لم يكن التعليم المنزلي دوما خيارًا سهلا ومتاحا، لكنه مع الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر جاذبية من أي وقت مضى. في السابق، كان اعتماد الطلاب خارج المدرسة يكون إما على الأهل أو الكتب أو البحث على الإنترنت، مما جعل المدرسة أمر شبه أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في العملية التعليمية. لكن اليوم، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحول إلى معلم خاص متاح على مدار الساعة، يشرح المسائل الصعبة، ويولّد خططًا دراسية مخصصة، بل وحتى يصمم اختبارات بناءً على مستوى الطالب.

الآن من الممكن لطفل يتعلم الرياضيات أن يعتمد على مساعد ذكي يشرح له المفاهيم المعقدة بأسلوب بسيط، أو مراهق يتلقى دروسًا في الفيزياء من محاكاة تفاعلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. هذه التقنيات لا تجعل التعلم أكثر متعة فقط، بل تعطي الأهل فرصة حقيقية لإدارة تعليم أبنائهم بطريقة تناسب احتياجاتهم الفردية، بعيدًا عن النظام التقليدي الموحد للجميع.

لكن رغم هذه الفوائد ما زال الذكاء الاصطناعي من وجهة نظري على الأقل غير قادر على أن يكون بديلاً للمعلم البشري تمامًا ولا بديل لتجربة المدرسة بشكل عام، فالمدرسة ليست فقط مصدرًا للمعرفة، بل أيضًا بيئة يتعلم فيها الأطفال مهارات التواصل والتفاعل. إذا أصبح التعليم منزليًا بالكامل ومعتمدًا على الذكاء الاصطناعي، فقد يؤدي ذلك إلى عزلة اجتماعية ومشاكل نفسية لدى بعض الطلاب. إضافةً إلى ذلك، هناك تحديات أخلاقية، مثل اعتماد الأهل على الذكاء الاصطناعي لحل الواجبات بدلاً من تعليم أطفالهم التفكير النقدي، مما يضعف قدراتهم الذهنية ويجعلهم أكثر اعتمادا على الذكاء الاصطناعي مع الوقت

إذن، هل التعليم المنزلي المدعوم بالذكاء الاصطناعي هو مستقبل التعليم، أم أنه مجرد خيار جانبي لن يتمكن من تعويض المدرسة التقليدية؟