بهذا المثل الجزائري أثير تفكيري لأبحث عن تعريف هذا الشعور الذي يدفع الإنسان ليقول أمرا مماثلا! تخيلت المثل يحدث واقعيا فتصور لي شخص يرمي حجرا على آخر فيدميه، والآخر يبتسم وهو سعيد لانه يرى الحجر تفاحة طازجة ولذيذة! هل هو مرض؟! أم جنون إنسانس لذيذ؟! ام هو ظاهرة لها أهداف سامية تدفع بالإنسان للبحث عن الجال كما يقول بعض الفلاسفة؟ بالحديث عن الفلاسفة، فإنني كلما قرأت رأي أحدهم عنه أشعر انه يحتوي على جزء من الصحة، فمنهم من يرى ان
المغالطات المنطقية ... عندما يختلط الذكاء العقلي بالخطأ المنطقي
لنفترض معا أنني أريد أن أقنعك بفكرة معينة لأوصل إلى ذهنك معلومة أريدك أن تصدقها، حينها يتعين علي أن أجلس أمامك و أتواصل معك عن طريق إحضار أدلة توافق أدواتك العقلية التي تعرض عليها الأفكار ثم بعدها تستنتج النتيجة التي من المفترض أنني أريدك أن تصل إليها والتي يفترض أيضا أن تكون صحيحة لأنك سترفضها إذا كانت غير ذلك. طيب، ماذا لو حدث كل السابق، لكن المعلومة التي صدقتها تكون في الأصل خاطئة؟! و مع ذلك تمر عاديا على عقلك
هل يمكن أن نصفي الأفكار؟!...
إذا أردنا تعريف التفكير النقدي بطريقة بسيطة دون التطرق لفلسفات معقدة أو أطروحات عميقة قد لا يهمه معرفتها، فسنقول أنه ببساطة: مصفاة أفكار! كيف ذلك؟ كل يوم من خلال حواسنا، تدخل لعقولنا مليارات الأفكار بإدراك وإرادة عن طريق التعلم والدراسة أو المطالعة، أو بغير إرادة كالنظر لوقت طويل على شاشة الهاتف والنزول في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي... قد يخطر ببالنا أننا لا نفعل شيئا سوى الترويح عن النفس، لكن الحقيقة هي أن مليارات الأفكار تدخل لعقلنا اللاواعي وتلعب دورا هاما
"الإنبهار بالعلم يؤدي للإنصهار فيه والإنصهار يؤدي للإندثار منه."
هناك مصطلح يثير اهتمامي بشكل كبير جدا وهو الوهم المعرفي أو ما يسمى بوهم المعرفة. وهو تقريبا ما تعنيه المقولة أعلاه، أن نظن ونعتقد أننا أصبحنا نمتلك معرفة معينة ونكون سعداء بذلك لمجرد امتلاكنا لمعلومات قليلة مختلطة هنا وهناك لدرجة قد تجعلنا في بعض الأحيان متغطرسين! بل وقد تدفع بنا للهاوية لأننا حرفيا قد نضيع وسط أفكارنا (تنصهر) وسنتوقف عن البحث والتقصي في سبيل إيجاد المزيد من العلم لأننا سنظن أننا قد أكملنا مهمتنا... وهذا ما يقصد بالإندثار. كما يمكننا
لا يجب أن نُشخصن النقاش!
منذ مدة قريبة كان أخي الأصغر مني بخمس سنوات يخوض نقاشا مع أحد الأقارب، وهو بطبيعته إنسان عاطفي وحنون جدا... فقال في وسط النقاش:"الفقراء من الأفضل أن تكون لهم منحة رغم نقص الإمكانيات لأنهم أولى بها" فرد الآخر وهو معارض: "لا أستغرب قول ذلك، فأنت عاطفي بزيادة" فقلت أنا حينها:" هذا ربط في غير محله، لا علاقة لطيبته بالأمر وما يقترحه عقلاني" هذا تماما ما نسميه بمغالطة الشخصنة. هي أن تحاول تسفيه حجةٍ ما بالقَدح في الشخص الذي يعبر عنها
مغالطة "وأنت كذلك!"
نخوض في حياتنا أحداثا لا تنتهي، ونسبة كبيرة من نشاطاتنا تقتضي الكلام والتواصل بل إن لم يكن معظمها كذلك! لذلك، تدخل في واقع نقاشاتنا مغالطات منطقية كثيرة ينبغي علينا التنبه إذا كانت تمر على مسامعنا بغير حق وفي غير مكانها الصحيح. نذكر على سبيل المثال إحدى أشهر المغالطات: مغالطة وأنت كذلك! تكمن هذه المغالطة في أن يسقط شخص حجة على صاحبها ليتمكن من تفادي مناقشتها مباشرة بسبب ضعف حججه وقلة إلمامه بالجواب الذي يدحض أقوال المناقش الذي يقابله. مثال عن
"الإنسان هو معيار كل شيء"-بروتاغوراس
بروتاغوراس كما نعلم هو كبير السوفسطائيين، المعرفة عنده هي معرفة حسية تتأثر بالحواس، بالتالي فهي ذاتية بحتة... في محاولة بائسة مني لفهم المعنى المقصود وراء هذا القول، جربت أن آخذه على أن الإنسان هو الذي يقرر مجرى الأمور في ظل كل ما يتحرك حوله. فلم يبدو ذلك واضحا... كان من الممكن أن أذهب مباشرة لمحركات البحث لأبحث عن القصد منها تحديدا، لكن ما المغزى إن لم أفكر فيها بنفسي لأكون نظرتي الخاصة. نحن بني الإنسان، لا يمكننا إنكار أثرنا على
الرأي هو الوسيط بين المعرفة والجهل
المعرفة بتعريف بسيط هي الإحاطة والإدراك والوعي، كم كبير مما يكتسبه الفرد في حياته من خبرات و مهارات. أما الجهل فهو النقيض تماما، هو الظلام والفوضى... الحيرة والغموض والضياع، لذلك قدسنا العلم وجعلناه قائدا للأمم. لكن السؤال هو: إذا كان العلم جميل لهذه الدرجة؛ والجهل قبيح ببداهة، فلماذا يميل الإنسان للجهل أكثر؟ أقصد كيف يمكننا أن نفرق بين الجاهل والعالم بحق في ظل الإختلاط بينهما مع قلة العلماء؟ يقول أفلاطون:" الرأي هو الوسيط بين المعرفة والجهل" أي أنه لا يمكن
شارلي شابلن: الحياة قد تصبح رائعة إذا تركك الناس وشأنك!
كنت أدور في مجموعة من الأقوال التي قالها المشاهير والفلاسفة، تلك التي تستحق الذكر والتأمل، لفتت نظري هذه المقولة شارلي شابلن. دائما ما كنت أتساءل إذا ما كانت العزلة شيئا إيجابيا دائما، نحن نقرأ أشعارا وخواطر شتى عن العزلة وعن صحبة الذات، لكن: "هل حقا الوحدة تكون مفيدة دائما؟ " أنا من الناس الذين يتميزون بطبع إنطوائي، لست أقصد الإنطواء العقدي أو النابع من ضعف، بل بالعكس أنا أستمتع جدا بالقيام بأعمال تتطلب العزلة كالبرمجة والكتابة وغيرهما، عملت من قبل
مغالطة إلتماس المشاعر
هل سبق لك أن شاهدت في أحد الإعلانات: " آخر إصدارات السيارة الفلانية، الكميات محدودة وكل أصدقاءك سيحسدونك عليها، لن تندم أبدا... " ؟ هذه استراتيجية تستعمل كثيرا في مجال التسويق، بل إن عدد كبير من تحصيل عمليات الشراء في عالم البزنس قائم على أساس نفسي عاطفي أكثر منه عقلاني، الشخص العقلاني صعب... لأنه لا ينحاز ولا يتبع التيارات بسهولة! كما أن الشخص العاطفي وغير الموضوعي سريع جدا من ناحية إتباع عواطفه ومشاعره في غير المحل المناسب... تسمى هذه مغالطة
غير نفسك تغير التاريخ
يعاني المجتمع منذ مدة طويلة من سلسلة مؤسفة جدا من التدهور وفقدان السيطرة حضاريا، عندما أقول هذا فأنا لست أعني فقط النظرة العامة الحضارية التي توصف أكاديميا فذلك أمر واضح للأسف. ما أود حقا الكلام عنه لأنه يشعرني بضيق كبير هو: "تغير الفرد" بالمجتمع، لقد كان الإنسان العربي خاصة على مر العصور وفي مختلف الروايات التاريخية (أغلبها) إنسانا فطنا، كيسا لا يتم خداعه أو التلاعب به بسهولة، يحسب له ألف حساب. أتحدث هنا عن العقل الفردي البسيط وليس صاحب العلم
مغالطة المغالطة!
كنت مرة أجلس مع شخص نتحدث في موضوع، فقلت له: "قال الرئيس في الندوة أنهم سيجرون تغييرات دستورية" فقال: هذه مغالطة تسمى الإحتكام إلى سلطة، بالتالي فحجتك خاطئة وهم لن يقوموا بأية تغييرات! كنت حينها على حق والرئيس حقا قال ذلك؛ لكنني لم أستطع الرد عليه لأنه أخضعني لمغالطة المغالطة!! تسمى بذلك لأنها تنص على محاولة جعل المتكلم في موقف المغالط رغم أنه يكون على حق في استعماله للحجج، ويكمن وجه الخطأ في أن يتم النظر للكلام المقابل بعين الفاحص