هل أنت مع أم ضد البرمجيات مفتوحة المصدر؟

أرى أن وجود البرمجيات مفتوحة المصدر مهم في رحلة المتعلم المبتدئ أو شخص لا يزال في بداية طريقه لاستكشاف المجال، لأنها تشجع على البدء دون التزامات بالدفع والاشتراك وما إلى ذلك، أي أنها لا تثقل المستخدمين. ناهيك عن أن المستخدم قد يتخلى عن فكرة تعلم المجال في أي لحظة، وبالتالي تكون البرمجيات مفتوحة المصدر هي الخيار الأمثل له، حتى لا تكون له خسارة مادية عند تركها أو يضطر مثلّا إلى المتابعة فقط لأنه دفع مقابل برنامج مدفوع.

بعد أن يتقدم الشخص بعض الخطوات في المجال الذي هو بصدد تعلمه وتثبت أقدامه فيه يمكنه التحويل إلى البرامج المدفوعة إن رأى أنها ستحقق له تجربة أفضل ومميزات أكثر.

أعتقد أنه لولا هذه البرمجيات المفتوحة المصدر لما تطور مسار التعلم في العالم، ولكان أبطأ بشكل كبير، العديد من الأمور لولا أنها لم تكن مفتوحة لكان الواقع اليوم أسوء، ليس فقط بالنسبة للبرمجيات بل في شتى المجالات، أعتقد أن عكسها يعني حبس العلم، وهذا بالتاكيد أنا ضده ولست ضد جعلها مدفوعة، لكن أغلب المتعلمين الجدد يحتاجون لتثبيت أقدامهم ولترسيخ معلوماتهم قبل الدفع، خاصة إن كانت هنالك مصادر غير مفتوحة ومدفوعة لكنها مخيبة للآمال.

أعتقد أن البرمجيات مفتوحة المصدر ليست بدون تحديات، ومن أبرزها هو قلة الدعم والتوثيق والتدريب لها، مقارنة بالبرمجيات الاحتكارية المدفوعة التي توفر خدمات ما بعد البيع والتحديثات الدورية والمواد التعليمية الغنية، وهذا يجعل استخدام البرمجيات مفتوحة المصدر أكثر صعوبة وتعقيدا للمستخدمين العاديين أو غير المتخصصين. وأحيانا تكون البرمجيات مفتوحة المصدر أقل جودة وأداء من البرمجيات الاحتكارية المدفوعة، خاصة في المجالات التي تتطلب تقنيات متقدمة أو موارد عالية، مثل الألعاب والذكاء الاصطناعي والتصميم ثلاثي الأبعاد.

أتفق معك تماماً واستخدم العديد من البرامج والتطبيقات المفتوحة المصدر كـ Newpipe بديل اليوتيوب على هواتف أندرويد، فهو رائع حقاً وفيه من المزايا ما يكفي من استماع وتنزيل وتشغيل بالخلفية وتعليق وما إلى ذلك من مميزات رهيبة بحجم صغير جداً أيضاً.

لكنني في بعض الأحيان لم أتاقلم مع الواجهات البرمجية لبعض البرامج كـ Libreoffice وGIMP وغيرهم، الأمر الذي جعلني أبتعد قليلاً عنهم والعودة للبرامج الاحكتارية لانتشارها أكثر والتعود عليها والعمل عليها بصورة أسرع.

للبرمجيات المفتوحة فوائدها ، مثلا تخيل أنه لا يوجد لدينا لينكس سيرفر وكنا نعتمد فقط على مايكروسوفت في قمة فترتها الاحتكارية في تلك الفترة.

كان للبرامج المفتوحة بطولات وصولات وجولات في تخفيف أسعار البرامج والتطبيقات ذات الأسعار المجنونة مثل UNITY عندما ظهر للسطح GODOT وأظن أيضا أن برنامج Blender3d سيكون له بطولات في تخفيف أسعار 3dmax و Maya الغير معقولة. ولك أن تتخيل أنه عليك شراء نسخة من نظام تشغيل الجوالات فالحمدلله على نعمة أندرويد المجاني.

لكن للبرامج المدفوعة مميزاتها وهي أنها شديدة الإتقان والتناسق . لماذا ؟ ذلك لأن المبرجين (الموظفين) مجبرين على برمجة الميزة الفلانية على عكس البرامج المفتوحة والتي تنتظر من يتطوع ليبرمج لها هذه الميزة دون ضغط على أهمية جودة المنتج ، كما تمتلك الشركات الاحتكارية السيولة الكافية لإعطاء الفريق البرمجي دورات في المعمار حتى يستطيعوا برمجة برامج خاصة بالمعمار على سبيل المثال لا الحصر أو العكس حيث يقوموا بتدريب مهندس معماري على البرمجة.

لكن هذا لا يعني بأن البرامج المفتوحة كلها ليس لديها فريق يركز على تطويرها ، فمن يتابع تاريخ برنامج Blender3d سيجد بأن فريق بليندر يعتمد على التبرعات السخية وعلى بعض المبيعات من التيشرتات والكورسات مما جعل الفريق يستطيع توظيف المزيد من المبرمجين الثابتين وليس كمتطوعين (((كما أحب التقليد السنوي وهو إصدار فلم كل عام لإبراز قدرات بليندر ولإكتشاف بعض المشاكل الواجب حلها في الاصدار التالي))). كما يعتمد شبيه فوتوشوب Photopea على الاعلانات أو بعض الميزات البسيطة المدفوعة لا تتجاوز قيمتها 4 دولار لحذف الاعلان.

اتجهت بعض الشركات للبرامج المفتوحة بدلا من الاحتكارية كمايكرورسوفت عندما قررت التخلي عن بعض المبادئ المالية وأخرجت لنا التحفتان الجميلتان VSCode والمتصفح إيدج