أنا حمدي محمود محرر للكتب والمقالات بالإضافة إلى خبرتي بالعمل كمدير لمكتبة، يمكنك أن تسألني ما تشاء عن صناعة الكتب ودور النشر.
أنا حمدي محمود محرر للكتب يمكنك أن تسألني ما تشاء عن صناعة الكتب ودور النشر
بالنسبة للكاتب يتم الاتفاق على نسبة محددة تختلف من دار إلى آخرى وأيضا تختلف من كاتب إلى آخر فكلما كان الكاتب مشهورا أكثر تكون نسبته في الأرباح عالية ولكن بشكل عام في الوطن العربي تكون النسبة تقريبا 10% للكاتب أوحيانا أكثر، وبالمناسبة لا توجد دار نشر محترمة تطلب أموال من الكاتب لنشر كتابه لأنني رأيت العديد من دور النشر الغير موثوقة تطلب هذا من الكتاب.
أما بالنسبة للمكتبة فهي تحصل على نسبة خصم يتم تحديدها مع دار النشر تبدأ بخصم 10 إلى 50 % على حسب دار النشر وعلى حسب المكتبة نفسها وشهرتها ويتم التحصيل بطريقتين الأولى بشكل شهري يتم تحصيل نسبة الأرباح من المكتبة أو بالشراء المباشر من أول مرة بمعنى تطلب طلبية كتب وتقوم بالدفع مقدما وللدفع مقدما ميزة أنها تعطيك نسبة خصم أكبر ولكن عيبها أنه أحيانا لا يمكنك استبدال كتب مثلا لو لم تباع على حسب دار النشر أيضا.
أما دار النشر فهي تحصل على باقي النسب من المبيعات فلنقل أن الكاتب حصل على 10% والمكتبات التي يبيع لها متوسط النسب 30 % فدار النشر تحصل على نسبة 60% الباقية من سعر الكتاب المعلن للبيع. ويتم تحديد سعر الكتاب بناءا على عدة أشياء منها شهرة الكاتب نفسه ومنها موضوع الكتاب وحجمه.
لكن هل نسبة 10% فالنهاية كافية للكاتب كلقمة عيش؟ لأني أرى كثيراً من المؤلفين الذين أقرأ لهم لم يمتهنوا الكتابة كمهنة وإنما كهواية جانبية مثل أحمد خالد توفيق الذي كان طبيبا وربما هذا هو السبب نسبة الـ١٠٪ التي لن تكون شيء إن لم يحبك كل القراء .
ليست كافية على الإطلاق وهذا الأمر في الوطن العربي تحديدا ومنذ زمن طويل فتوفيق الحكيم نفسه كان يشتكي من هذا الأمر ونجيب محفوظ لهذا كانوا يمتهون مهنا جانبية، وكما فعل أحمد خالد توفيق وغيره، النسبة غير عادلة في الوطن العربي بالنسبة للكاتب بشكل عام. ولكن كما أقول النسبة تختلف أيضا فمع الشهرة وعدد الجماهير التي يملكها الكاتب قد يستطيع العيش منها ولكنه أمر غير موثوق.
لا تسبب الكتب الرقمية قلق كبير لأن المواقع التي تحصل على الكتب بصيغة رقمية تحصل عليها بنسبة معينة أيضا أي بخصم معين وتأخذ دار النشر الأرباح وفي بعض الأحيان قد تكون نسبة الأرباح من الكتاب الرقمي أكبر بكثير من الكتاب الورقي لأنها لم تكلف أي شيء، ما يسبب قلق حقيقي هي النسخة المقرصنة وصعوبة الوصول إلى كل المواقع التي تقرصن الكتب لأنه أحيانا يتم قرصنة نسخ قديمة من كتب مع دور نشر قديمة ولكن دار النشر الحديثة لديها حقوق الملكية الفكرية للكتاب ولكن بسبب اختلاف النسخة فلا يتم حل المعضلة.
كيف يممكنني إنشاء كتاب رقمي مع الحفاظ على حقوقى الفكرية؟
الأمر سهل جدا وبسيط بعد أن تقوم بكتابة الكتاب عندك طريقتين الأولى هي التواصل مع دار نشر تهتم بالنشر الإلكتروني وتضيف كتبها إلى منصات بيع الكتب أو القراءة باشتراك شهري وهنا أنت لست مطالب بتتبع أي شيء لأن دار النشر ستتكلف بالباقي، والطريقة الثانية هي أن تنشر بنفسك كتابك على إحدى المنصات مثل كيندل وجوجل بلاي وأمازون وهم أيضا سيهتمون بالحفاظ على ملكيتك الفكرية ولكن الأهم قبل هذا أن تقوم بتسجيل كتابك لضمان حقوق الفكرية في المؤسسات الخاصة في دولتك حفاظا على أي حقوق قد تتعرض للسرقة سواء الفكرة أو الكتاب نفسه.
لا توجد ضوابط معينة لتحديد الطبعة الأولى ولكن بشكل عام تبدأ من 500 إلى 1000 هذا بالنسبة لدور النشر وتعاملها مع كاتب جديد، ولكن هنالك بعض دور النشر المتوسطة تقوم بطباعة 100 إلى 250 نسخة لتقوم بعد ذلك بكتابة عدد الطبعات كنوع من أنواع الشهرة الزائفة، أما دور النشر الموثوقة فأحيانا تطبع الطبعة الأولى أكثر 1000 نسخة لو كان الكاتب مشهور وله جمهور كبير، أتذكر يوسف زيدان وصلت إحدى طبعات نسخة الأولى حوالي 3000 نسخة للطبعة الواحدة وأحيانا 5000.
برأيك ما هي أفضل استراتيجية للكاتب ليضمن أو يقترب من موافقة دور النشر على نشر عمله إن كان مبتدئًا أو غير معروف؟
أولا: عليه باختيار دار النشر المهتمة بنفس المادة التي يكتبها، على سبيل المثال لو كان يكتب الرعب فعليه التوجه إلى تقديم عمله في دور نشر مهتمة بنشر كتب الرعب لأن فرصته في القبول كبيرة عن لو قدم كتابه في دار نشر ليست مهتمة بهذه النوعية، فعليه بالبحث جيدا عن إصدارات الدار المعينة لأن هذا يعتبر نصف الطريق.
ثانيا: التأكد بكل الطرق أن ما كتبه هو بالفعل جديد وأصيل وليس عبارة عن نسخ مكررة من أفكار كتب قديمة، لأنه نصادف العديد من هذه الأشياء أن يكون الكاتب غير أمين ويكتب فكرة قديمة من كتاب ما ونكتشف أنه يكرر الفكرة بدون جديد أو بمعنى آخر اقتباس.
ثالثا: يفضل أن يكون تم مراجعة ما كتبه لغويا لتقليل نسبة الأخطاء اللغوية سواء يستعين بأشخاص أو يقوم هو بنفسه بهذا الأمر، لا أقول من المفترض أن لا يكون هنالك أخطاء لغوية بالأساس ولكن على الأقل تكون كتابة سليمة بنسبة كبيرة.
وأخيرا كنصيحة الكتاب الجيد يتم قبوله بغض النظر عن شهرة كاتبه أو عدد متابعيه وهذه الأشياء لا يتم النظر إليها إلا من دور النشر الصغيرة التي لا تهتم بالمحتوى بقدر ما تهتم بالكسب من وراء الكاتب، فكل ما قلته بالأعلى يمكنك من نشر كتابك ليس مع دور النشر الخاصة فقط بل المؤسسات الحكومية حتى التي تستقبل الأعمال من الشباب كل عام ويتم إصدار أعمالهم في مختلف المجالات.
هل شروط نشر الكتب الرقمية أيسر من الورقية؟ وهل هذا يعني أنه في المجمل الكتب الرقمية قد يكون محتواها أقل جودة بأنها لا تخضع لنفس الشروط؟
هل شروط نشر الكتب الرقمية أيسر من الورقية؟
أولا عليك تحديد ما قصدك بنشر الكتب الرقمية هنا، فلو تتحدث عن دار النشر فالأمر بالنسبة لها مجرد عملية نهائية مثل عملية الطباعة بعد أن يمر الكتاب على كل المراحل من مراجعة نقدية وتدقيق لغوي وتحرير وتنسيق ومراجعة نهائية. أما لو تتحدث عن كاتب يريد أن ينشر كتابه رقمي، فلو أراد نشره اليوم بشكل شخصي فلن يعترض أحد! ولكن لو سينشره مع دار نشر لنشره رقمي أو منصة مثل كيندل أو أمازون أو هنداوي فسيمر بنفس المراحل ولكن بطريقة أسرع قليلا لأنه لن ينتظر الطبعات الورقية ولن ينتظر وقت محدد كمعرض الكتاب مثلا لانطلاق كتابه.
وهل هذا يعني أنه في المجمل الكتب الرقمية قد يكون محتواها أقل جودة بأنها لا تخضع لنفس الشروط؟
لا على الإطلاق هنالك العديد من الكتب الورقية يتم نشرها بالاتفاق مع دور النشر الغير جادة ويقوم الكاتب بدفع كافة التكاليف ويتم طبع كتابه فورا ويكون الكتاب رديء إلى أبعد حد، هنالك دور نشر بعينها لديها أكثر من ألف كتاب مطبوع ونادرا ما نجد فيه كتابا واحدا يستحق القراءة.
هذا ملاحظ جدًا بالفعل فالرداءة عموما آخذه في الانتشار في مختلف المجالات وفي الكتابة، حتى أنني لم أعد أعرف إذا كان هناك كتب جيدة ما زالت تنشر في مصر على سبيل المثال فهل هناك على سبيل المثال أدباء بقوة أدبائنا التاريخيون؟ كيف ترى أنت هذا الأمر وإذا كان بإمكانك النصح بكتب دار معينة أو بأسماء بعض الأدباء الجدد المتميزين.
حتى أنني لم أعد أعرف إذا كان هناك كتب جيدة ما زالت تنشر في مصر على سبيل المثال فهل هناك على سبيل المثال أدباء بقوة أدبائنا التاريخيون؟
بكل تأكيد هنالك العديد من الكتاب الشباب الجادين الذين يكتبون كتابات أدبية بشكل رائع أو كتابات نقدية وغيرها، على سبيل المثال لدينا كاتب أكثر من رائع مهتم بالشأن العام في مصر أسمه أحمد سمير هو صحفي وأصدر اكثر من كتاب يتحدث عن حال المجتمع المصري أثناء وبعد الثورة في كتابة مانشتيات يوم القيامة وأيضا الكاتب محمد نعيم في تشريح المجتمع بكتاب تاريخ العصامية والجربعة، وفي الكتابة الأدبية الروائية توجد نورا ناجي ويوسف نبيل وهو أيضا مترجم من الروسية مباشرة، وفي الكتابات النقدية لدينا الأستاذ محمود شاكر، والأستاذ والباحث التاريخي خالد فهمي. والكاتب الرائع أحمد الديب يمزج العلم بالكتابة الأدبية يمكنك أن تطلع على كتابة أكوان الحيوان، وهنالك كاتب أخر اسمه أحمد الديب أيضا ولكنه يكتب في مجال مخلتف ولكن ركز على صاحب كتاب أكوان الحيوان. الفكرة ليست في قلة الكتاب المبدعين ولكن في صعوبة الوصول إليهم ربما بسبب التسويق ولكثرة الانتاج الرديء الذي نراها على السوشيال ميديا.
أما عن دور نشر معينة في الوقت الحالي في مصر، هنالك دار الكرمة ودار المرايا ودار صفصافة ودار المحروسة ودار أفاق ودار المتوسط ودار مدارات وبالتأكيد المركز القومي للترجمة، يمكنني أن أقول أن دور النشر هذه من الصعب أن تجد لديهم عنوانا واحدا ليس جيد وفي مختلف المجالات من ترجمة إلى كل مجال في الكتب.
ماالذي يجعل الشخص كاتبا، كما أننا نلاحظ عزوف كبير عن الكتابة بالرغم من التسهيلات الموجودة حاليا والمقصد هنا هو تأليف الكتب، حيث أنه في الوطن العربي العديد من اليافعين لم يكموا قراء كتاب واحد خارج منهج الدراسة ناهيك عن تاليف كتاب.
هذا سؤال واسع جدا، ولكن بنظرة تحليلية من تعليقك كما فهمت وهو كثرة وجود مؤلفين من الشباب لم يطلعوا على العديد من الكتب ولكنهم يألفون كتبا! هذه ظاهرة منتشرة مؤخرا بشكل كبير وهي محاولة أولا للشهرة وثانيا محاولة لإثبات الذات وهؤلاء الشباب يكونوا عرضه للنصب بسبب ما تفعله العديد من دور النشر الغير أمينة التي تطلب أموالا مقابل نشر الكتاب ويتم نشر الكتاب بدون مراجعة أو تدقيق لغوي سليم بشكل كامل وهذا أمر عبثي بكل ما تحمله الكلمة.
أما لو سؤالك للمعنى العامة للكتابة.
فالكاتب يكتب لأن هذه طريقته في التعبير سواء عن نفسه أو مجتمعه أو لأنه يريد إضافة شيئا ما لغيره وهنا أتحدث عن الكتابة المفيدة في مختلف المجالات. هكذا باختصار.
كنت أقصد عزوف عن الكتابة لكن اوضحت لي وجهة نظر أخرى. المشكلة أننا في العموم لا نقرأ، يتم ضخ معلومات محددة في عقولنا، عشت على هذا الوهم حتى وصلت إلى سن الثالثة و العشرين، بالرغم من تأخرى إلا أنه يوجد الكثير من الناس مازالو في الفخ،ووجدت انني كلما قرأت وجدت نفسي جاهلا، لذا أكرر فلنقرأ ولنتعلم خارج المنهج الدراسي فهناك دول تعلم الجهل لمواطنيها.
كنت أقصد عزوف عن الكتابة
بشكل واضح الكتابة عمل شاق، الكتابة في ظل عالم مشوش وفي ظروف غير ملائمة ولا مشجعة على الإبداع ورقابية إلى حد التخويف، هي ما تجعل الشخص يهجر الكتابة، والرقابة هنا ليست ضرورية أن تكون من جهة رقابية وحدها، بل من الجمهور ومن نفسك أيضا، العديد من الزملاء يطرحون على أنفسهم لماذا نكتب؟ ولمن نكتب؟ أعرف على المستوى الشخصي اكثر من شاب بمواهب عظيمة في الكتابة ولكنهم توقفوا بشكل تام وكامل بعد إصدار أول كتاب لهم، ومن يستمر منهم فيستمر بكتابة المقالات، والسبب هو الرقابة وعدم القدرة على التخلص من الرقابة وخاصة رقابته على نفسه.
ككاتبة -لست مؤلفة-، ما يمنعني من خوض تجربة تأليف كتاب هو شعور دائم ينتابني بعدم الجاهزية، على الرغم من أنه يوجد حولي عدد لا بأس به ممن يحبّون القراءة لي ويفضلون أسلوبي بل وينصحوني بهذه الخطوة بشكل جدي، إلا أنني أرى أن في التأليف مسؤولية إضافية وحملاً أثقل من مجرد النشر في مدونة أو الكتابة في موقع، على الرغم من أنني قارئة، ولا أقرأ مروراً على الكلمات وحسب، بل أنتقد حتى أسلوب الكاتب وسلامة لغته أثناء القراءة، ولكنني ما زلت أستصعب الفكرة خشية أن تقع كلماتي بيد قارئ يرى فيها خيانة لمهنة الكتاب.
صحيح الأمور الآن تبدو أسهل، تخرج لي إعلانات لدور نشر تقدم دعماً للمؤلفين الجدد لنشر مؤلفاتهم الأولى، أحتفظ بتلك الإعلانات ثم أمضي، وأحياناً أشكك في موثوقيتها.
من ناحية أخرى توجد دور النشر الإستغلالية التي تثقل على الكُتّاب ماديًا، وقد تذكرت ما حكاه الكاتب أيمن العتوم عن معاناته في بداياته من هذا الأمر.
أمرٌ آخر، أنه الآن أصبح من هب ودب يكتب وينشر، أصبحنا نشاهد الكتب الرديئة ذات الأغلفة البراقة بكثرة حولنا، وهذا ما أصبح يولّد عزوفاً من القراء للقراءة للمؤلفين الجدد شكًا في قدراتهم.
عندي محتوى كتاب تحت التأليف أريد نشرة على الأنترنت بشكل مجاني ( مرخص رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي .) ولكن مع دار النشر يكن مدفوع؛ هل هذهِ رخصة مناسبة؟ أو ما هي الأنسب؟
وجزاك الله كل خير
مرحبا بك بالنسبة للكتب فإن أفضل رخصة هي التالية
CC BY-NC-ND: (4.0 Licenses )
لأنك هنا تشارك الكتاب بشكل مجاني وفي نفس الوقت تضمن حقوقك وعدم التعديل على الكتاب وعدم استخدامه بشكل تجاري ويجب الإشارة إلى المؤلف في حالة الاقتباس أو الإسناد إليه في أي مقالة أو عمل بحثي، وخلافه.
ثانيا لم أفهم جزئية مع دار النشر يكون مدفوع ؟
لو تقصد أن دار النشر تطلب منك أموالا لنشر الكتاب فهذا غير صحيح فدور النشر التي تطلب أموالا من المؤلف هي في الغالب دور نشر غير موثوقة فعليك بالبحث عن دور نشر موثوقة تهتم بنفس المجال الذي تكتب فيه وتراسلهم لمعرفة إن كانوا مهتمين بكتابك أم لا. وفي حالة النشر الإلكتروني عليك بالبحث عن مؤسسة هنداوي فهي مؤسسة غير ربحية تقوم بنشر الكتاب للقراء بشكل مجاني على موقعهم، بالتوفيق.
من أمنياتي حتى لا أقول اهدافي أن أكون صاحبة مكتبة مفتوحة للمجتمع، لها أنشطة مجتمعية ثقافية تسهم في جعل اقرأ سلوك حيوي بذات المجتمع ..
كيف تجدون تجربة مع تسيير المكتبة ؟!
كان لي تجربة قديمة جدا مع فكرة استعارة الكتب، فلو نظرنا إليها من منظور نشر الثقافة فعليك أن تضع في عقلك نقطة هامة وهي صعوبة استرداد الكتب في ميعادها، لأن اغلب القراء لا يلتزمون بهذا الأمر، ولكن للتقليل من هذه المشكلة كنا نجعل القراءة والاستعارة لكتب معينة بشرط أن يقرأ القارئ في المكتبة في مكان مخصص نطلق عليه مساحة العمل والقراءة workspace وتكون بسعر رمزي بسيط لتغطية تكاليف الكتب التي نقوم بشرائها لوضعها للقراءة، ولكن أن تجعل كل الكتب متاحة للقراءة فهذه تحتاج إلى ميزانية عالية جدا وبالتالي سنضطر إلى رفع تكاليف القراءة والجلوس في المكان. فالأفضل أن تقوم هذه الخدمة من مؤسسات وليست أفراد حتى يمكن الاستمرار فيها لفترات زمنية طويلة لأنك تحتاج إلى تمويل بشكل مستمر، وهذا ما نجده في المكتبات العامة في أغلب الدول هي مكتبات تابعة للدولة أو مؤسسات فيها.
مرحبا ا. حمدي
لعلك تكون بخير
صديقي أنا بصدد إنشاء كتاب رقمي جديد
ولكن اريد نشره على مواقع التواصل الاجتماعي
هل لديك مكتبة رقمية تنشر هذا الكتاب دون مقابل وتضمن فيها حقوقي اي يبقى الكتاب بإسمي .
وإذا كانت الإجابة بنعم ، كم عدد الكلمات أو الصفحات المطلوبة للنشر.
دمت بخير
مرحبا بك، في الواقع لا أمتلك منصة رقمية لنشر الكتاب. ولكني أقترح عليك التواصل مع مؤسسة هنداوي لنشر الكتب هي مؤسسة غير ربحية وتنشر الكتب الرقمية بشكل مجاني كامل.
ولا يوجد عدد محدد لصفحات الكتب أو عدد الكلمات المهم أن يكون الكتاب مقسم بشكل واضح على فصول والجودة في كتابة الموضوع الذي تكتبه.
ولا أرشح النشر على مواقع التواصل الاجتماعي نظرا لحقوق الملكية التي لن يمكنك السيطرة عليها كفرد. ولكن في كل الأحوال يمكنك البحث عن المؤسسة المسؤولة في الدولة التي تعيش فيها لتسجيل الملكية الفكرية الخاصة بك للكتاب، وترى الأوراق المطلوبة. ولكن قبل ذلك تواصل مع مؤسسة هنداوي أو كتوبيا أو أبجد.
ممتاز! كمحرر كتب دائماً ما كنت أجهل كيف يتعاملون مع الكتّاب، كيف تتعامل عادة مع المؤلفين لتحسين مخطوطاتهم التي يرسلونها بغرض النشر؟ هل هناك وجود لأي تحديات أو نشاطات أو مسار معين مشترك تواجهه في أثناء عملية التحرير قد تجمع بينك وبينك الكاتب؟
في الغالب لو هنالك تعديلات أو إضافات بسيطة يتم الإشارة إليها وإرسالها إلى الكاتب ليقوم بالتعديل الممكن، كمحاولة لتحسين الكتاب، والأمر يكون متروك له في النهاية لأنه بعض الكتاب لا تريد أي تعديل ويظنون أنهم يكتبون أفضل من أي شخص آخر. أما من يتقبل النقد المرسل إليه يكون هنالك تواصل معه لمراجعة الأشياء التي البسيطة، ولا يوجد نشاطات مثل ما يحدث في الأفلام الأجنبية بأن توظف دار النشر للكاتب محرر يعمل معه على تحسين الكتاب ويجلس معه في كل كبيرة وصغيرة، فقط تكون هنالك محاورات مع الكاتب للتعديل ويتم التدخل بشكل بسيط من المحرر لو لم يصل الكاتب إلى الصيغ النهائية القليلة ولكن ليس تدخل بشكل كبير في النص وطريقة الكتابة.
رأيت مؤخرا أن العديد من هواة القراءة أصبحوا يفضلون الكتب الإلكترونية، كيف ترى تأثيرها على صناعة النشر التقليدية؟ و في رأيك ما هي التحديات التي تواجه دور النشر والمكتبات في ظل انتشار هذه الكتب؟
كيف ترى تأثيرها على صناعة النشر التقليدية؟
صناعة النشر التقليدية تواجه العديد من الصعوبات بداية من أسعار الورق وتكلفة الطباعة نفسها التي جعلت أسعار الكتب مرتفعة جدا، فمن المنطقي أن تظهر حلول جديدة ويميل إليها القراء، وهي ليست مضرة لمن يواكب هذا التطور من دور النشر وتقوم بنشر كتبها إلكترونية هذا هو التحدي وفي السنوات الأخيرة العديد من دور النشر الخاصة والعامة التابعة للدولة تقوم بالنشر الإلكتروني لأن الأمر أصبح واقع ولكن التحدي الكبير هو محاولة الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية وتقليل عمليات القرصنة، أما جزء المبيعات فلم يتأثر تأثرا ملحوظا من حيث الأموال لأن سعر الكتاب يغطي التكاليف ولكن التأثير صار واضحا في عدد مبيعات الكتب نفسها. ولكن يتم تعويضه بسبب الشراء الإلكتروني سواء من منصات تقوم بالنشر والقراءة باشتراك شهري أو بشراء الكتاب نسخة إلكترونية.
مرحبًا حمدي، في خطوات تحرير الكتاب وتجهيزه للنشر، ما هي أهم وأصعب خطوة تواجهك لتقول بعدها انك انجزت معظم العمل؟
أصعب خطوة هي التأكد من أصالة المحتوى المكتوب وأنه لم ينشر من قبل بأي شكل كان، لأن هذه العملية تطلب أولا خبرة كبيرة وإطلاع على الكتب، وثانيا تطلب مهارات عالية للبحث على الأنترنت، في حال التأكد من أن العمل أصلي وينتمي بالفعل لمؤلفه يمكن أن أقول أن العمل صار جاهزا بعد التدقيق اللغوي نظرا لصعوبة الأمرين وما يتطلب من جهد وتركيز شديد.
هل يوجد حقًا ما يسمى بقرصنة الكتب؟ ألاحظ الكثير من الشكاوى الخاصة بأصحاب الكتب بشأن سرقة حقوق مؤلفاتهم من قبل دار نشر معينة، كما أنني سمعت عن قيام بعض دور النشر بتزوير محتوى الكتب بأي شكل لتغييره وسرقته، وهذا يؤدي إلى انتشار معلومات خاطئه، هل يحدث ذلك فعلاً؟ وكيف يتعامل الكاتب في هذه الحالة برأيك؟
بالفعل توجد قرصنة الكتب ولكن لو تحدثنا من أن دور نشر تقوم بهذا فهي دور نشر غير أمينة وغالبا تكون معروفة لدينا في مجال الصناعة ككل. ولكنها لا تسرق كاتب بل تسرق المترجم ويقومون بوضع اسم أي مترجم ويقومون بنشر الكتاب كأنه ترجمة جديدة ولكنه يعتمد بالأساس على ترجمة شخص أخر فهذه سرقة واضحة، والكاتب بنسبة كبيرة لا يعرف دار النشر هذه إلا بالصدفة ولكن يمكنه مقاضاة دار النشر في حالة كان قد نشر كتابه بالفعل مع دار نشر سابقة، ولكن بشكل عام لأكون صريح معك في بعض البلدان العربية لا يتم تطبيق قانون واضح على القرصنة وحماية الملكية الفكرية للكتاب.
التعليقات