ليس استسهالا بقدر ما هو إفلاس فكري يا عزيزي، استخدام هذه الجمل لابد أن يكون بحرص وفي أضيق الحدود، وإلا فأين إبداع الكاتب وبراعته؟!
1
أجد الاستقصاء وسيلة ممتازة لتثبيت المعلومات في الذاكرة طويلة المدى الذاكرة طويلة المدى تحتاج للتكرار أكثر من أي شيء آخر، صراحة لا أدري إن كان للإستقصاء دور في ذلك من عدمه. وكذلك الحال بعد التخرج، أصبحت أتبع نهجًا في تحصيل معلوماتي أعتقد أنه قريبًا من التعلم بالاستقصاء. نظريات التعلم هي نظريات حياتية بالمقام الأول، فكلنا يحيا ليتعلم، وكما قال بعضهم: أنت حي لأنك تتعلم، وبالتالي فمن المنطقي أن تستمر هذه النظريات معنا بعد تخرجنا، هذا في حالة كنا قنوعين بها
ربما يكون الجانب العملي في موادنا الدراسية أحد أنواع الاستقصاء إذا، فلو افترضنا جدلا أنه يطبق، فإننا سنحصل النتيجة ذاتها، تجارب مفتوحة النهاية، وتراكيب مختلفة في كل تجربة. بل مزيدا من الاسئلة التي توجه الطالب للبحث بطريقة صحيحة البعض قد يرى في ذلك تشتتا وتعقيدا للأمور، الوصول لإجابة مباشرة في مطلق الحياة على أسئلتنا أمر مريح للذات البشرية.
مررت بتجربة مشابهة مع مادة الدراسات الإجتماعية في الصف الثالث الاعدادي، ولكن بصراحة كانت أسوأ ما يكون، فأنا بالكاد تمكنت من الوصول لدرجة النجاح بالمادة. ولكن السبب لم يكن لمرض المدرس، بل لأنه ببساطة لا يجيد الشرح، كانت هذه سنته الأولى في مجال التدريس، وللأسف أضاع علينا فرصة تعلم تلك المادة في هذا العام.
أسئلة مفتوحة النهاية، توقفت كثيرا عند عبارتك تلك يا هدى، وتذكرت لعبة كنا نلعبها صغارا علمنا إياها مدرس الدراسات الإجتماعية بالصف الرابع الإبتدائي. كانت اللعبة عبارة عن أننا نقوم بسؤال بعضنا البعض أسئلة متعلقة بالمنهج الدراسي، ولكن يشترط على السائل أن يكون سؤاله لا يمكن الرد عليه بنعم أو لا، ومن يخطئ يخرج من اللعبة وهكذا. لم أشعر أنها لم تناسب بعضا منا في دراستنا، أتذكر أن حتى من كانوا يصنفوا بأنهم خائبين كانوا يحرزون علامات جيدة في تلك السنة!
بالنسبة لي يكفيني أن أشعر بآدميتي، بأني إنسان لي حقوق وعلي واجبات والجميع يحترمني لذاتي. الحمد لله أشعر بذلك الآن، وبالفعل أعمل لساعات إضافية بدافع الحب، وأحرص على أن يتم عملي بأفضل طريقة ممكنة لخدمة صاحب العمل. ناهيك عن وقتي الذي استغله في التحضير لعملي، كنت سابقا أعتبر وقت التحضير جزء من وقت العمل، والآن أخصص وقتا إضافيا للبحث والتجهيزات.
رغم أنني لست متخصصاً، إلا أنني أود أن أشارك تجربتي: بعد انتهاء فترة التجنيد زاد وزني بشكل ملحوظ، وكل ما فعلته أنني بدأت امشي من محطة الأوتوبيس إلى العمل، تقريبا كنت أستغرق نصف ساعة. وأنتظر ساعتين بعد وجبة العشاء بحيث لا أنام بعد الطعام مباشرة. ربما استغرقت وقتا طويلا حتى عدت لوزني الطبيعي، ولكني لم أتعب ولم أحرم نفسي من شيء.