لا يخفى علينا أن التواصل النصي ينقصه الكثير. لغة الجسد وطبقة الصوت والنظرات وطريقة النطق وغيرها من الأشياء التي توضح لنا ماذا يعني هذا الشخص هل يتحدث بحزن أم يتحدث بسخرية أم بشكل جاد. وبالتالي فالتواصل بالكتابة فقط قد خلقة فجوة من الفهم حاولت تلك الرموز أن تملأها. عن طريق وضع وجه مضحك سنعلم أنك تمزح وإن وضعت وجهًا حزينًا سنعلم أن الأمر لا يقبل المزاح.

تحاول الرموز التعبيرية أن تعرض أشياء لا تستطيع الكلمات شرحها. فهل نجحت في ذلك؟

قد يجادل البعض أنها نجحت فعلًا حتى أنه عام 2015 تم تعيين الوجه التعبيري الضاحك مثل الدموع (😂) بكلمة العام. وما يزال هذا الرمز مفضلًا للناس تبعًا لإحصائية تم القيام بها في الولايات المتحدة. لكنني أعتقد أنه مفضل للكثيرين خارجها أيضًا. 

والآن توجد حتى في بعض المواقع مثل فيسبوك إمكانية وضع وجوه مختلفة كتعبير على الموضوع الواحد ما بين الإعجاب والحب والحزن وغيرهما وهذه النقطة قد جعلت هذا الموقع متطورًا أكثر في أعين الكثيرين. وبزيادة الوجوه التعبيرية تزيد مساحة التعبير عن المشاعر فيشعر الناس أنهم يتواصلون مع غيرهم بشكل أفضل. 

رغم ذلك فالبعض يعتقد أن الرموز التعبيرية فشلت في مهمة أخرى وهي جعل الناس أقرب. فصاروا لا يفهمون بعضهم بدونها وربما عند قراءة نص ما تتحفز للهجوم على صاحبه حتى يضع في نهايته الوجه التعبيري كأنه رمز أمان. ناهيك عن أن الكثيرين أصبحوا لا يستطيعون التعامل بدون هذه الرموز حتى خارج مواقع التواصل أو قد يفهم كلامهم لأن تلك الوجوه أصبحت جزءًا لا يمكن فصله عنه.

ليس هذا فحسب بل هناك نقطة الخداع والكثير من السخرية تتناول هذا الموضوع فمثلًا ألم يسبق أن أرسلت وجوهًا ضاحكة كثيرة ردًا على صديق بينما ملامح وجهك لم تتغير؟ 

 لهذا ورغم أهمية الوجوه التعبيرية وقيمتها كأثر تاريخي بشري وعامل مؤثر في حياة مستخدمي وسائل التواصل. فأنا أفتح هنا بابًا للنقاش واتساءل: هل ساعدت تلك الوجوه التواصل حقًا أم لا؟