مسلسل swarm: هل "الهوس بالمشاهير" يفرض عليهم مسؤولية اجتماعية في انتقاء أعمالهم وتصرفاتهم الشخصية؟

نعم، فانز BTS كانوا بعقلي وأنا أكتب هذه المساهمة، كانوا مثالا واقعيا جدا على حجم التأثير الذي يتركه المشاهير، هم يقلدونهم في شكلهم وملابسهم حتى! ويطلقون على أنفسهم " أرمي"، هم تحولوا من معجبين لجيش! تخيل حجم التأثير، أعتقد لو أحد من فرقتهم المحبوبة قد خرج وقال لهم مثلا افعلوا هذا، أو أيدوا هذا، أو ارفضوا وهاجموا أيا كان، سيقومون بفعله طواعية وبدون تفكير، خطير جدا التأثير العقلي وفرض الأفكار الذي يمكن أن يقوموا به. ولكن أين عقول البشر من كل هذا، ألا يفكرون قليلا! كيف يلغون عقولهم ويتركوا قرارتهم تؤخذ على أساس شخص قد لا يكون له العلم أو المعرفة الكافية!

ولكن ما قولك فيمن يعتقد أن المشهور هذا استمد شهرته من دعم الجماهير ولولا وقوفهم بجانبه وتأييده بشتى الطرق لما وصل لشهرته، ويرون أن هذا يحتم عليه أن يكون متحدثًا وناصرًا لقضاياهم، بالطبع وصلتك حالة التنديد الشديدة التي يتعرض لها محمد صلاح مثالًا حيًا على ما أريد قوله.

لكنك هنا تتحدثين بالعموم عزيزتي، مثلًا مشهور غربي، ليس عنده أي ضوابط سلوكية، في حركاته أو كلماته، ولا يمكننا ضبطه وفقًا لأخلاقنا وسلوكياتنا، هذا ناهيك الآن عن المشاهير العرب الذين يخرقون كل القواعد ولا أحد يقول لهم لا، وهم مستمرون، الأمر ليس عندهم بقدر ما هو عندنا بضبط ما نشاهدة ويشاهده أولادنا.

الإعلام منظومة، وظيفتها في الأساس هو التأثير، بل والتوجيه، وفرض الأفكار والسياسات أيضا. لكن المشاهير كالممثلين وغيرهم من المفترض أن يكون تأثيرهم من خلال أعمالهم، أما حياتهم الشخصية، لا نتأثر بها، ولكن ما يحدث هو اختلاط مشاعر حب الشخصية التي تأثر بها الناس مع حب الشخصية الحقيقية، أي امتد تأثر الناس بالشخصية الخيالية التي تعودوا على رؤية المشهور من خلالها من الشاشة للواقع، فأصبح هناك هوس بالمشاهير حتى خارج أعمالهم، ولهذا التأثير هنا لم يكن مقصودا أو متعمدا كحالة الإعلام، وهذا ما يجعل اللوم الأكبر على المتأثرين وليس المؤثر.

وليس كل شيء قابل للنشر، عش كما تشاء لكن لا تنشر كل ما تعيشه.

وإذا لم يكن هو من نشر، فالمشاهير ملاحقون باستمرار بالصحافة التي تكتب عنهم كل كبيرة وصغيرة، حقيقة ستجدين أن المشاهير هم أكثر الناس حرصا على عدم النشر، ولكن لا يتركون لهم فرصة الحفاظ على أي خصوصية، والسبب هنا أيضا هو المتأثرين والمهووسين بهم الذين جعلوا من حياتهم مصدر رزق ومهنة لأشخاص آخرين.

ولكن في هذه الحالة يصبح المشهور هو الملام هنا، فهو من سمح لهؤلاء الأشخاص بأن يستغلوا حياته ويشكلونها بالطريقة التي تحلو لهم، وقاموا بتحويلها لسلعة هدفها كله هو الربح، لماذا يقبل المشاهير هذا؟ ما الذي يفرض عليهم هذا الواقع؟!

في بدايتهم قد يحتاجون الموافقة على كل شيء بشكل أعمى لرغبتهم في النجاح، ولكن ها هم قد استطاعوا الوصول، لماذا يقبلون أن يستمرون في مهنتهم بهذه الطريقة الضاغطة والمهينة؟

المشكلة هنا هو أن التأثير والتوجيه إيجابي أو سلبي كيف نحدده؟ وعلى أي أساس؟

لنأخذ الموقف الراهن الذي يشهده العالم العربي الآن كمثال، وسط محاولات كثيرة من المشاهير حول العالم أن يوعوا الناس بالحقيقة ويحاولون أن يغيروا الواقع بالكلمة، بالنسبة لنا التأثير الإيجابي سيكون في من يدعمون طرفنا، وبالنسبة للبعض الآخر في الغرب تحديدا سيكون التأثير الإيجابي لمن يدعم الطرف الآخر. أي أن التأثير يتحدد على حسب رؤية وتوجهات كل شخص، فكيف نحكمه أو نوحده؟

فإذا قام الممثل بدور الشرير هل نصير أشرارًا أو قتلة مثلًا!

بالطبع معك حق، شيء غير منطقي، ولكن الأمر يحدث بصورة أخرى للأسف، في مصر اتهم النجم محمد رمضان بأنه سبب لانتشار" ما يسمى بالبلطجة" بسبب أعماله في بداياته والتي تناولت كثيرا، شريحة من المجتمع كانت تعيش متخفية بطريقتها وأسلوبها، ثم شجعت أعمال هذا الفنان على خروجها للنور، بل وحبها واعجاب البعض بها، فأصبحوا يقلدون طريقة الكلام، الأسلوب، المظهر الذي رأوه. هنا التأثير كان على الثقافة نفسها، وليس بالضرورة ما كان يقوم به بطل العمل إذا كان سارق أو قاتل أو مؤذي بشكل أو بأخر. تأثيره هنا كان حقيقي وواقع ملموس، فلا يتحمل مسؤولية ما هذا التأثير، ويُلام عليه؟