اليوم لن أتحدث عن موجة الذكاء الاصطناعي التي تقتحم كل المجالات، ونقرأ اسمه بكل المنصات وحتى الدورات، ولكن سأتحدث عن ما هو قادم، فبعد أن قرأت مقالة بيل جيتس بعنوان الذكاء الاصطناعي على وشك تغيير طريقة استخدامك لأجهزة الكمبيوتر بشكل كامل، العنوان قد يبدو عاديًا وليس مدهشا كما في المقال.

باختصار ولأن المقال طويل ولنناقش نقطة محددة، وهي شكل حياتنا اليومية والعملية أيضا إن امتلكت ذكاء اصطناعي خاص بي، يعني لدي وكيل أو مساعد ذكي يتواصل معي ويرتب لي مهامي وينسق مواعيدي، واسأله عما يريد فيجيب إجابات وافية. 

بخلاف تنفيذه لمهامي وما سأطلبه منه فسيوفر على الكثير، سيكون أيضا أكثر شخص قريب لي، من خلال تواجده بحياتي، سيكون على اطلاع باهتماماتي وعلاقاتي الاجتماعية والعملية، ما أريد وما لا أريد، وما يميزهم مستقبلًا عن الأدوات الحالية أنهم استباقيون يعني لن ينتظرونا ندخل لتطبيقهم الخاص لنطلب منهم طلب أو معلومة، بل سيقدم لنا الاقتراحات قبل أن نطلب منهم لأنه ستتوافر لديهم معلومات حول النمط السلوكي الخاص بنا وأنشطتنا وتفضيلاتنا، وبناء على ذلك سيقدمون ما يجدون أني قد أكون بحاجة إليه.

على سبيل المثال، لو أردت تعلم مهارة معينة أو دراسة مجال جديد، سيكون هذا المساعد قادر على تحديد الجهات المناسبة، وفقا لميزانيتي، وسيحدد متى يمكنني البدء وسيقترح علي خطة لإنجاز العملية التعليمية، وسيقدم لي توصيات أيضا.

وإن علم أن اليوم هو يوم عيد ميلادي، سيتواصل ليحضر لي التورتة والورود للاحتفال، هذا مثال بسيط ولكن لنفكر بالمجالات الأخرى مثل الرعاية الصحية والتسوق، وغيره من المجالات.

الحصيلة ستكون برأيي كارثية، على مستوى الأشخاص تحديدا، قد نصبح اتكاليين ونصبح أقل رغبة بالتعلم فكل شيء يأتي إلينا على طبق من فضة، قد تتأثر علاقاتنا الاجتماعية ولا يوجد أصدقاء، فما دور الصدريق هنا إن كان وكيلي يفعل كل شيء ويفهم علي بطريقة قد لا نجدها بالبشر، عندما أتخيل ذلك أجد أن سيتسلل الفراغ إلى يومنا.

لذا سأنهي بنفس سؤال بيل جيتس هل يمكن أن يكون لدينا مجتمع آمن ومزدهر عندما يكون لدى معظم الناس الكثير من وقت الفراغ بين أيديهم؟ إلى أي مدى سيؤثر ذلك على علاقاتنا مع العائلة والأصدقاء؟ لذا اعطوا لأنفسكم مساحة من التخيل حول كيف ستكون حياتك إن كان لديك هذا المساعد الذكي وشاركنا توقعاتك