مسلسل إمبرطورية ميم إلى أي حد مسموح بتحكم الأب في حياة الأبناء؟

في البداية ثمة خلط بين تدخل الأب المدفوع بالمسئولية والعاطفة وبين تدخل اخر مدفوع بجهل وتقييد.

وفي الحالتين يجب أن نفهم أيضا أن الأب معه حق دائما! حتى لو كان التصرف بحذ ذاته خاطئا او مدفوعا بجهل

لماذا علينا ان نفهم هذا؟ كي لا نخلط ( في استقبال هذا التصرف الخاطئ) بين التحرر منه بسلام ومحاولة تفاديه أو تصحيحه بطريقة سليمة، وبين مخالفة بر الوالدين، لذا ينبغي أن نتصرف بناءا على الأولويات دائما..

كان أبي يقسو إذا تأخرت وهو لا يعرف السبب وأين كنت ومع من، ولم أرى في هذه القسوة إلا حب، لم يقييد حريتي ولكن فقط يقول( أفعل ما شئت ولكن طمئني عليك أولاً)

أما في العمل والدراسة وقرارات حياتي عموماً كان يعرض رأيه ويقول إنه لن يغضب لو لم أعمل برأيه، ما كان يفرض رأيه ولكن كان يعرضه.

وهذا التصرف السليم تماما سواء من الاب رحمه الله او من رؤيتك للامر على حقيقته بغض النظر عن ظاهر هذه القسوة

ولكن حينما نتعامل مع أب بدل أن يعرض رأيه يفرضه، فماهو الحل لنحافظ على برّه ونتجاوز الموقف بسلام؟

وهذا هو دور الآباء المطلوب بالفعل، هو ترك لك الحرية لتفعل مع تشاء ولكن وضع حدود لتنفيذ هذه الحرية وهو أن تشاركه ما تفعل حتى يطمأن عليك وليس لكي يمنعك عن شيء، تجربتك أو طريقة والدك هي إجابة على سؤال @Mohamed_hosny طالما أن الآباء لا يفرضون على أولادهم مسارات أو خيارات بعينها تؤثر على كامل حياتهم، ويعطون لهم الفرصة الخطأ والتعلم من تجاربهم مع وضع بعض القواعد التي تمثل ثوابت أو أساسيات لا يمكن تجاوزها وتكون هذه القواعد مبنية على أسس دينية وأخلاقية فهم يقومون بدورهم المطلوب بدون أي تسلط أو تحكم.

 كيف يمكننا كأفراد ومجتمع إيجاد التوازن بين تقديم النصح الأبوي دون مصادرة حق الأبناء في اتخاذ قراراتهم الخاصة؟ وهل النجاح الحقيقي يكمن في تحقيق توقعات الآخرين أم في تحقيق ذاتنا؟

بالنسبة لي أجد الإصرار على تحقيق الذات هو حق طبيعي للأبناء (حتى وإن لم يعجب أبائهم) فالوالد مهمته الحماية والنصح والإرشاد وليس الإجبار لأنه كما أشرت أستاذة ثريا أن وسائل  فرض الخيارات بدلاً من التوجيه والحوار قد يؤدي إلى نتائج عكسية ، ولكن بالعودة لسؤالك كيف لنا من إيجاد توازن بين تقديم النصح الأبوي دون مصادرة حق الأبناء في اتخاذ قراراتهم الخاصة؟ .. هذا سؤال لا أجد له إجابة واضحة في تلك اللحظة في عقلي.

نعم أتفق معك أستاذة أمينة ولكن المشكلة أن ما يحدث في الحقيقة هو العكس فتجربتي الخاصة ليست الوحيدة بل هناك تجارب أبشع لأشكال التحكم والسلطة الأبوية التي تمارس تحت مسمى الحماية والخوف على المستقبل بدون النظر لرغبات الأبناء ، ويبقى السؤال الملح كيف يواجه الأبناء هذا التسلط بدون مخالفة الأحكام الدينية أو التقليل من أحترام الوالدين ؟

نعم رأيك صحيح مائة بالمائة ولكن لو كنت أنت في موقف مشابه أو حتى صديق لك يستشيرك في كيف يتجاوز هذا الموقف دون مخالفة والده بشكل كامل أو تنفيذ الأبن لرغبته دون أن يتسبب في مشكلة مع والده (المتعصب لرأيه والفارض له بالقوة) والذي يتحدث دوماً بأسم الدين وبضرورة الطاعة وأنه من يقوم بدفع المصاريف وما إلى ذلك .