عادةً ما يخرج لنا أحدٌ بفكرة تكسر كل القوالب التي تعوّدنا عليها، ويطرح طرحًا يُخرجنا من دائرة الراحة فكريا، فنقول له: أنت مجنون.
برأيكم لماذا نفعل ذلك؟ وكيف لنا أن نغيّر هذه النظرة، لأنه حقيقةً قد يكون ما نراه جنونا في غاية الإبداع؟
هذا يتوقّف على ما يدعوه الفرد نفسه جنونًا، فالمفهوم بشكل عام يتبدلأ من شخص إلى آخر، ومن عصر إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى. وعليه، فإن الطب النفسي الحديث ومختلف التقنيات المعنية بفهم السلوك الإنساني قد نحّت مفهوم الجنون جانبًا، ولجأت إلى التفسيرات التي تبتعد تمام البعد بأي اضطراب عقلي أو تغيّر سلوكي عن مفهوم الجنون. وقد سمعتُ في العديد من المناسبات مقولة قديمة متداولة، نصّها أن: "الفنون جنون"، ومن ذلك المثل نجد الانعكاس الإبداعي للفن في وعي من يرفض الاختلاف بإسقاطه على ظاهرة الجنون.
هذا يتوقّف على ما يدعوه الفرد نفسه جنونًا، فالمفهوم بشكل عام يتبدلأ من شخص إلى آخر، ومن عصر إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى
في هذه الناحية أتفق معك، لكن لماذا لا نتوقف عن فعل ذلك، لأنها ردة فعل غير مجدية وقد تحبط الآخر، ما رأيك علي؟
: "الفنون جنون"، ومن ذلك المثل نجد الانعكاس الإبداعي للفن في وعي من يرفض الاختلاف بإسقاطه على ظاهرة الجنون.
بالضبط، أنا أرى أن الإبداع هو كسر القوانين المتعارف عليها،( ليس اختراق القوانين )، وإنما الخروج عن المألوف والاتيان بما هو جديد، حتى ولو كان بسيط.
دليلة، برأيي، نحن نرفض الأفكار و المعتقدات المخالفة لنا لأننا لسنا واثقين من معتقادتنا و نخاف أن تتزعزع.
لأن أفكارنا نحن هشة و لا نستطيع الدفاع عنها لكنها تشكل لنا الاطمئنان و نخاف أن تتزعزع لذا أي فكرة مضادة نقف لها بالمرصاد و نحاول هدمها قبل سماعها حتى.
دليلة، برأيي، نحن نرفض الأفكار و المعتقدات المخالفة لنا لأننا لسنا واثقين من معتقادتنا و نخاف أن تتزعزع.
بالضبط أفكارنا ليست عن قناعة، أغلبها متوارثة.
وعلينا أن نفكر بجدية في ذلك، لأن هذا الخوف يجعلنا نخسر الكثير.
وعلينا أيضا أن نفلتر ما نثق فيه ونقتنع به، وما أخذناه لأجل المجتمع أو القبيلة ...
هل لديك فكرة كيف نتعامل مع أفكارنا التي غير مقتنعين بها؟
هل سمعت بسلة التفاح لديكارت؟ حيث إذا كانت لديك سلة تفاح بها تفاحة فاسدة، فحتى لا تفسد الأخريات، تخلي السلة و تعيدي ترتيب التفاح الجيد فقط. و يسقط هذا على أفكارنا.
لكن هذه النظرية صعبة نوعا ما.
أما عني، فأرى أن:
هل سمعت بسلة التفاح لديكارت؟ حيث إذا كانت لديك سلة تفاح بها تفاحة فاسدة، فحتى لا تفسد الأخريات، تخلي السلة و تعيدي ترتيب التفاح الجيد فقط. و يسقط هذا على أفكارنا.
لكن هذه النظرية صعبة نوعا ما.
أما عني، فأرى أن:
بالرغم من أهمية التغيير والخروج عن المألوف في حياة الإنسان إلا أن الكثير من الناس يخافون ويخشون هذا التغيير، وذلك بداعي الخوف من الآثار المحتملة نتيجة حدوث هذا التغيير، وللجهل بمزايا التغيير الذي سيحدث، لذلك فلابد من أن يدرب الناس أنفسهم على تقبل الأفكار الجديدة الجيدة دائماً، وألا يبقون ماكثين في غيابة الماضي السحيق، وهناك نقطة لابد من إيضاحها وهي أن الأفكار الجديدة دائماً ما تواجه بالرفض ثم يتم التعايش معها وأخيراً يتم تقبلها والاعتياد عليها.
أرى بشكل عام أنه إن كان الفرد متقبًلا للأفكار الأخرى منفتح لمناقشتها وعرضها، واثق في أفكاره ولكن لا يستبعد فكرة أن تكون خاطئة سيجعله أكثر تقبلًا للأفكار الخارجة عن المألوف. ولكن هذا على مستوى الفرد فقط شخصيًا لا أعتقد أن الجموع ستوافق أبدًا على تلك الاختلافات.
أتعلمين أنه في الماضي تعرض فيلسوف وعالم للإعدام غرقًا لأنه اكتشف العدد جذر أثنين؟ كان الفيثاغورثيون في هذا الوقت يعتقدون أن كل الأعداد لابد أن تكون نسبية تتكون من بسط ومقام فحين أكتشف أحدهم أنه يوجد عدد واحد لا ينتهي ولا يمكن وضعه في شكل بسط ومقام وهو العدد الجذري حاربوه وكذبوه! ولربما لو فكر أحدهم بمنأى عن المجموع لأقتنع بالفكرة الجديدة ولكن دائمًا الجمع يفكر بشكل عاطفي مندفع.
ولكن رغم هذا فقد رأينا الأفكار الصائبة تطفو دائمًا مهما تعرضت للإغراق وتكون هي السائدة في النهاية، لذلك لست خائفة على الأفكار الصحيحة وأتمنى من معتنقيها المحاربة حتى النهاية وهي بالتأكيد ستنتصر وتفرض نفسها.
أرى بشكل عام أنه إن كان الفرد متقبًلا للأفكار الأخرى منفتح لمناقشتها وعرضها، واثق في أفكاره ولكن لا يستبعد فكرة أن تكون خاطئة سيجعله أكثر تقبلًا للأفكار الخارجة عن المألوف. ولكن هذا على مستوى الفرد فقط شخصيًا لا أعتقد أن الجموع ستوافق أبدًا على تلك الاختلافات
صحيح هذا قد يجيده بعض الفئة فقط، لا يستطيع الأغلبية الانفتاح عن الأفكار الأخرى، والا كانت البشرية في أوجّ تطورها.
أتعلمين أنه في الماضي تعرض فيلسوف وعالم للإعدام غرقًا لأنه اكتشف العدد جذر أثنين؟ كان الفيثاغورثيون في هذا الوقت يعتقدون أن كل الأعداد لابد أن تكون نسبية تتكون من بسط ومقام فحين أكتشف أحدهم أنه يوجد عدد واحد لا ينتهي ولا يمكن وضعه في شكل بسط ومقام وهو العدد الجذري حاربوه وكذبوه! ولربما لو فكر أحدهم بمنأى عن المجموع لأقتنع بالفكرة الجديدة ولكن دائمًا الجمع يفكر بشكل عاطفي مندفع.
أغلب الفلاسفة والمفكرين، تم إعدامهم واعتقالهم ونفيهم، بسبب أفكارهم الفريدة التي تخالف توجه الأغلبية.
وأذكر أني قرأت نصيحة في كتاب (فن الإقناع وغسيل الدماغ) لـ أي.جي.براون ، اختزلتها بقولها (افعل شيئالا مختلفا) حيث كانت تحث على أن تفعل شيئا مختلفا كل يوم، فأعجبتني الفكرة والتزمت بها، و لا أستطيع أن أصف كيف كان انعكاس هذه العادة البسية على حياتي، لقد فتحت لي آفاق رحبة، وأخرجتني من دائرة النمطية والراحة لآفاق أكثر إبداعا.
هذا يذكرني بتجربة قمت بها منذ سنوات، وهي فعل شيء جديد ومختلف يوميا لمدة مئة يوم، ولم أنهي التحدي لكن كمية المتعة وتدفق الأفكار الذي عشته في تلك الفترة لا يُضاهى.
لذلك علينا أن نراجع قمة الجليد، ربما الأفكار الجديدة لا تصطدم بها، بل تصطدم بخوفنا من رؤية ونظرة وحكم الآخرين علينا، حين نؤمن بها ونخرج على الوعي الجمعي.
أصدق تعبير أراه يناسب ما جئت به هو قول جاك فوستر: تذكر أن الناسَ الذين يَسخرون مِنك ومِن أَفكَارِك، هم خَائفون منك ومِنهَا.. وهَذا السبب الذي يجعلهم يَسخرون ويَستَهزِنون.
التفكير خارج الصندوق يعد ذكاءا في زمن أصبح الكل يفكر في إتجاه واحد وبطريقة نفسها، حتى تشعرين بأن كلهم من تركيبة واحدة ومجهزين في قوالب نفسها، الله خلق الإنسان بعقل، أي العيب إذا راودته فكرة مجنونة شرط ألا تكون تمس العقيدة الإسلامية ولا تقاليد المجتمع، فكل الأفكار المجنونة مقبولة شرط أن تكون مدعمة بأدلة إقناعية تقنع من يتلقاها.
أتعلمين يا دليلة بأن الأفكار المجنونة تكسب نجاحا في عالم التسويق، هل تعلمين أيضا بأن الأفكار المجنونة التي لا يتقبلها الناس بمرونة قد كانت سببا في شهرة البعض، فليس هناك عيب من المحاولة والتجريب ولكن العيب أن نظل خائفين من نظرة الناس إلينا ونضع حاجزا لعقولنا من التفكير.
لعلي أضرب لك قصة تحمل فكرة مجنونة ولكنها نجحت بالفعل، مرة العالم النفس السلوكي سكنر روادته فكرة أن يستخدم الحمام في إلقاء القنابل على الأعداء، بالرغم من أن فكرته مجنونة وفيها مخاطرة إلا أنها شاركها مع زملائه وحظيت بالقبول وبدأت بتدريب الحمام للوصول لأي هدف وبالفعل نجحت الحمامات في حمل القنابل ورميها على الأعداء.
أصدق تعبير أراه يناسب ما جئت به هو قول جاك فوستر: تذكر أن الناسَ الذين يَسخرون مِنك ومِن أَفكَارِك، هم خَائفون منك ومِنهَا.. وهَذا السبب الذي يجعلهم يَسخرون ويَستَهزِنون.
تماما عفيفة، أفكارنا الإبداعية المخالفة تجعل الآخر يشعل بضعفه في خلق الأفكار وتوليدها، وتستفزه وكأنها تشير إلى مواطن ضعفه وأسهل طريقة للدفاع هي الهجوم على الآخر ونعت فكرته بالمجنونة.
لعلي أضرب لك قصة تحمل فكرة مجنونة ولكنها نجحت بالفعل، مرة العالم النفس السلوكي سكنر روادته فكرة أن يستخدم الحمام في إلقاء القنابل على الأعداء، بالرغم من أن فكرته مجنونة وفيها مخاطرة إلا أنها شاركها مع زملائه وحظيت بالقبول وبدأت بتدريب الحمام للوصول لأي هدف وبالفعل نجحت الحمامات في حمل القنابل ورميها على الأعداء.
ومن خلال هذه القصة، نستنتج أن أفكارنا المختلفة والفريدة، تحتاج أحيانا الدعم والايمان ولو من شخص واحد، لتنتقل من الجنون إلى الإبداع
قد يكون اللفظ بغير معناه. وبالتالي يوظف للاستهجان وليس لغير ذلك.
اما بخصوص السؤال المطروح، فحين نتوقع تفكير غيرنا في نفس مسار أفكارنا فإننا نوافق عليه ونتوافق عليه. أما أن اختلف معنا فقد نصفه بأنه الجنون.
واتفق أن تلك الأفكار قد ينظر لها غيرنا بأنها فعالة وخلاقة وابداعية ويبني عليها. لهذا علينا ألا نبني أفكارنا على ما يقوله الآخرون لنا أو علينا بل علينا أن نجرب الطريق ثم نقارن ونستفيد من تجارب غيرها.
التعليقات