مسلسل طائر الرفراف: عندما يعاند شخص قريب منك على قرار سيؤذي حياته، هل تمنعه من تنفيذ قراره بأي وسيلة ممكنة أم تتركه ليتعلم من أخطاء تجاربه؟

علينا أن نفهم معنى هذه الهاء في كلمة حيات(ه)، نحن نعتقد أن محيطنا وأننا نحن أنفسنا أحرار فقط في أن نفعل ما نريده، لكننا لا نعرف أو لا نريد أن نعرف وندرك بأننا أحرار حتى بإرتكاب الأخطاء المتعمّدة! هذه الهاء في كلمة حياتها أو حياته تعود إلى ملكيّته لهذه الحياة، هذه الملكية التي لا أستطيع أنا كشخص أن أتصرّف بها، هل يمكنك التحكّم وحماية ووضع أجهزة إنذار وحراسة منازل الآخرين؟ حتى أقربائك؟ لا بكل تأكيد، بالمثل أيضاً حيواتهم، لا يجب أن نسمح لأنفسنا بارتكاب هذا التجاوز والتدخّل بحياتهم إلا بما يسمح لي الأدب وحدود اللياقة الاجتماعية فقط بذلك؟ ما الذي يعنيه هذا الأمر؟ المجتمع كوّن طريقة مؤدّبة محتؤمة للتدخّل بحياة الآخرين عبر ثلاثة طرق يجب أن نتقيّد بها دائماً: الإنذار. أي أن تقومي بإنذار الشخص بوقوع عذاب عليه أو مصيبة في حال قام بما يريد القيام به، يأتي بعد ذلك: البشرى. وهنا أن نعطي الشخص محفّزات وتبشيرات بأنه إن قام بذلك الفعل سيحصّل مكاسب عالية ولكن مع ذلك لم ولن أقوم بالتدخّل بحياته وإقحام هذه المكاسب ضمن حياته، وأخيراً هناك: النصح: وهذا الأمر يتراوح بين الأمرين السابقين، وهو الحديث عن كل ما قد ينفع أو يضر في صاحب هذه الحياة الأخرى من محيطي كان قريب أو بعيد، وهذه الأمور السابقة لا تتعدّى التذكير القصير غير المزعج، عدا ذلك علينا أن نترك مساحة للآخرين لارتكاب أخطائهم الخاصة وتحمّل مسؤولية حياتهم، نحن بالكاد أصلاً لدينا الوقت لحماية حياتنا.

أؤمن أن من حق كل إنسان أن تكون له تجربته الخاصة دون أي تدخل من أحد، لا يمكنني بأي حال منع شخص مهما كانت درجة قربي منه ناضج بالغ من اتخاذ قرار يظن أنه مناسب له فمن أنا على أية حال لأقتحم حياته بهذا الشكل؟ أرى أن النصيحة والتوجيه هو أنسب طريقة للتعامل وترك حرية القرار لهم. مع التأكيد عليهم بأني سأدعمهم في أية قرار وسأكون بجانبهم دائما حتى لا تترك وحيدة في هذه العلاقة وتظل فيها فقط لأنها خسرت كل شيء آخر.

أعتقد أن الأمر يختلف بين من نملك مسؤولية تجاههم مثل أولادنا أو عائلتنا المقربة وغيرهم من الناس، فمن نملك مسؤولية تجاههم يجب علينا أن نحاول بكل الطرق أن ننصحهم حتى نستنفذ كل الأساليب المتاحة ومن ثم يكون ما علينا سوى تركهم يتعلموا، أما الآخرين فيكفي أن ننصحهم من بعيد ودون محاولات كثيرة للإقناع فقط ابداء رأي بشأن ما ينوي القيام به أو ما قام به وما إلى ذلك.

التحدث مع أشخاص في مواضيع يكونوا حسموا رأيهم فيها من قبل أعتبره مثل الموت الذي سيقضي على المحادثة قبل حدوثها وربما يصل حتى بالقضاء على العلاقة. لكن يمكننا التجربة بطرق هادئة وفيها من التقبل لرد فعل الشخص الأمر الكثير وسعة البال والخاطر.

لابد ان يكون هناك تواصل فعال مع الشخص وبطريقة مباشرة ومحترمة وتلميح لتقديم الدعم وليس للأمر وترك المجال مفتوح للحوار والحديث بصراحة وضمن هذا الحديث ممكن محاولة تقديم قدم أمثلة من تجاربك الشخصية أو تجارب الآخرين التي قد تكون مماثلة، حيث يمكن أن تكون القصص الواقعية مفيدة لفهم العواقب.

مع تقديم معلومات وحقائق تدعم وجهة نظرك بشكل هادئ ومنظم، دون أن تظهر بأنك تفرض رأيك عليهم.

وإن تسبب هذا في إفساد علاقتنا بهم أم تركهم يخوضون تجاربهم بأنفسهم حتى يتعلموا منها؟

حتى لو لم يفسد هذا العلاقة لابد أن نتركهم يخوضو تجاربهم بأنفسهم، نحاول بالود تقديم النصيحة ولكن القرار النهائي يكون لهم.

لا أتركة مهما كلفني الأمر حتى ولو كلفني بعده لأنه بالتأكيد سيعلم الحقيقة كاملة وحينها سيعرف دوري فيها، افضل أنه يتألم أياما أم يندم سنوات؟