قرأت مؤخرا على اعتماد سويسرا للبرمجيات مفتوحة المصدر والذي قد يمثل تحولا جذريا في شكل الخدمات الحكومية في أوروبا، القانون الجديد يفرض على جميع الجهات الحكومية في سويسرا استخدام البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر، و هذا القرار ليس فقط لتقليل الاعتماد على الحلول البرمجية المملوكة من قبل الشركات الخاصة، ولكنه أيضا لتعزيز الأمان والشفافية من خلال السماح للجمهور بمراجعة وتحسين الكود المصدري للبرمجيات المستخدمة في الخدمات الحكومية، وتطبيق هذا القانون بدأ رسميا بعد سنوات من التحضير والتبني التدريجي منذ عام 2011، و أعتقد أنه ستُلهم هذه الخطوة دولا أخرى في أوروبا لاتخاذ مسار مشابه، و لاحظت أنه في بلداننا العربية لا يستطيع أي أحد الإطلاع على الكود المصدري الخاص بالبرامج المستخدمة، و هذا الأمر تسبب في تأخر تطوير هذه البرامج و التي لازالت تعتمد على التقنيات القديمة، فهل ترى أن هذا الحل آمن و ستتبناه أيضا الدول العربية؟
كيف سيغير اعتماد سويسرا للبرمجيات مفتوحة المصدر شكل الخدمات الحكومية في أوروبا؟
البرمجيات مفتوحة المصدر بالتأكيد ستوفر عامل الأمان، فهي تتيح للجميع مراجعة الكود المصدري وبالتالي يمكن اكتشاف الثغرات الأمنية ويمكن اكتشافها وتصحيحها، وطبعا هذا سيقلل تكاليف الشركات المنفقة في هذا الصدد.
ولكن يظل التحدي الأكبر هو وجود بنية تحتية تكنولوجية لدعم استخدامها، وطبعا المعضلة المعتادة التدريب بحيث يكون لدى المسؤولين لديهم معرفة بطريقة الاستخدام
هو يشير لاستخدامه في الخدمات الحكومية فقط، يعني من سيستخدمه من المفترض أن يكون مدربا ولديه معرفة بالنظام، لكي يتمكن من الاستفادة من مزاياه
أعتقد عملية التدريب ليست معضلة كذلك هناك حافز وتوجه للبرمجيات مفتوحة المصدر بعد العطل التقني الذي حدث منذ أيام، وهذا أيضا سيكون فرصة لنا كعرب الخروج من احتكار وسيطرة الشركات التقنية العالمية
لما أسمع يوما أن مايكروسوفت أو أبل أو جوجل منعت أحد من تعلم البرمجه أو إنشاء نظام جديد .
المنع لا يكون مباشر بالتأكيد، ولكن تكون سياسة اقتصادية وهي سياسة الاحتكار، فمثلا كأنظمة تشغيل منذ أن ظهرت كم نظام وجد وانتشر، لا يتعدوا أصابع اليد الواحدة، هل هذا بسبب ضعف الابتكار، بالتأكيد لا، ولكن هذه الشركات تضع سياسات تقتل أي شركة تحاول دخول هذا السوق، تقتلها بالاستحواذ أحيانا، بمجرد أن تخرج للنور، وهذه السياسة مشهورة جدا بوادي السيلكون
بالتأكيد لا يمنك بشكل مباشر و لكن سيأثر على مشروعك حتى تخرج من السوق و هذا أيضا نوع من الإحتكار، مررت بمثال سابق هنا حيث كنت أعرف شخص أراد دخول مجال بيع شرائح الهاتف بالجملة، و لكن بالتأكيد هناك متاجر أخرى في هذا السوق فقاموا بخفض السعر قليلا في البداية، فقاوم قليلا و قام هو أيضا بخفض السعر، في المرة الثانية قاموا بتخفيض لدرجة أنهم أصبحوا لا يكسبون من البيع ولا شيء و بما أنهم في السوق منذ مدة فيستطيعون المقاومة، و بكونه جديد في السوق لم يكن رأس ماله كافي لمنافستهم فإنسحب، فهذا الأمر الذي سيحدث إذا دخلت أي شركة لهذه السوق، فمن المستحيل منافسة مايكروسوفت.
أيضا الدوله الأوروبيه معروفه حبها الشديد في حلب الشركات الأمريكيه بحجة الخصوصيه والشفافيه و حرية المستخدم وغيره الشعارات التي لا تجيب ولا تودي .
لا أظن هذا السبب الحقيقي وراء هذا القرار. السبب الأساسي هو أمني بحث. افترض أن أمريكا سقطت لسبب أو آخر، تم ضرب بعض القواعد فيها، أو حدث كما حدث مؤخرا "هجوم سيبراني" يؤدي لمشكلة في هذه الأنظمة الممتلكة من قبل شركات خاصة متمركزة هناك. الفكرة أنك لا تريد كدولة أن تكون منشآتك الرئيسية (الحكومية) التي يقوم عليها كل شيء معرضة لمثل هذا الخطر. تريد أن يكون معك الكود المصدري، ويقوم المطورين عندك بإصلاح، والتعامل مع أي مشكلة تطرأ قدر الإمكان.
أعتقد أن هذه الفكرة سوف تنجح لو تم تدعيمها بتدريب الموظفين والمسؤولين عن تقديم الخدمات بالقطاعات الحكومية المختلفة، ولكن لا أرى أن لها مكان بالدول العربية؛ لأننا نرفض التطوير، وغالباً ما نقوم به بدون دقة.
التعليقات