حاولت اختيار عنوان معبر عن الفكرة التي أريد توصيلها لكن هذا أفضل ما جاء معي، قد يكون البعض سمع عن هذا المسلسل والضجة الكبيرة التي أحدثها، فهو يُعرض حاليًا على شاهد، ولقد أذيع منه ثماني حلقات.

باختصار المسلسل يعرض محاور اجتماعية كثيرة مهمة، ومنها الفارق الكبير بين الأزواج وكيف يؤثر سلبًا على العلاقة، صدمات الطفولة وكيف يمكن أن تؤثر على تشكيل شخصية الفرد وهذه متجسدة في البطل كريم فهمي، والمحور الأخير العلاقة المحرمة بين البطل وحماته والتي تؤدي هذا الدور ريهام عبدالغفور.

صحيح أنها ليست أم لزوجته ولكن زوجة أبيها، ولكن الابنة لا تعلم ذلك هي تعلم أنها أمها لأنها هي من تولت تربيتها منذ الصغر، مستعرضين أزمة منتصف العمر التي تتعرض لها البطلة بعد أن تزوجت مبكرًا من رجل يكبرها بأعوام كثيرة، وبعد 20 عامًا تبدأ في عدم الرضا عن حياتها، وتبدأ أعراض أزمة منتصف العمر.

ما لفت نظري بالعمل هو انتقاء بطلة مثل ريهام عبدالغفور ووضع رتوش للشخصية تجعل المشاهدين يتعاطفوا معها رغم خطأ ما فعلته، يعني ملامح البطلة طيبة، كذلك أن زوجها تزوج عليها ويعاملها معاملة قاسية، وفهمها أنها لا تنجب لمدة عشرين عامًا ولكن بالأصل هو الذي منع الإنجاب، كل هذه الحيثيات تجعل المشاهد ينظر لوجهها وللظلم الذي تعرضت له، متعاطفًا معها في الخطأ والإثم الذي ارتكبته، بل هناك من يريد أن تكتمل هذه العلاقة المحرمة بالزواج وكأنه العوض بالنسبة لها.

لا أنكر أن مثل هذه القضية تحدث بالواقع، وهي مشكلة اجتماعية تحتاج للمعالجة الدرامية وتسليط الضوء، لكن ليس بهذه الطريقة، أتذكر الأعمال القديمة للرائع محمود المليجي وأدوار الشر التي كان يبدع فيها ولكن أتذكر جيدًا أني لم أتعاطف معه مرة، فالشر مجسد أنه شر دون تجميل أو تبرير.

لذا أجد أن تجميل الخطأ لكسب الجمهور وتعاطفه ليس جيدًا، بل سيحدث التباس لدى الجمهور بين الخطأ والصواب، بين ما يجب فعله وما لا يجب، سيحدث خلط بين العاطفة والعقل وهذا ما شاهدته في انطباع بعض المشاهدين حول هذه العلاقة المحرمة، خاصةً أننا جميعًا لسنا بنفس القدر من الوعي والتمييز.

فما الذي قد ينقص من قوة المسلسل وأحداثه إن جاءوا ببطلة تتوافق مع الدور شكلًا ومضمونا دون محاولة كسب الجمهور لصالحها؟!