مسلسل المداح أسطورة العودة: لماذا ينجذب الجمهور لتلك النوعية من الأعمال؟

فلماذا تنجح تلك النوعية من الأعمال في جذب الجمهور؟

أعتقد أن الأمر الذي يساعد على نجاح هذه الأعمال هو الجانب التشويقي من القصة الذي تتمّ محاكاته من خلال الإعلانات الترويجية، توجد أعمال رأيتها تقوم بوضع إعلانات ترويجية تشويقية كل أسبوع وحتى حلقات الرعب تضفي للعمل عنصر إثارة وتشويق بأن هنالك أحداثا جديدة ستحدث، وهذا ما قد يكون عامل جذب لمثل هذه الأعمال على المدى الطويل.

أعتقد أن شهرة الممثلين تلعب دورا بارزا في نجاح الأعمال التلفزيونية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمسلسلات ذات الطابع الشعبي، في حالة مسلسل "المداح"، فإن وجود ممثلين مشهورين ومحبوبين لدى الجمهور يسهم بشكل كبير في جذب المشاهدين والحفاظ على اهتمامهم عبر الأعوام.

يمكن أن يكون الانجذاب لهذا النوع من الأعمال يعود أيضا إلى العناصر الإثارية التي تتضمنها القصة، حيث يتم دمج عناصر الرعب والجن والسحر بطريقة تجذب الجمهور دون الحاجة إلى إثارة مشاعر الخوف بشكل مباشر، هذا يمكن أن يجعل المسلسل يكون محط أنظار الجمهور الذي يبحث عن تجربة ترفيهية ممتعة دون أن تكون مرهقة بشكل كبير.

إذا قلنا بسبب عنصر الرعب المصور من خلال الجن والسحر وغيرهم من أساس قصة المسلسل، فأنا عن نفسي شاهدته، 

ليس عنصر الرعب وانما عنصر الفضول والاكتشاف في هذا المجال للأسف، هذا المجال غامض ومحضور ومنبوذ في المجتمع وفي الدين وهو عالم آخر بالنسبة لنا لهذا نجد الناس تنجذب له وتحاول اكتشافه بطرق سالمة وآمنة يعني بدون تعرضها للأذي الذي سيكون لو قررت الدخول إليه والتعرف عليه إذا دخلت في الواقع له.

يمكنك أن تراقبي الأدب لتفهمي الحاصِل بالتلفزيون والسينما، الأدب الذي له علاقة بالسحر والشعوذة والشياطين والجن وكل ما هو متعلّق بالمخلوقات سواء كان رعب أو فانتازيا متصدّر المشهد تقريباً بشكل ملفت جداً والسبب أنّهُ يبدو أنّ الجمهور المصري في الأونة الآخيرة ملّ كثيراً من قصص الواقع التي يُقيّد بها الخيال سواء بنظرة المجتمع ورأيه أو وجهات نظر أخرى تمليها العادة والعرف والدين..إلخ. ولذلك نرى أنّ النوعية الخيالية تريح الجمهور والجميع من أعباء التصديق، هذه حكاية فانتازية تنتهي بانتهاء المسلسل ولا تثير بلبلة مثل منتجات الواقع الاجتماعي، وحين انتبه الكاتب العربي وأعتقد أنّ أوّلهم كان: أحمد مراد. إلى أنّ هذه الصيغة هي التي تنجح فعلاً فراح يلعب لعبة ذكية جداً وهو دمج الفانتازيا والرعب بالواقع أو بعض منه، هذا جعل اسمه يلمع بفترة قصيرة جداً، أعتقد المحاولة الأهم الفيل الأزرق، ومن لحظتها انتبه كل المنتجين إلى الأمر وبدأت السلسلة التي كانت في الأدب لتأخذ أشكال عديدة الآن من ضمنها التلفزيون.

أنا شخصيا من عشاق هذا النوع من الأعمال ( أعمال الفانتازيا و الرعب وما إلى ذلك)، فهي تنقلك لعوالم أخرى وتسرح بالخيال وتنعشه، ولأننا متأكدين بأن هذا كل من صنع الخيال ولا ينتمي إلى الواقع، فإننا نسرح معه لننفصل عن الواقع ولو لبرهة من الوقت، أظن أن هذا هو السبب.

كما أن هذا النوع من الأعمال يلقى رواجا على مستوى الساحة العالمية وتخصص له ميزانيات ضخمة في الإنتاج والتسويق، وفي مختلف الأصناف الأدبية، حتى أنك قد تلاحظي الكم الهائل من المؤلفات الروائية التي تصب في هذا الجانب وتتناول مواضيع الفانتازيا والخيال.