ما الذي تفعله عبارة "يقول نيتشه" في مسلسل زند ذئب العاصي؟

عشرات الشخصيات التي نشاهدها على مدار هذا الشهر خلال الموسم الدرامي الرمضاني، عشرات الشخصيات وربما مئات بدون أيّ مبالغة، كل شخصية من هذه الشخصيّات لابُد وأنّ لها ملفاً كاملاً عند الكاتب، كاتب السيناريو، هذا الملف يحكم به شخصياته وطباع هذه الشخصيات، سلوكياتهم ومميزاتهم، أشكالهم وحالتهم المادية والمعنوية، طرق كلامهم وأفكارهم وطموحاتهم وأحلامهم والأهم أهدافهم في المسلسل، ضمنه في الأحداث، ملف يحكم كل شيء من الألف إلى الباء، فلماذا هذا الاستسهال؟

عن أي استسهال أتكلّم؟

في مسلسل زند ذئب العاصي الذي يؤدّي فيه الممثل الذي لاقى نجاحاً كاسحاً بين العرب في السنوات الأخيرة وصار ورقة مضمونة لا تخسر لكل مُنتج تيم حسن دور زند، الدور الذي يبدو من اللحظة الاولى أنّهُ محبباً وملفتاً جداً، طبعاً هذا الأمر مفهوم جداً لإنّ الشخصية غريبة وتحدث في توقيت ومكان وصبغة حكاية غريبة عن المألوف وأقصد بالمألوف: بما عهدنا خلال السنوات الأخيرة أن نرى من مسلسلات جميعها حديث تقريباً أو من عصور من غير المهم أن تسأل عن توقيتها لفانتازيتها.

تقول الشخصية في واحدة من المشاهد: يقول نيتشه.ومن ثمّ يسرد تيم حسن كلاماً مناسباً للشخصية وللحكاية وليس كلاماً مقتبساً لنيتشه، على أنّهُ يقول: يقول نيتشه. من حيث الظرافة هو أمر مفهوم، ولكن بعد أن فكّرت قليلاً خلصت إلى التالي:

أولاً: نيتشه في زمان الحكاية المزعوم لم تكن شهرته بصيت ذائع جداً ولا كتبه مترجمة، الآن في المنطقة العربية وفي سنتنا هذه قد نجد 30% من مجتمعنا لا يعرفون من نيشته.

ثانياً: ما الغرض من رسم شخصية بهذه الكاريكاتورية! لا يوجد شخصية بالعالم تسرد حواريات بهذه الطريقة أو عندها متلازمات لفظية بهذه الغرابة.

ثالثاً: أن تقول يقول فلان ثمّ تضع كلاماً من مختلقاً للشخصية يجعلنا لا نسأم ولكن أن نسأل: لماذا؟

بهذا المنعطف المُبتذل جداً في رسم الشخصية أعتقد أنّهُ كفيل بإنهاء العمل بالنسبة لي على أنني كنت مستبشر خيراً فيه للحقيقة ولكن قاطعته لسبب وحيد ومهم جداً، كيف أشاهد مسلسلاً لكاتب لا يحترمني فعلاً ويلقي بالاً لهكذا مهمّة في المسلسل؟ هل يعتقد أنني سأصدق كل شيء؟ أو سأنسجم مع كل شيء يطرحه؟ وأنتم، كيف تقيّمون الأمور في هذا الموضوع؟ ما رأيكم؟