لنفترض معا أنني أريد أن أقنعك بفكرة معينة لأوصل إلى ذهنك معلومة أريدك أن تصدقها، حينها يتعين علي أن أجلس أمامك و أتواصل معك عن طريق إحضار أدلة توافق أدواتك العقلية التي تعرض عليها الأفكار ثم بعدها تستنتج النتيجة التي من المفترض أنني أريدك أن تصل إليها والتي يفترض أيضا أن تكون صحيحة لأنك سترفضها إذا كانت غير ذلك.

طيب، ماذا لو حدث كل السابق، لكن المعلومة التي صدقتها تكون في الأصل خاطئة؟! و مع ذلك تمر عاديا على عقلك برخصة صحيحة... حينها تكون قد وقعت ضحية مغالطة منطقية، لم يتضح الأمر بعد؟ إذن سأوضح ذلك أكثر:

" يعمل خبازون الآن في المخبزة المجاورة... و خالد خباز، إذن خالد يعمل في المخبزة المجاورة" 

قد تظهر لنا الجملة صحيحة، وفي بعض الأحيان قد تكون صحيحة حقا بالنظر إلى ظروف عمل خالد ... لكنها ليست حتمية، لأن خالد قد يكون خبازا لكنه لا يعمل في المخبزة المجاورة! 

تنجم المغالطة عندما يكون هناك خطأ إما في الدليل، أو في الإستدلال والطريق الإستنتاجي الذي يربط بين الدليل والنتيجة فنصل بذلك لنتائج خاطئة بكل إقتناع عندما لا نكون على دراية بأن ذلك يمكن أن يحدث... 

المغالطات كثيرة جدا، أنواع وأشكال، معرفتها أكثر تساهم جدا في تطوير مهاراتنا في النقاش وتكسبنا قدرة بمثابة مصفاة نصفي بها الأفكار بطريقة منتظمة حتى لا نستقبل نتائجا فاسدة المسلمات أو شائكة الاستنتاجات، كما تجعلنا معرفتها نتناقش مع الآخرين بدون حشو الأخطاء في كلامنا، بالتالي نكون رقما صعبا في المناقشات...

ماذا عنكم، هل قرأتم عن المغالطات، وبرأيكم ما هي الحلول المناسبة التي يمكن أن نلجأ لها للتغلب على هذه المغالطات ولا نقع بها؟