السلام عليكم،
كوني تخرجت عام ٢٠١٧ ومارست المهنة لخمسة سنوات تقريبا، اسألني ما تشاء وسأجيبك بقدر خبرتي ومعلوماتي المتواضعة.
قد أتأخر في الإجابة كحد أقصى ليوم نظرا للمشاغل فالتمس لي عذرا.
وعليكم السلام ورحمة الله سامر، أهلًا وسهلًا بك، وشكرًا على المبادرة الطبية الطيبة.
سؤالي هو كنت قد سمعت عن أن المادة الفعّالة في أي دواء هي الأهم، وبالتالي طالما وُجدت تلك المادة الفعالة في الدواء يمكننا استخدامه بغض النظر عن الدواء الذي يكتبه الطبيب لأنه في بعض الأحيان يكون متعاقدًا مع شركة معينة وهكذا، وأسعار الأدوية تختلف بالطبع.
فهل يمكننا طلب دواء بديل من الصيدلي لتوفير النفقات؟
الجواب له تشعبات سأبسطها، المادة الفعالة هي نفسها وهذا لا خلاف فيه في المثائل الدوائية (المثيل يعني نفس المادة الفعالة، أما البديل فيعني تركيبة مختلفة تعطي نفس النتيجة العلاجية). لكن الاختلاف يقع في حفاظ معامل الأدوية على نسبة المادة الفعالة مطابقة لما مكتوب على علبة أو نشرة الدواء كما تفعل الشركة الرائدة Brand company (كأمثلة: فايزر وسانوفي وباير وغيرها) وهذا يحدد لجهات الرقابة بآليات رقابة عديدة تبدأ من مراقبة خطوط الإنتاج والتفتيش الدوري والعينات العشوائية من الصيدليات في الدولة وهنا نتطرق إلى فرع من الصيدلة هو اليقظة الدوائية Pharmacovigilance. وحتى إن تطابقت نسب المادة الفعالة بين الدواء الجنيس Generic drug (الدواء الجنيس كأمثلة الأدوية من الشركات المحلية في الدولة) والدواء الرائد Brand فإن السواغات Excipients (المواد المكونة للتركيبة الدوائية كالرابطات والمفككات للمضغوطة الدوائية أو المحليات ومنكهات الطعم وغيرها) لها دور في التأثير على المادة الفعالة إما بتقليل التأثير الدوائي أو زيادته أو عدم التأثير بالمطلق أو التأثير بنسبة ضئيلة قد تكون مُهمَلَة.
والجواب المختصر فالدواء المثيل الجنيس هو بديل للدواء الرائد في حالة تقبل جسم المريض له وإعطاء النتيجة العلاجية المرجوة.
لدي سؤال لحضرتك قد تكون إجابته صعبة ماذا تفعل إذا جاء مريض لصرف دواء كتبه له طبيب لكنك لاحظت أن الدواء المكتوب إنتاج شركة غير معروفة أو ليست بجودة منتجات شركات مثل سانوفي وجلاكسو وفايزر ، هل تقوم بصرف الدواء المكتوب ولا تتدخل أم تعرف المريض ما تعرفه وتجعله يختار؟
الجواب يعتمد على عدة عوامل، فمثلا هل الدواء فقط يستعمل عند الحاجة كمسكن ما للآلام الخفيفة على سبيل المثال فهنا ليس هناك داع لقول أي شيء (هذا بالنسبة لي) إلا لو سأل المريض عن وطلب النصيحة والمشورة. أما لو كان دواء لمرض مزمن فحالة المريض المادية والمعنوية هي الحكم فلو كانت قدرته محدودة على تحمل نفقة العلاج شهريا مدى الحياة فلا ضير من تجربة العلاج «الذي من إنتاج شركة مغمورة» مع مراعاة مراقبة حالته الصحية أثناء فترة تناول الدواء، ومن الناحية المعنوية لو كان المريض ملتزما بالشركة المقترحة من طبيبه دون أي نية للتغيير حتى لو كانت غير متوفرة في المستودعات والصيدليات أو الحصول عليها مهمة شاقة أو حتى لو كانت متوفرة بكثرة فلا حرج في إعطاءه المكتوب وقد أكسب معرفة عن مدى جودة منتجات الشركة هل تحسنت أم ذاهبة للأسوأ فيمكن أن يمرر المريض لي تجربته لأكون صورة عن فعالية الدواء العلاجية أو المضاعفات التي سببتها سواغات الدواء إن كان العرض الجانبي ليس من آثار الدواء.
وفي النهاية الخيار للمريض ولا يمكن إجباره إلا في حالة عدم توفر المنتج من الشركة التي يريدها.
مبادرة جيدة منك سامر، سأسالك بخصوص الخمس سنوات التي عملت بهم بمجال الصيدلة، ما هي أكثر التحديات التي واجهتك؟
وما هي أحدث الاتجاهات بالتخصصات الصيدلية ببلدك؟
من أكثر التحديات صعوبة الحصول على مقعد في الماجستير بسبب اعتماد علامة الامتحان الوطني الموحد بجانب المعدل التراكمي للسنوات الدراسية في المفاضلة لدخول التخصص بعد الجامعة إضافة لمحدودية المقاعد وقلة التنوع في التخصصات الصيدلانية.
والتحدي الأصعب في سوق العمل هو كيفية شرح الدواء للمريض بصورة مبسطة بعيدا عن تعقيدات علم الأدوية، والصعوبة في حفظ الأسماء التجارية للأدوية بكثرتها خصوصا في الأشهر الأولى من العمل.
من أكثر التخصصات التي يدخلها الطلاب بعد التخرج من الجامعة هي التشخيص المخبري، والبوردات في التركيبات الدوائية أو التجميلية والتي غالبا تكون خارج البلد.
من أكثر التحديات صعوبة الحصول على مقعد في الماجستير بسبب اعتماد علامة الامتحان الوطني الموحد بجانب المعدل التراكمي للسنوات الدراسية في المفاضلة لدخول التخصص بعد الجامعة إضافة لمحدودية المقاعد وقلة التنوع في التخصصات الصيدلانية.
غريب جدا، لماذا امتحان وطني محدد، في حين تقدير الكلية موجود، بالنهاية أنت تجرب ماجستير في أحد تخصصات الدراسة، لدينا الأمر مختلف، القبول للماجستير مرتبط بالتقدير التراكمي بالجامعة، صحيح هم يشترطون تقدير ممتاز، لكن على الأقل لا توجد امتحانات إضافية.
بالنسبة للتخصصات لدينا الكثير ومؤخرا أضافوا تخصص التغذية العلاجية وعليه إقبال كبير
بأي تخصص تدرس، وما هو الوضع المادي للصيادلة ببلدك؟
لديّ في كليّتي ضمن الأدب الإنجليزي الكثير من التخصصات التي يمكن أن أدخل بها، قد أصل لكي أكون مترجم أو ربما قد أكون مدرّس في المدارس، أو قد أبذل مجهوداً أكبر لأصبح معاون محاضِر في الجامعة، قد أكون باحث في مسألة الصوتيات أو اللغة أو الأدب، أو قد أدخل مسألة الترجمة المُحلّفة الفورية، أو حتى المراسلات التجارية وغيرها، كل هذه الأمور أستطيع الوصول إليها عبر فرعي، أسأل الآن في دراسة الصيدلة، هل هناك أمور أخرى يمكنني أن أصل بها عبر دراسة هذا الفرع غير الصيدلاني الذي نعرفه، أي ممارسة بيع الأدوية ضمن المتاجر؟ ما هي المجالات الأخرى التي يمكنك الوصول إليها عبر دراستك لهذا الفرع؟ هذا برأيي أمر مجهول للكثير من الأشخاص الذين لم يتقدّموا أو يفكروا بدراسة هذا الفرع، أتمنّى أن توضّح لي هذه المسارات أكثر.
في الصيدلة الأمر مختلف، الصيدلاني «ضمن المتجر» يسمى صيدلية المجتمع (community pharmacy) أي الصيدلية التي تُعنَى بالتعامل المباشر مع الحالات العامة كالأدوية التي تُصرف بلا وصفة طبية والتي تُسمَّى رسميَّاً: الأدوية المُتَاحَةٌ بدُونِ وَصْفَة (بالإنكليزية: over the counter) وصرف الأدوية المُلزَمة بوصفة طبية وأحيانا تستوجب صورة عن هوية المريض أيضا في حال كانت أدوية مخدرة مراقبة.
الاختصاصات عديدة منها ما هو متوفر في دولنا العربية ومنها ما هو غير متوفر للأسف لكون أنظمتنا الصحية لم تصل للحد المرجو، وأذكر ما هو متوفر في دولنا العربية:
الصيدلاني السريري (clinical pharmacist): هو الصيدلاني المعني بالحالات السريرية في المستشفى فيشرف على صرف الدواء للمرضى المنومين في الغرف والتأكد من عدم تعارضها فيما بينها أو اقتراح دواء بديل أكثر فعالية لحالة المريض الصحية وتدقيق الجرعات الدوائية الموصوفة. بعض الدول العربية بدأت في إدخاله ضمن منظومتها الصحية مثل مصر وبعض دول الخليج العربي.
الصيدلاني الداخلي (في المستشفى): في الصيدلية الداخلية في المستشفى (بالإنكليزية: inpatient pharmacy) حيث يحضر الأدوية للمرضى لتأخذها الممرضات لغرف المرضى وتقدم لهم العلاج وفق المواعيد المحددة والقيام بتركيب الأدوية غير المتوفرة كمستحضر جاهز في الدولة.
ويمكن أيضا إكمال الدراسات العليا في مجال الصيدلة الصناعية والصيدلانيات (industrial pharmacy and pharmaceuticals) للعمل في معامل الأدوية أو مجال التشخيص المخبري للعمل في مخابر التحاليل (أغلب الدول العربية لا تسمح للصيدلاني بالعمل في هذا المجال إلا إذا حصل على ماجستير وبعضها يشترط الدكتوراه) ويمكن التخصص أيضا في مجال التغذية لكن قليلا ما ترى أحد اختص به لكون فرصه قليلة للصيدلاني ومدخولها للصيدلاني غير مجدٍ وأخيرا وليس آخراً مجال الدعاية الدوائية أو ما يسمى مندوب طبي (medical representative) وهو الأفضل من ناحية المدخول المادي حتى الآن لكنه يتطلب جهدا لعقد الصفقات مع المستشفيات والمراكز الصحية للوصول للهدف الشهري من المبيعات.
وللاستفاضة في معرفة تخصصات الصيدلة يمكنك إلقاء نظرة في هذا الرابط على البوردات الأمريكية في الصيدلة:
في ظل تطور الذكاء الاصطناعي وانتشار مفهوم استبداله للبشر في عدة مجالات كانت هناك اخبار عن تطوير روبوتات تعمل محل الصيدلي في التعامل مع المرضى وصرف الأدوية وتحديد ما يحتاجه المريض بناء على وصفه وحالته، فهل لك أن تخبرنا ما الذي يملكه البشر العاملين في مجال الصيدلة يجعلهم يتفوقون على الروبوتات؟ أو كيف سيحافظون على عملهم مستقبلا؟ أعني بعملهم في الدور الخاص بالتعامل مع المرضى تحديدا، فأنا أعلم أن مجال الصيدلة نفسه واسع وهناك عدة وظائف ومهام أخرى يقوم بها الصيدلي.
الروبوتات لم تصل بعد في مجال الصيدلة لمرحلة استبدال الصيدلاني كون العمل عليها في هذا المجال غير مكثف وهي تخدم فقط في صرف الأدوية البسيطة للوصفات المكتوبة أو في جلب بعض الأدوية للصيدلاني ليصرفها للمريض. وحجمها كبير لكونها يجب أن تتسع لكمية أدوية كافية للصرف حتى ثلاثة أيام وكلفتها عالية وتحتاج موظفين دائمين لملء الأدوية وبرمجتها.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(مبادرة جيدة)
لقد قفز إلى ذهني سؤال أظنه مهم فبحكم عملي فترة من الوقت في مجال التدوين والتسويق بالإحالة فهناك مواقع أو منصات شهيرة متخصصة في عرض الكثير من المنتجات مثل المكملات الغذائية وعلاجات التخسيس والأنظمة التابعة وعلاجات الضغط والسكر والعلاجات بالطب البديل ومن أشهر المنصات التي توفر تلك العلاجات منصة كليك بانك وديجيستور 24 وتذخر تلك العروض بأراء الأطباء والمتخصصين ولكن دون إقرار من منظمة الصحة العالمية .. وينصحون (رغم أراء الأطباء المؤيدة في صفحات تسويق تلك المنتجات) بأن تستشير رأي طبيب متخصص وسؤالي هو : هل تلك المنتجات آمنة أو يمكن الوثوق بها والترويج لها أم أن الأمر له مخاطر ؟ وبالتالي سأكون متحملاً لبعض المسؤالية الأنسانية من ترويج تلك المنتجات؟
الترويج لمنتجات المكملات الغذائية لا يحملك مسؤولية إن أقررت أثناء ترويجك للمنتج أنه يتوجب أيضا على المريض الحصول على استشارة طبية في حالة تناوله أدوية لكيلا يحدث أي تداخل دوائي (drug interaction) أو تغير هرموني في الجسم فلولا الترويج للمنتجات عموما لما عرفنا المنتجات والأعشاب التي في أقاصي الأرض.
الأَولى أن تكون مسؤولية الشخص الذي يرغب بشراء منتج علاجي أو مكمل غذائي طلب المشورة الصحية أو البحث عن المنتج قبل شراءه.
في مناقشة سابقة كانت العزيزة رغدة جعفر تتكلم حول الفرق بين تاريخ الصلاحية المدون على العبوة وتاريخ الاستهلاك بعد فتح العبوة فمثلا أدوية الشرب كم تستمر صلاحيتها بعد فتح العبوة؟ وكذلك الأقراص التي تكون في عبوات وليس شرائط مثل أدوية المعدة ما هي صلاحيتها؟ وهل فعلا يتم حفظ الأدوية في الثلاجة بعد فتحها أم تترك في درجة حرارة الغرفة عادي؟
الشرابات في الغالب صلاحيتها إن حفظت في درجة حرارة الثلاجة قد تصل لثلاثة أشهر أكثر أو أقل اعتمادا على درجة الرطوبة في الزجاجة والحموضة والملوثات أما المعلقات في الغالب لا تتجاوز صلاحيتها بعد الفتح 14 يوما حتى 20 يوما كحد أقصى ولكل دواء خصوصيته فالمضادات لا تحفظ بعد الفتح لأكثر من 14 يوما حيث أنها تؤخذ كدور علاجي يجب إكماله وأدوية خفض حموضة المعدة إن كانت شرائط فتصل صلاحيتها بعد فتح العلبة وحتى بعد انتهاء صلاحية المنتج المكتوبة على العلبة إن حفظت بنحو جيد لقرابة 6 أشهر أو سنوات اعتمادا على السواغات والتغليف أما لو كانت بعلبة فبعد الفتح لا تتجاوز صلاحيتها في أحسن الأحوال 3 أشهر.
إن كانت درجة حرارة الغرفة تحت 23°م ورطوبتها منخفضة وأشعة الشمس قليلة فهي مناسبة لحفظ عدد لا بأس به من الأدوية، والحديث يطول.
وجدت لك ملفا يلخص جواب سؤالك في صفحات معدودة:
وهذا رابط للملف رفعته على غوغل درايف:
السلام عليكم بالبداية أشكرك على تقديمك النفع للعامه وشكرا على ترجمة بعض الكتب
سؤالي هو :
كأب يرغب أن يكون لديه معرفة في الادوية وفي بعض الامور الطبيه هل ترشح بعض الكتب لقرأتها أو بعض المواضيع التي قد تفيدني
وأردت أن أسألك عن كتاب ظهر جديدا اسمه "دليل التدريب الصيدلاني "
هل تنصح به وشكرا
بالنسبة للكتب لا كتاب سيفيدك فعلا فالمعرفة بالأدوية إن لم تمارسها فسهل نسيانها حتى بالنسبة لنا. لكن إن كان ولا بد من وجود كتب لديك تعينك فأنصحك:
كتاب الأدوية الأساسية – منظمة أطباء بلا حدود
و British national formulary
فعد وصف دواء لك أو لأحد أفراد عائلتك يمكنك خصوصا الكتاب الثاني من فهم آلية عمله وآثاره الجانبية المحتملة وتداخله مع الأدوية الأخرى الموصوفة.
أما بالنسبة للكتاب الذي ذكرته فكل الكتب على هذه الشاكلة تحتوي نفس المعلومات بترتيب مختلف أو بأسلوب مختلف هذا وفق ما صادفته خلال دراستي بالجامعة وبعدها، ولذلك فهو مفيد نوعا ما ويعطيك نظرة شاملة على الصيدلة والأدوية.
أهلًا بك د/ سامر
كيف تتعامل مع بعض الناس التي تتناول الأدوية دون فَهم جيد لسبب استخدامها، وآثارها الجانبية بمعنى أصح هم يجربون بعض العلاجات دون أي استشارات طبية كأدوية التخسيس وبعض المنومات؟
ولدي سؤال آخر أيضًا -إذا أمكن- كيف تتعاملون مع الدراسات التي تشير لزيادة "مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية"، هل هناك أي توجه لجعل بعض المضادات الحيوية ضمن أدوية الجدول ولا تؤخذ إلا بإذن الطبيب سواء البشري أو الصيدلي؟
كيف تتعامل مع بعض الناس التي تتناول الأدوية دون فَهم جيد لسبب استخدامها، وآثارها الجانبية بمعنى أصح هم يجربون بعض العلاجات دون أي استشارات طبية كأدوية التخسيس وبعض المنومات؟
في الغالب لا يكون هذا دافعا شخصيا من الشخص نفسه إلا إن كانت حالة نفسية تتطلب دراسة نفسية من شخص مختص في علم النفس، بل يكون وراء تجريب الشخص للأدوية مقربون ينصحونه أو يلحون عليه بأخذ دواء معين لأنه أراحهم حتى لو كان لعلاج حالة مختلفة غير التي يعاني منها الشخص، أو وصل الشخص بعد تجريب الدواء أو أدوية مختلفة من نفس الزمرة لأكثر من مرة لحالة من الاعتياد على الدواء. (هذا ما لاحظته)
ولدي سؤال آخر أيضًا -إذا أمكن- كيف تتعاملون مع الدراسات التي تشير لزيادة "مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية"، هل هناك أي توجه لجعل بعض المضادات الحيوية ضمن أدوية الجدول ولا تؤخذ إلا بإذن الطبيب سواء البشري أو الصيدلي؟
دائما أنصح باستعمال الصَّاد الحيوي (antibiotic) كآخر خيار في العلاج فليست كل الحالات تستدعيه حتى لو كانت الحرارة مرتفعة أو يشعر المريض بالوهم والتعب، والتوجه العام للدول بنقاباتها ووزارات الصحة إلا جعل الصاد الحيوي لا يصرف إلا بوصفة طبية وهذا معمول به من سنوات ولكن تجاوز هذه القوانين لأسباب كثيرة يجعل استعمال بعض ؤالصادات واسع الانتشار بين بعض الناس. ولا يمكن وضع المضادات ضمن الأدوية المراقبة (أدوية الجدول) فهي لا تسبب الإدمان ولا الاعتياد.
هناك سؤال راودني منذ عدة أيام حيث كنت أتصفح تيك توك ووجدت أحد الصيادلة يفتح بث مباشر ويجيب على أسألة الناس عن أدوية كذا وكذا وهل هذا الدواء جيد أم لا، وهل أستخدم هذا أم ذاك، وما هو علاج مرض كذا وعلاج كذا، واستغربت بصراحة ولا أعلم إذا كان هذا الاستغراب في محله أم لا، لكن أليس من المفروض على معظم هذه الحالات أن تشخص أولًا ثم يكتب لهم الدواء المناسب، فهل ترى هذه الطريقة في صناعة المحتوى جيدة؟
هذا شيء يعد لا أخلاقي في المهنة كونه لم يتطرق لتاريخ المريض (من حيث الأدوية المستعملة في السابق والوقت الحالي ولا تاريخ العائلة المرضي ولا التحاليل وصور الأشعة إن وجدت) فلا يمكن وصف الدواء فقط لعلاج الأعراض فمثلا بعض أدوية علاج ارتفاع الضغط الشرياني من زمرة مثبِّطات الإنْزيمُ المُحَوِّلُ للأَنْجيُوتَنْسينِ (ACE inhibitors) تسبب السعال المستمر وهنا تكمن أهمية دراسة حالة المريض من خلال سؤاله.
وهذه الطريقة في صناعة المحتوى ليست إلا للشهرة وكسب المال لا أكثر طبعا في بعض الأحيان بلا تعميم.
التعليقات