في قالب من التشويق والأثارة يقوم المسلسل بتقديم عالم جديد مختلف من خلال بيت شباب مؤسس خصيصاً لرعاية الشباب الذين يعانون من أعراض متأخرة من انتشار الكانسر في أجسادهم (السرطان) ما يميز هذه الفئة من المرض أنهم جميعاً مابين 17 عام و20 عام بحد أقصى فتخيل أن تنتهي حياته وزهرة شبابه قبل أن تبدأ وهو ما قفز بمخيلتي إلى النظر للواقع الفعلي ونحن نرى المعاناة الهائلة التي يعانوا بها مرضى السرطان بالأخص الأطفال والشباب في عامهم الأخير من العلاج بالكيماوي أو بالعقاقير التجرييبية أو العلاجات اليائسة وهم يشاهدون حياتهم تنتهي ببطء كشمعة تنطفئ وهو ما يشغل رأسي بمدى الحزن والألم الذي يحيط بشخص وأسرته وهم يشاهدوا كيف تنتهي حياته والغريب أننا نجد مرضى السرطان من الحالات البائسة تجدهم أشد تمسكاً وفهماً لقيمة الحياة واللحظات السعيدة التي يعيشوها فيرغبوا في قضاء تلك الفترة البسيطة المتبقية بإقبال على الحياة حتى وإن كانت بسيطة ومؤلمة ليأتي سؤال في ذهني يفرض نفسه : ماذا كنت لتفعل لو قابلت شاب أو فتاة يودعون حياتهم بسبب مرض مستعصي مثل السرطان كيف يمكن أن تخفف معانتهم وتساعدهم على تقبل أصعب فكرة وهي الموت القريب؟
مسلسل The.Midnight.Club: كيف نقدم الدعم لمرضى السرطان؟
أهم شيء في التعامل معه هو أن لا أجعله يشعر أنني بجانبه من أجل الشفقةعليه بل لأنني أريد أن اكون بجواره كصديق أو مساعد بطريقة طبيعية، وسأهتم بالتحدث معه سواء عن طريق مكالمات هاتفية من وقت إلى أخر أو عن طريق أي تطبيق تواصل وسأدعوه للخروج والتنزه وزيارة السينما وغيرها من الأمور الطبيعية التي أفعلها مع أصدقائي سيكون التعامل بسيط وغير مكلف. وسأكون دائما في حالة انصات له وقتما يريد التحدث
من الجميل عدم التكلف في ردك حيث أن أكثر الأشياء االتي تسبب لهم الضيق هو لشعور المبالغ فيه من الشفقة أو أن يشعر بأنه يعامل معاملة خاصة في الوقت الذي يتمنى فيه الشعور بأنه شخص طبيعي ولكن هل لي أن أسئل (بعد الشر) ما هو الأحساس الذي يمكن أن تشعر به لو كنت في نفس موضعه ما الذي تتمنى أن تقوم بإنجازه إن كنت تملك هذا الوقت القصير من الحياة؟
نقطة غاية في الأهمية التي أشرت لها يا حمدي فالمريض يكون حساس للغاية ويشعر أن كل الحب الذي يحيطه منبعه الشفقة فقط ويمكن بالفعل كتابة مثل قائمة أماني وأساعده في تنفيذها قدر المستطاع
هذا أقتراح مميز بالفعل يا هند لم أنتبه أليه وأتذكر أن في حلقة في المسلسل كانوا الشباب يقومون بمحاولة تحقيق أمنية ضمن مجموعة من الأماني لدي واحداً منهم للتخفيف عنه وجعل حياته أفضل بقدر المستطاع ، ولكم لي سؤال ما الذي يمكن يا هند أن نتعلمه من علاقتنا مع هؤلاء المرضى ما الذي يمكن أن نتعلمه منهم في أخر لحظات عمرهم؟
سأحرص على مشاركتهم اللحظات الإيجابية وأخلق من الوقت المتبقي فرصا لصنع ذكريات لا تنسى. سأركز على الدعم النفسي لأنه يؤثر كثيرا في رحلة العلاج. سأكون الجانب الإيجابي الذي يصر على إظهاره كلما أصابهم غمة وحزن.
أعتقد أن تلك أستراتيجية فعالة جداً وبالأحص مع شرحك المبسط لها ولكن يبرز سؤال يفرض نفسه بناءاً على هذا الرد المنطقي ، ماذا إذا قابلت مريض سرطان لا يمكنني فهم ما يفكر فيه من ألم أو حزن أو يشعر بأنه منفصل عن العالم ومكتئب بشدة بشكل لا يسمح لي بالنقاش المفتوح معه فماذا علي أن أفعل في هذا الوقت من وجهة نظرك؟
أعتقد أنه من المهم هنا تقديم ما يريده هو وليس ما أظن أنه صحيح. قد يكون بحاجة لبعض من المساحة للعزلة وإعادة ترتيب جوانب حياته فله هذا، مع التأكيد على تواجدي دائما في حال أراد المشاركة والحديث. قد يكون بحاجة للدعم العاطفي دون حل المشاكل، وهنا سأحرص على تقديم هذا النوع من الدعم وتشجيعه للحصول على الراحة.
شاهدت هذا المسلسل وصراحة أصبت بالإحباط عند مشاهدته لأنني عرفت كم هناك تعاسة في هذا العالم. ففي الوقت الذي نعيش فيه حياتنا بشكل طبيعي هناك من يصارع الوت ويحاول تقبله كحقيقة حتمية وقريبة. كم هو أمر صعب؟ ولذلك فإنني أجد أن محاولة مواساة من يعانون المرض ومقبلون على الموت فكرة تكسر القلب لأنك كيف تواسيه؟ وماذا تخبره؟
ولذلك فإنني أجد أن محاولة مواساة من يعانون المرض ومقبلون على الموت فكرة تكسر القلب لأنك كيف تواسيه؟ وماذا تخبره؟
هذه من أشد النقاط إيلاماً التي أشرت إليها يا صديقتي @FatimaAlJardaly ولكن حتى في الشفقة عليهم يجدون فيها ألم وفي تجاهل حالتهم وعدم الاهتمام بهم يجدون فيها تقصير أنه لأمر شديد الحساسية ولكن بشكل ما أظن أن تقبل التواجد معهم وتقلباتهم هو امر لا مفر منه ويجب تحمله بصدر رحب مع الاستماع والأنصات لهم ومعاملتهم بأهتمام غير مبالغ فيه ولكن أنا أرى في وجهة نظري أن مشاركتهم لحظاتهم الأخيرة هي العنصر الأهم مشاركة لحظاتهم السعيدة ومساعدتهم ولحظاتهم السيئة والتخفيف عنهم هل تتفقي معي في هذا الأمر وهل هناك أضافة أخرى يمكن مناقشتها للتعامل معهم بشكل فعال وإيجابي؟
ليست كل الحالات المصابة بالسرطان غير قابلة للعلاج ومصيرها الموت حتما، فهذه الحالات يمكن تحسين حالتها المعنوية بابعاد عقلهم عن فكرة الموت في الأساس عن طريق تقوية عزيمتهم في محاربة المرض وعدم الاستسلام أو اليأس وهذا يحدث يتذكيرهم بجمال الحياة وزيادة ارتباطهم بها عن طريق جعلهم يمارسون الأنشطة أو الهوايات التي تسعدهم وتثير شغفهم بالحياة.
أما بالنسبة للحالات المتأخرة ولا يؤثر فيها أي علاجات، فأفضل مساعدة هي اعانتهم على فعل الاشياء العالقة والخائفين بسببها مغادرة الحياة، مثلا إذا الشخص يخاف على عائلته ربما يمكنك طمأنته بأنك ستكون موجود دائما بجانبهم لمساعدتهم وقت الاحتياج، وإذا كان يخشى لقاء ربه، ربما تعينه على زيادة قربه من الله وتأدية عباداته حتى تعطيه القوة والاطمئنان، وهكذا على حسب كل حالة.
هذا رد جميل جداً يا رانا بالأخص هذا الجزء
أما بالنسبة للحالات المتأخرة ولا يؤثر فيها أي علاجات، فأفضل مساعدة هي اعانتهم على فعل الاشياء العالقة والخائفين بسببها مغادرة الحياة، مثلا إذا الشخص يخاف على عائلته ربما يمكنك طمأنته بأنك ستكون موجود دائما بجانبهم لمساعدتهم وقت الاحتياج، وإذا كان يخشى لقاء ربه، ربما تعينه على زيادة قربه من الله وتأدية عباداته حتى تعطيه القوة والاطمئنان
وأعتقد أن مساعدتهم في محاربة المرض هو أمر بديهي ولكن تبقى المشكلة في بعض الحالات المستعصية التي يسيطر عليها ظلام فكرة الموت ويمرون بحالة من الاكتئاب الشديد كيف يمكننا من وجهة نظرك التعامل معهم بشكل فعال؟
ماذا كنت لتفعل لو قابلت شاب أو فتاة يودعون حياتهم بسبب مرض مستعصي مثل السرطان
سؤالك هذا ذكرني بالصحفي الاستقصائي محمد أبو الغيط الذي توفى العام الماضي بعد صراع طويل مع مرض السرطان وهو لم يبلغ ال34 من عمره
كمية حزن لا توصف عندما عرفت خبر وفاته لأني كنت اقرأ مقالاته أثناء فترة علاجه، إنسان غاية في الجمال ويظهر في مقالاته عند حديثه حول زوجته إسراء وابنه يحيى و والده الطبيب ووالدته، مأساة لكن ما يريح المرء قليلا هو الأثر الذي يتركه ومحمد أبو الغيط ترك ارثا لا ينسي لكل محبيه
نعم أنه لأمر مؤلم أن نفارق أحبائنا ورغم الحساسية التي قد تكون مفرطة لدي مريض السرطان الذي يعاني من تدهور مستمر في حالته ولكن هو يعرف جيداً قيمة العلاقة التي تجمعه بأسرته وأصدقائه وأقاربه المحبين والمحيطين به ويلمس شعورهم الدخلي بالحزن لكونهم مفارقين إياه في وقت قريب لقد شاهدت بعض الأعمال السينمائية المبنية على قصص حقيقية كنت أرى أن مريض السرطان الذي أشرف على الموت وصل لمرحلة من الفهم و الوعي بذاته ما يجعله يحاول تخفيف حالة الألم لديهم لفراقه حتى وأنه وهو في أشد حالة أعياءه يحاول مداعبة أهله وكأن ما يحدث له أمر طبيعياً وهو ما يجعلني أتسأل من أين تأتي تلك القوة الداخلية لديهم؟
التعليقات