لطالما لاحظتُ أن الكثيرين تكون شخصياتهم على مواقع التواصل مختلفة تماما عما هم عليه على أرض الواقع. ولا أستثني نفسي، فأنا أيضا قد أبدو مختلفًا تمامًا في تفاعلاتي على الإنترنت مقارنة بما أنا عليه في الواقع. على مواقع التواصل، أجد نفسي أكثر جرأة في التعبير عن أفكاري وأقل ترددًا في التواصل مع الآخرين، بينما في الحياة الواقعية، أميل إلى التحفظ وأحتاج وقتًا أطول للشعور بالراحة.

أعتقد أن هذه الظاهرة ليست غريبة؛ فقد يكون أحد الأسباب الرئيسية هو الشعور بالأمان خلف الشاشة، حيث يقل الخوف من الحكم أو النقد المباشر. هذا الشعور يعزز الثقة لدى البعض ويدفعهم للتعبير عن أنفسهم بطرق قد لا يجربونها في الواقع. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الإنترنت إمكانية التحرير والانتقاء، مما يسمح بعرض نسخة "محسّنة" أو مصقولة من الذات.

لكن هناك جانب آخر لهذه الظاهرة؛ فالبعض يرى أن الهوة بين الشخصية الرقمية والشخصية الواقعية قد تؤدي إلى شعور بالتناقض الداخلي أو حتى الاغتراب عن الذات الحقيقية بحيث تصبح حياتنا الرقمية منافسة لهويتنا الحقيقية.

ما رأيكم؟ هل تشعرون أن شخصياتكم تتغير أيضًا بين الواقع والعالم الرقمي؟ وهل هذا التباين طبيعي أم يستدعي القلق؟