مسلسل العنكبوت كيف لمسلسل في السبعينيات من الخيال العلمي يتفوق على أي تجارب تعقبه؟

أشكرك جداً @ErinyNabil على تعليقك اللطيف ، وأسمحي لي أن أختلف معك فقط في تفصيلة بسيطة وهي نقص الورق القوي ، فيكفي أن أقول لك أننا نملك الكثير جداً من الكتاب المحترفين المعروفين والغير معروفين (أعرف الكثير منهم والمضحك ربما أكون أنا أيضاً واحداً منهم) هؤلاء الكتاب الموهوبين قادرين على تقديم نوعية أدب الخيال العلمي والرعب (بأفضل طريقة ممكنة) وحتى بمقاييس عالمية ، ولكن لا يوجد للأسف إنتاج يتحمس لمثل تلك الأفكار ويعتقدون بشكلاً ما أنها أفكار غير جماهيرية رغم أن هناك مئات الإثبتات التي يمكن لها البرهنة أن تلك الكتابات جماهيرية وناجحة فيمكنك النظر لمبيعات الكتب الخيالية للكاتب الشهير د أحمد توفيق على سبيل المثال أو د نبيل فاروق في سلستي ما وراء الطبيعة وملف المستقبل ، لا تزال تلك السلاسل تجذب القارئ لشرائها في معرض الكتاب إلى تلك اللحظة والأمر نفسه مع الأجيال التي تعقبهم ، وهناك حتى تجارب كثيرة سينمائية ناجحة في مجال الرعب والغموض والخيال العلمي في الفترة الأخيرة يعد أهمهم فيلم الفيل الأزرق لكريم عبد العزيز ، ولكن لا توجد مسلسلات تهتم بالخيال العلمي الصلب أياً كان نوعه وأتفق معك بشدة أن أحد تلك الأسباب هو :  أرى أن أكبر مشكلة نعانيها الآن هي الاختيار المسبق للممثلين دون تجارب أداء هل يليق بالعمل؟

فهذا يحجم بشكل كبير جداً من كفاءة أختيار أشخاص مرتبطين بالدور أكثر ، ولكن هل لي أن أسئلك كيف يمكن أن نصنع مسلسل خيال علمي يحتوي على الغموض والرعب كمسلسل العنكبوت ويكون جماهيرياً إذا وجدنا ورق جيد وممثلين مناسبين ؟

أتفهم وجهة نظرك صديقتي @FatimaAlJardaly ولكن في نفس الوقت أختلف معها فالمعيار الأساسي لنجاح العمل هو الطريقة التي يطرح بها نفسه وقصته وأحداثه ومدى تأثرك بها ، لذا فالعمل الناجح هو عمل ناجح أياً كان نوعه أو المزيج الذي يصنعه ، التخصيص أكثر فكرة فرضها المنتجين فقط بهدف الوصول لشرائح محددة ، ولكن في وجهة نظري أن عمل أساسي من نجاح أي عمل سينمائي أو تلفزيوني يعود أيضاً بجانب الأسباب التي ذكرتها بأعلى إلى طريقة تسويقه فهو أهم المعايير التي تؤدي بالتأكيد لنجاح العمل أو فشله أليس كذلك؟

المشكلة إذاً لا تكمن أصلاً في الصانع كما نتوقّع إنما بالمتلقي نفسه الذي يرفض بشكل مباشر مشاهدة ما لا يشبهه ولا يفكّر فيه أصلاً

ولكننا أيضا كمجتمع عربي نذهب طواعية لمشاهدة أفلام الخيال العلمي الأجنبية، أي أن هناك شريحة كبيرة من المجتمع تحب هذا النوع من الأعمال ولكنها تفضل الأعمال الغربية بالنسبة لهذا النوع، فهي اخراجيا وبصريا وكتابيا تكون قوية جدا بالفعل، وأعتقد أن "عقدة الخواجة" هنا ما تجعلنا نبتعد عن الخوض في هذا المجال، لأننا نرى أننا لن نستطيع تقديم عمل جيد يتفوق أو ينافس في جودته عمل أجنبي في تلك النوعية على وجه الخصوص، ولكن ليس لأننا لا نستطيع أن نفعل، لأننا لا نصدق أننا نستطيع أن نفعل.

لا أعرف صديقي @Hamdy_mahmouds إن كنت أستطيع تأييدك أو الاختلاف معك في فكرة قولك

عدم ملائمة تلك النوعية من الأفكار للمجتمع في تلك الفترة، فنحن بطبعنا نبحث عن الأعمال الكوميدية والدرامية أما جزء الرعب والخيال علمي لا يتماشى مع طبيعتنا كمجتمع

فليس هناك إحصائية واضحة يمكن من خلالها التأكد من تلك النتيجة من أن الناس كانت تفضل في تلك الفترة شيء محدد ، ولا يمكنك القياس على أن الأعمال مقلة لأنه من باب العلم كانت هناك الكثير من الأعمال الشهيرة التي كانت ناجحة في مجال الأفلام والمسلسلات مثل مسلسل (القط الأسود) الذي ينتمي للغموض والجريمة المطعم بالرعب وكذلك الكثير من الأفلام من نفس الفئة مثل فيلم (سفاح النساء) وسبقه الكثير من الأعمال التي تدمج بين الرعب والكوميديا مثل أفلام كثيرة لإسماعيل ياسين أو تطرح جرائم بقالب مرعب مثل فيلم رايا وسكينة ، وكانت جميعها أعمال ناجحة ، ولكن لم يوجد على حد علمي عمل واحد كان جدياً في طرح فكرة خيالية من منظور علمي مثل فكرة مسلسل العنكبوت ، ولكن في وجهة نظرك هل لأن الفكرة تحمل بعض الأفكار الغرائيبية أو الميتافزيقية يجعلها غير مقبولة جماهيرياً أو غير ناجحة؟