مسلسل الهرشة السابعة: كيف نحافظ على العلاقات الزوجية من الروتين والخلافات التي قد تؤدي إلى الانفصال؟

في حال كان هناك توافق مبدئي ولكن المشكلة فقط في الفتور، فأهم خطوة للحل برأيي أن يقتنع الطرفين بوجود المشكلة، وأن لكل منهما يد فيما وصلا إليه، فلا الشعور بالمظلومية وتقمص دور الضحية سيحل، ولا تحمل المسؤولية واتباع أسلوب جلد الذات سيقدم حلًا، يجب أن يدركا أن استمرار العلاقة بالوتيرة الأفضل هي مسؤولية مشتركة.

بناء على تلك الاتفاقية والقاعدة ينطلقا بحثًا عن أعراض المشكلة وعن أسباب ظهور هذه الأعراض وعن مقترحات للحل بشرط أن تتفق المقترحات المُقدمة مع الظروف الحالية.

مع التركيز على أن رحلة البحث هذه يلزمها الهدوء وللاحتواء، وتكرار التوكيد من كلا الطرفين أن الرحلة هدفها الاستقرار وليس التأفف أو الشكوى.

أستهدف نقطتين في هذا النطاق. تعاني العديد من الزيجات بسبب هذين النقطتين بالتحديد، واللتين فقدنا الاهتمام بهما في العديد من مواقع الخلاف الأسري والزوجي.

تتمثّل الأولى في فكرة العناية بالتفاصيل. أجد أن الكثير من الزيجات تعتمد بشكل عام على عظمة فكرة الزواج وقدسيّتها، ممّا يذهب بالزوجين بالتدريج إلى المزيد من الإهمال للتفاصيل الصغيرة. تلك التفاصيل التي اعتنيا بها في بدايات علاقتهما، وبدأت في الاختفاء مع الوقت والتعوّد وتراكم المسؤوليّات. من هنا، يجب أن تكون للتفاصيل الأولويّة في الكثير من الأحيان. يجب أن يستمر طورًا من العلاقة كأنّها بدأت لتوّها، بنفس العناية بالذوق والاختلاف واللقطات الرومانسية الأبسط من علاقتهما.

أمّا النقطة الثانية فهي واحدة من أسوأ القرارات التي يتخذها الأزواج في الوقت الحالي، وهي فكرة الإعراض عن الحلول المتخصّة في عالم الزواج. أجد الكثير من الزيجات الفاشلة التي تصل إلى حدٍّ لا يطاق من الخلافات، قد تكون في نطاقها واحدة من أسوأ القرارات على الإطلاق، وقد تصل بأصحابها إلى التطاول وانحراف العلاقة عن الاحترام. وعلى الرغم من ذلك، نجدهم يتكبّرون على فكرة الذهاب إلى أخصائي علاقات زوجية للأخذ بنصيحته. من المرجّح أن تأتي مثل هذه التخصّصات بأكلها. أهم شيء ان يضع الزوجين يديهما على المشكلة، ويدركا أنهما حقًّا في حاجة إلى إعادة الحسابات.

أن يبحث الزوج عن الراحة بخارج المنزل، سواء من خلال صداقات أو علاقات نسائية كما حدث بالمسلسل.

أضف لما أوردت وذكرت أن الوازع الديني فيصلي في هذه النقطة.

حيث أن الخيار الأول والأفضل والأسهل لرجال هو تكوين دائرة خارج نطاق الزوجية هذا في حال لم يكون هناك رادع ديني فهذا الخيار الأفضل والأكثر انتشارًا للأسف.

ولكن بطبع هناك حلول لكسر الروتين أو بالأصح حلول حتى لا نصل لنقطة النهاية وخصوصًا كما ذكرت نحن بالمجتمعات العربية نقاوم فكرة الطلاق"بإدعاء وجود الأطفال" برغم من أن وجود أطفال في بيئة غير آمنة نفسية سيلحق الأذى بهم أكثر من الإنفصال.

ومن أفضل الحلول التي جربتها وأنصح الجميع بها:

• طالما وجد الحب والاحترام كل المشاكل قابلة للحل.
• المصارحة والشفافية في العلاقة توضح ما لك وما عليك وتبين أسباب تفاقهم المشاكل مستقبلًا.
• الأطفال مهمين ولكن لن تقتل علاقة لأجل الأطفال يمكن بين الحين والاخر تخصيص أوقات لسفر أو التنزه لتجديد الحياة والنشاط.
• بنهاية الحياة تشاركية للوصول لأفضل توازن يجب أن يضحى الطرفين ويكن كل منها للأخر الإحترام والتقدير .

جميع المشاكل قابل للضبط قبل الانتشار طالما هناك أسلوب تواصل جيد جدًا، وإضافة أخيرة في حياة الزوجية لا شيء يسمى ضحية طالما تشعر بهذا الامر فالانفصال هو الحل الأول. لأن فكرة عقدة الضحية ستولد أطفال ومشاكل نفسية لا حصر لها يجب تفادى الأمر.

وتستمر لتصبح حياة روتينية نعتاد على وجود الأشخاص في حياتنا بالتأكيد نحبهم،

لأجل هذا ذكر الله تعالى في قرانه أن العلاقة بين الزوجين هي مودة ورحمة، لأن مع الوقت تختفي الرومنسية ويختفي الحب المجنون ويبقى الأساس هي المودة والرحمة التي نشأت من العشرة الطيبة، الزوجين اللذين عشرتهم ليست طيبة مع الوقت يصلان حتى للانفصال العاطفي حتى لو بقيا في منزل واحد.

لماذا لا يحاولون تحديد أسباب المشكلات معًا واعتراف كل شخص منهم بالتقصير من ناحية ما وعدم القاء اللوم على الآخر، من ثم العمل على حل المشكلة؟ اللجوء للاستشارات الزوجية؟ أن يكون الطرفان صريحان معًا وأن يشارك كل منهم تفاصيل يومه او المشاكل التي يمر بها كي يتفهموا بعضهم البعض؟

أرى مشكلة عدم التواصل بين الزواج حقيقية وسبب ؤئيسي في الوصول لهذه الحالة.

بالنسبة لي أرى أرى ضرورة لبناء علاقات للأزواج خارج المنزل معًا، أي ألا يكون الزواج مرتبط بمهام المنزل والأولاد، أصدقاء مشتركين، سفرات، مغامرات، سأقول العمل سويًا ولكن لا أنصح لأنه يزيد المشاكل، أمور كهذه تقلل من الروتين وتقوي العلاقات اكثر.