حسنًا، هذا سؤال لا يستند على قصّة واقعية :D

كيف يمكنك أن تتوقَّف عن التفكير بالحبيب السابق أو الـ (أكس ex) كما يُشاع؟ وهل لك تجارب تشاركنا فيها؟

السؤال لكم! لكنِّي سأشرح طريقة تفكيري بخصوص الموضوع:

في حديث عبادة المشاعر، أمر آخر يُساهم في تضخيم وتهويل ما نمرُّ به، وهو أنّنا نميل لقياس نجاحاتنا على ما نتخيَّله، لا على ما يحدث بعد هذا التخيّل.

التخيّل غير إرادي، غير منطقي، لا يضبطه أحد. محاولة السيطرة على شيء غير مرئي مهمّة عسيرة. لكنّ التصرفات التي تتبع هذا التخيّل هي الأهم.

أوضِّح بمثال أبسط: قيس يُحبُّ ليلى وهي لا تُحبِّه، أو لعلّهما كانا معًا في فترة فأفترقا. يحاول قيس التخطّي، لكنَّه لا يستطيع، يُجنُّ من الأفكار التي تُحبّبه بليلى. يأتيه خيالها فيردّد: 

وَقَد كُنتُ أَعلو حُبَّ لَيلى فَلَم يَزَل

بِيَ النَقضُ وَالإِبرامُ حَتّى عَلانِيا

ثمَّ يأتيه خيال آخر فيُكرمه بقول:

خَليلَيَّ لَيلى أَكبَرُ الحاجِ وَالمُنى

فَمَن لي بِلَيلى أَو فَمَن ذا لَها بِيا

بعد فترة يكتشف قيس أنّه لا يستطيع السُلو عن ليلى، ومقياسه في هذا الأمر أنَّ خيالها وطيفها يزورانه دائمًا، وأنَّه لا يستطيع الكفِّ عن التفكير فيها.

إنَّ النجاح في الخروج من عبادة المشاعر، يكمن في مُراقبة ردود أفعالنا وطريقة تصرّفاتنا لا في حِساب عدد المرّات التي زارنا فيها طيف ليلى.

يُمكن أن تتذكَّر ليلى عشر مرّات في اليوم، وفي نفس الوقت تكون في طريقك للشفاء من عبادة المشاعر. 

ويُمكن أن تتذكّر ليلى مرَّة في الأسبوع، وفي نفس الوقت "تجيب العيد" بتصرّفات تؤجّج الشوق وتزيد من البلوى. 

"تذكرتُ ليلى" لعشر مرات لا يعني شيئًا، ما دامت ردود أفعالك تُعالج هذا التذكّر في كل مرّة، بحديث عَقول، ورأي سديد. 

"تذكّرتُ ليلى" مرّة، فأتبعتها بتذكّر "السنين الخواليا.. وأيّام لا نخشى على اللهو ناهيًا" مع بعض دموع "تِتَكتِك على الشِبّاك" فهذا الذي يجعلنا نتذكّر ولا ننسى، ونهيمُ صبابة ولا نَشفى.

غفر الله لقيس وبرَّد قلبه في هذه الجمعة.