شاهدت في خلال الشهر الماضي مجموعة من المقاطع و قرأت بعض المقالات التي تتحدث عن تحول شركة أبل لرقاقاتها المصممة داخلياً لحواسيب ماك. التفاصيل كثيرة حول التحول و الهدف منه و النتائج المترتبة عليه. وجدت العجب العجاب خلال مشاهدتي لتلك المقاطع و قراءة المقالات التي تتحدث عن هذا التحول. وجدت كمية من التهويل و المبالغة إما في المدح أو في الذم. لا يوجد في ذلك المحتوى أي أساس صحيح تبنى عليه الأفكار.

من ينشر تلك المعلومات هم من الهواة، أشخاص مهتمون بالمجال التقني، يسمون نفسهم تقنيين (و لا أعلم إن تنطبق هذه التسمية عليها) غالباً يجرون مراجعات لأجهزة و تطبيقات، لكن آخرون متخصصون (على الأقل يبدون أنهم كذلك)، لكن لديهم ميول معينة، و كأن التقنية سياسة أو دين أو معتقد. قد أتفهم الهواة الذين يفضلون منتجاً على آخر، أو لهم تجربة مع علامة تجارية يجدونها تلبي احتياجاتهم لكن ينشرون معلومات خاطئة ظناً منهم بصحتها، لكن الشيء الغريب وجود أناس متخصصين (ربما ليسوا كذلك) ينشرون معلومات خاطئة.

صارت الحواسيب منتشرة بكثرة، و من الطبيعي أن يهتم كثيرون بها. الهواتف الذكية مثلاً أشبه بالحواسيب، لكنها ذات موارد محدودة و هي مخصصة لأغراض معينة. أرى المشكلة في نشر المعلومات الخاطئة التي لا تستند على أي أساس علمي و لا على تجارب موثوقة. لا تشكل هذه المعلومات الخاطئة أي ضرر علي، إنما هي مضللة لأشخاص يبحثون عن معلومات صحيحة و موثقة.

عادة من يقدم المحتوى الطبي في برامج التلفزيون و يوتيوب أشخاص متخصصون في المجال، و أقصد أطباء و ممرضين و صيدلانيين و استشاريين. أشخاص أخذوا الأساس العلمي. في المجالات التقنية، قلما نجد هذا الشيء، بالتالي وجود المعلومات الخاطئة صار طبيعياً. مثلاً في مجال رسوميات الحاسب، نجد معلومات كثيرة ينشرها المهتمون بالألعاب الإلكترونية (حيث الرسوم جزء أساسي من الألعاب)، لكن المعلومات التي تنشر لا أساس لها.

أكتب هذا الموضوع لأسأل: هل تلاحظون هذا الشيء مثلما ألاحظه؟ هل تتأكدون مما ينقل؟ هل أنا أرى أشياء لا يراها غيري؟

اليوم كنت قد بدلت بطارية السيارة المنتهية الصلاحية ببطارية أخرى. استخدمت عدة المفكات حتى أتمكن من هذا. بعد هذا فحصت الإطارات و خزانات الزيوت و مبرد المحرك. هل أنا ميكانيكي؟ طبعاً لا. هي مهارات أساسية يحتاجها من يقود السيارة حتى يجيد التصرف في حال تعطلت السيارة.