لو حققناها خطوة خطوة

أحيانًا لا نستطيع تحقيق الحلم كما تخيلناه، لكن يمكن أن نعيش جزءًا منه بطريقة مختلفة.

ربما لا تمتلك مزرعة كاملة الآن، لكن يمكنك أن تبدأ بتربية حصان واحد أو طيور في مساحة صغيرة، أو حتى زيارة المزارع بانتظام لتبقى قريبًا من هذا العالم الذي تحبه.

الفكرة ليست في حجم الحلم بل في شعورك وأنت تلمسه ولو بخطوة بسيطة. المهم ألا تدفن ما يُسعدك، بل ابحث عن طريقة تناسب واقعك لتُبقي الحلم حيًا

أرى أننا بحاجة إلى التصالح مع الواقع والرضا بما وصلنا إليه لأن ذلك هو ما اختاره الله لنا كثيرًا ما نسعى وراء أمنيات نعتقد أنها سعادتنا ثم نكتشف لاحقًا أن الخير كان فيما اختاره الله لنا

ربما لم يتحقق حلم الطفولة لكنك حققت نجاح آخر قدره الله لك وهذا بحد ذاته نعمة تستحق الامتنان فالله يضع كل إنسان في المكان الذي يليق به ويظهر فيه أفضل ما عنده