ما مدى ثقتك في تسريبات ويكيليكس؟

تسريبات ويكيليكس ضربة قاضية للمخابرات الأمريكية ، لكن هناك عدة ملاحظات :

• سوف تخمد الضجة التي لاحقت الكشف عن التسريبات ويستمر الناس في حياتهم ، وتستمر المخابرات في تطوير أدوات متقدمة للإختراق ، لذلك فلا أعتقد أن تأثيرها سيتخطى تأثير تسريبات إدوارد سنودن .

• حسب التسريبات ، فلم يتم اختراق التشفير المعتمد في تطبيقات المحادثة مثل تليجرام أو سيجنال ، بينما تم ابتكار وسيلة تجسس على ما يقوم المستخدم بإدخاله في التطبيق .. بمعنى أن المشكلة في نظام التشغيل وليس في تطبيق المراسلة .

• حسب التسريبات ، فالمخابرات قادرة على اختراق أنظمة السيارات والتحكم في وظائفها وقد يقومون باستهداف أحد عن طريق التحكم في سيارته والتسبب في حادث طريق قاتل ليظهر الأمر على أنه حادث عادي ، ولمن لا يصدق ، هناك تجربة اختراق لسيارة جيب وتم نشر فيديو عنها منذ عدة سنوات ... تخيل ما فعله هؤلاء الأشخاص .. ثم تخيل ما يمكن أن تفعله المخابرات !!

شاهد هذا الفيديو :

انتهت اسطورة النظام الذي لا يقهر

• مخطئ من يعتقد أنه يوجد نظام آمن 100% ، لذلك فتلك الأسطورة التي تتحدث عنها وهمية .

لمن يقول أنه لا يهمه التجسس وأنه لا يحمل بيانات يقلق بشأنها :

أنت قد ترى نفسك تافها ، لكنك تتواصل مع أصدقائك وتبوحون لبعضكم بالأسرار والمعلومات تخيل أن، أحد أصدقائك لديه قريب يعمل في مكان ما ، وهو بدوره يتواصل مع صديق يعمل في مكان آخر ، وذاك يتواصل مع قريب يشغل منصبا أكبر ، والأخير له علاقة مع مسئول في الدولة ، وذاك تربطه علاقة عمل مع أحد الوزراء أو الضباط الكبار في الجيش أو مسئول في منصب حساس ..

عندما يتتبعون ذلك الهدف فهم يخيطون شبكات كبيرة حتى يصلون في نهاية الأمر للأشخاص الذين يضحون بأمنهم وخصوصيتهم ، وفي تلك الحالة هو أنت !!

أتعلم أنك بسبب إهمالك قد تتسبب في مقتل أناس آخرين ؟ أو الحصول على معلومات سرية للغاية ، أو تغيير سياسات دولة كاملة ؟

هل سمعت عن فضائح التجسس على رئيس فرنسا ؟ أو المستشارة الألمانية ؟

هذه الولايات المتحدة تتجسس على الدول الكبرى ، فما بالك بالدول المتأخرة ؟

من يريد النصيحة :

لديك طريقان :

الأول : أن تترك تلك الحياة وتعِش في البادية أو على جزيرة نائية وألا تتعامل مع شيء يحمل في داخله عنصر السيلكون .

الثاني : أن تغير من أسلوب تعاملك مع البرمجيات والأجهزة التقنية كالتالي :

• حاول إيجاد بدائل آمنة للخدمات التي تستخدمها مثل نظام التشغيل والبرمجيات ومتصفح الانترنت ومحرك البحث ومواقع التواصل الإجتماعي ... إلخ ... انتقل دائما للبدائل مفتوحة المصدر ، حيث أنه لا قلق من احتمالية وجود أبواب خلفية أو ثغرات متروكة عمدا ... فكل شيء مكشوف ، ومصدر البرنامج يظل متاحا للخبراء من كافة أنحاء العالم لترقيع أي ثغرة تظهر فورا .

• عطل الكاميرا والميكروفون الخاصين بحاسوبك وإن كنت تستخدمهم مرارا فلا بأس من تغطية كلا منهما بلاصق.

• احصل دائما على آخر التحديثات الأمنية الخاصة بالبرنامج / نظام التشغيل الذي تستخدمه .

لا أريد الإطالة في ذلك الجانب ، فهناك مقالات كثيرة تتحدث عنه ، لكن سأعطيك بعض المساهمات من مجتمع حسوب ، فاقرأها لعلها تفيدك :

يوجد بعض الأمور المبهمة التي تحتاج إلى توضيح.

حتى نواة لينكس! (انتهت اسطورة النظام الذي لا يقهر)

هذه أسطورة لم تبدأ من الأساس حتى تنتهي، هذا كلام إعلام وأكاديمياً هذا غير صحيح، على مستوى الاستخدام الشخصي وعلى مستوى الخوادم والشبكات، لينكس بنيته قابلة للاختراق ويحتاج لفريق دعم متكامل للتعامل معه، وتسيير أمور الحماية وغيره من سد الثغرات دورياً، وإلا شكل خطورة كبيرة على الجهة المستخدمة للنظام، سواء شركة أو مؤسسة أو جامعة.

ومن التسريبات نستنتج انها قامت باختراق الحكومات الاخرى ومنها اليمن، وان لروسيا علاقة بهذه الاختراقات..

المشكل أن المعلومات المذكورة غير دقيقة، ويصعب على القارئ ربط الأحداث ببعضها.

لنفكر ملياً بالأمر، لو كانت روسيا لها علاقة بالأمر، وتعاونت لاختراق حكومات من شتى الدول، وهذه الاختراقات طالت أنظمة وبرامج مثل ويندوز وواتس اب ولينكس، إذاً كان على روسيا أن تحمي نفسها من تلك الأدوات أولاً لكي لا تنفذ ضدها، لكن الواقع يقول أن روسيا تستخدم نظام لينكس (الذي يمكن اختراقه عن طريق الأدوات المذكورة) في مؤسساتها الداخلية، تستخدم روسيا توزيعة تسمى astralinux في أنظمتها الداخلية مثل معدات الجيش وأمور تخزيين البيانات التابعة للقوات الروسية. توزيعة عادية جداً تعتمد على توزيعة debian

وما زال المهوسوون والباحثون يقرأون هذه الملفات لاستكشاف خباياه وموافاتنا بأحدث الأخبار.. وحتى الآن اذا ثبتت صحة هذه الملفات فان الcia لديها القدرة على اختراق كل جهاز يمكنه الاتصال بالانترنت!

كفرد مستخدم لهذه الأدوات والأنظمة التي تم اختراقها حسب التسريبات، لا يمكنني تصديق أي تحليل لهذه التسريبات ينشر على الإنترنت من قبل "المهووسون" على مواقع مثل reddit وغيره، بدون تحليل أكاديمي مرفق بالمصادر، عبارات مثل "اختراق كل جهاز يمكنه الاتصال بالانترنت" هذا تهويل وكلام إعلام ويعد تلاعب بالعقول، إمكانية اختراق أي جهاز متصل بالإنترنت من قبل جهة معينة تعد كارثة على الحكومات، ولا يمكن السكوت عنها، يوجد بعض الحالات التي تنشر عن التجسس على حكومة معينة ولا نستطيع أن نثبت مدى صحتها، لكن الحكومات تسعى لاستخدم أنظمة قوية معدة من قبل متخصصين للتعامل مع الشبكة بشكل آمن، مثل نظام Kaspersky OS المعلن عنه حديثاً، 14 عام من التطوير دون الاعتماد على أنظمة خارجية مثل لينكس، من أجل حماية أفضل وجعل عملية الاختراق شبه مستحيلة.

المشكل هو التدليس من بعض عديمي الذمة من أجل صناعة ضجة إعلامية والمزيد من الصخب، وفي وسط ذلك يسهل للمستخدم البسيط تصديق مثل هذه الأمور.

"- انبثق في ذهني سؤال عن مدى مصداقيتها، وكيف تتركها الحكومات"

ردا على كلامك:

أولا مصداقيتها أعلى بآلاف المرات من الحكومات والدول والجيوش والهكرز، ليس ابتداء من كونهم سلميين وليس انتهاء بأنهم يحركون عاطفتنا التي تشتبه دائما في الشركات الفاسدة حول العالم والتي تؤكدها التسريبات، وليس انتهاء بأن كل الحكومات والدول تخافها وتخشى سطوتها وعنفها الإعلامي.

لكنها ليست فى أمان يا عزيزي ^_^

كل الدول الفاسدة تقاتلها وكل الحمقى يقاتلونها من أجل حماية فضائحهم وإلا لماذا لا يزال أسانج محتجز في السفارة اللاتينية في انجلتره؟!

أيضا الجيوش الإلكترونية تسعى خلف المجموعة الرائعة هذه، وأكثرهم ينوون الإطاحة بها بسبب إما إغرائات المال أو حب القوة والشهرة

ولكن من قال لك أننا في عصر حرية إعلام؟!

صحيح أن الإعلام العربي هو الديكتاتور المتعجرف، ولكن حتى الإعلام الغربي يحتاج لعقود ليتحرر من قيوده وخبثه وعنته وإن كان أفضل من عندنا وهو يتطور ^_^