قبل بضع سنوات فقط، كان العمل الحر يعني ساعات طويلة من أداء مهام متكررة، مثل تصاميم بسيطة أو تفريغ ملفات صوتية أو كتابة محتوى عام… مهام لا تتطلب عبقرية، لكنها كانت مدخلًا لآلاف الشباب إلى عالم الدخل المستقل.

لكن اليوم مع انتشار الذكاء الاصطناعي أصبح من السهل انجاز معظم هذه المهام في ثوانٍ. ومع كل تحديث جديد في أدوات الذكاء الاصطناعي يتغير وجه العمل الحر، لا بشكل تدريجي بل يوميًا تقريبًا. أصبح المستقل الآن إما أن يسخر الذكاء الاصطناعي للعمل لصالحه وليس ضده أو يختفي من السوق.

لكن لا شك من وجود العديد من الجوانب الإيجابية. فالذكاء الاصطناعي حرر المستقل من المهام المملة، وفتح له الباب للتركيز على الإبداع والتميز. بإمكان كاتب المحتوى اليوم أن ينجز خطة كاملة لشهر من المنشورات خلال ساعة، ويستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد أفكار، ثم يضيف لمساته الإنسانية عليها.

لكن على الجانب الآخر، فالمهام البسيطة التي كانت المدخل السهل لعالم العمل الحر أصبحت تختفي بسرعة. فمن كان يربح مقابل تفريغ محاضرات أو تلخيص كتب يجد نفسه الآن أمام منافسة غير عادلة مع آلة لا تنام ولا تطلب أجرًا.

اعتقد شخصياً أن رؤيتنا لأثر الذكاء الاصطناعي على العمل الحر تختلف حسب موقعنا. فإذا كنت مبتدئًا بدون مهارة واضحة، فسترى أن العالم أصبح أكثر قسوة وان هذا ظلم للمبتدئين. أما إذا كنت قد استطعت بالفعل رسم طريق واضح لنفسك في العمل الحر وطورت مهاراتك وتسعى لتطوير نفسك، وتتعلم استخدام هذه الأدوات بذكاء فسترى أن الفرصة اليوم أعظم من أي وقت مضى.

فمن وجهة نظرك كيف تغير العمل الحر في السنوات الأخيرة بسبب الذكاء الاصطناعي وهل هذا التغيير يميل نحو الإيجابية ام السلبية؟