لعب الذكاء، الفهم، والعقل دورًا حاسمًا في تمكين الإنسان من السيادة على البيئة والكائنات الأخرى. ولما تطور الدماغ البشري أتاح للإنسان قدرات متقدمة مكّنت الإنسان من اختراع الأدوات، بناء الحضارات، والسيطرة على محيطه.
لم يتسيد الإنسان على البيئة بفضل قوّته البدنية؛ فتوجد حيوانات أقوى وأشرس منه لا يصمد أمامها في مواجهة أو نزال، لكن ساد الإنسان بفضل عقله وذكائه، بفضل حيلته ودهائه، بفضل منطقه السديد.
والآن يمتلك الذكاء الاصطناعي إمكانيات مهولة تزداد كل يوم، تمكنه من معالجة كم هائل من المعلومات في ثوان معدودات، معلومات عن النفس البشرية في كافة العصور والأزمان، معلومات عن المنطق والفلسفة والرأي الرشيد، معلومات عن الأديان والفضائل والصواب والخطأ، معلومات عن السياسة والحيل والألاعيب البشرية، معلومات عن أنظمة الحضارات وعلم الاجتماع وأسرار المجتمعات الإنسانية، معلومات عن العمران والصناعة والتجارة..كل جوانب حياتنا كبشر قدمناها للذكاء الاصطناعي ووهبناه قدرات غير محدودة ليعالج بها كل ذلك..
فكما ساد الإنسان على الحيوانات الأقل منه معرفة وفهماً، ما الذي يمنع أن يكون الذكاء الاصطناعي هو التطوّر التالي بعد الإنسان على كوكب الأرض؟
التعليقات