منذ عقود كان الناس الذين يذهبون مرارًا للحج أو العمرة يتحدثون في كل مرة عن التوسعة والخدمات التي تتحسن باستمرار في كل موسم للحج لكن في السنوات الأخيرة أصبح الكلام يدور بشكل خاص عن الخدمات التقنية واللوجستية التي أصبحت ترافق كافة الشعائر هناك.

ففي عالم أصبحت فيه التقنية تحتل مكانة بارزة في كل ركن من أركان حياتنا، برزت أسئلة مهمة تتناول ما يمكن أن يقدمه التطور التقني على ممارساتنا الدينية والشعائرية، وقد أثبت الواقع أن للتقنيات المتقدمة كالذكاء الاصطناعي أثر كبير في إثراء الممارسات الدينية بطرق عديدة، فخلال موسم الحج السنوي الذي يجمع المسلمين من جميع أنحاء الأرض في واحد من أكبر التجمعات الدينية في العالم، تتجلى هذه العلاقة بين الإيمان والابتكار، لخدمة وتأمين سلامة أكثر من مليوني حاج يتوافدون إلى المشاعر المقدسة.

ما كان لافتًا هو سعي المملكة العربية السعودية للاستفادة من التقنيات المتقدمة لجعل تجربة الحج والعمرة أكثر سلاسةً وبساطة، تشمل الأمثلة على ذلك تطبيق "نسك" للتسجيل على الحج وتطبيق "توكيل" لتفويض أشخاص مؤهلين للقيام بعمرة البدل بهدف التسهيل على المسلمين غير القادرين على أداء المناسك من المرضى وكبار السن وذوي الدخل المحدود وغيرهم، ويتيح لهم تتبع تقدمهم أثناء تأدية العمرة، كما استحدثت عددًا من المنصات والخدمات الرقمية والروبوتات التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ يعمل الروبوت التقني وروبوتات التوجيه على توجيه الزوار والمعتمرين في أداء المناسك وتقديم الإفتاء والإجابة على السائلين والتواصل مع المفتين بالمسجد الحرام عن بُعد، وبفضل الأنظمة الذكية والتقنيات الحديثة، يتم تنفيذ الخطة التشغيلية وتلبية رغبات قاصدي المسجد الحرام بكل يسر وسهولة.

أما بطاقة الحج الذكية فهي واحدة من أهم الأمور التي يبحث عنها حجاج بيت الله الحرام لهذا العام، وذلك عقب إعلان المملكة اعتماد استخدام هذه البطاقات خلال موسم الحج المقبل، وهي إحدى الوسائل التي قامت حكومة المملكة بابتكارها لمساعدة الحجاج خلال فترة الحج، بحيث تحتوي على أهم المعلومات الشخصية الخاصة بكل حاج.

عبر السنوات كان للتكنولوجيا دورٌ مهمٌ ومتزايدٌ في تعزيز رحلة الحجاج وتبسيطها، مع بقاء جوهر المناسك والمحرك الإيماني للإنسان ركائز هامة في الرحلة الإيمانية للحج. فهل لديكم أفكار أو تقنيات أخرى تستطيع أن تسهم في تسهيل مناسك الحج لعلها تصبح واقعًا في يومٍ ما؟