في السنوات الأخيرة، أصبح لمشاهدات الجمهور دور محوري في تشكيل مسار المسلسلات المصرية، خصوصًا خلال الموسم الرمضاني. قد يعتقد البعض أن العمل الدرامي يعتمد على الكاتب والمخرج فقط، ولكن الواقع يفرض أن التفاعل الرقمي والمشاهدات أصبح لها تأثير مباشر في مصير المسلسل.
على سبيل المثال، مسلسل "الاختيار 3" الذي عُرض في رمضان الماضي كان خير دليل على هذه الظاهرة. حقق المسلسل نجاحًا كبيرًا نظرًا لأنه تفاعل مع الأحداث السياسية الراهنة التي تشغل الجمهور المصري والعربي، مما دفع المشاهدين للمتابعة الدائمة والمشاركة في النقاشات حول الأحداث الجارية. بينما على الجانب الآخر، قد نجد أن بعض المسلسلات التي لم تُظهر ذلك الارتباط بالجمهور أو لم تثير نقاشًا حيويًا على منصات التواصل الاجتماعي لم تلقَ نفس القدر من الاهتمام.
المتابعة المستمرة للمسلسل لا تقتصر على المشاهدة فقط، بل تتعداها إلى المشاركة في النقاشات على منصات مثل "تويتر" و"فيسبوك" و"إنستغرام"، بل وهناك حالات تم فيها تغيير مسارات بعض المسلسلات بناءً على ردود الأفعال عبر هذه الشبكات.
وفي هذا السياق، يُمكن إسقاط ذلك على الواقع الافتراضي في مجال الإعلام، حيث تؤثر مشاهدات الفيديو على يوتيوب أو مشاهدات الأفلام بشكل مباشر على استمرارية هذا النوع من الإنتاج. مثلًا، مسلسل "موسى" الذي عرض في رمضان 2021، الذي لاقى تفاعلاً قويًا من الجمهور وحقق نسب مشاهدة عالية في تلك الفترة. مما يُظهر أن المشاهد ليس فقط مُستهلكًا للمحتوى، بل شريكًا في بناءه وتوجيهه.
هل تعتقد أن نجاح المسلسل في رمضان يعتمد بشكل أساسي على عدد المشاهدات والتفاعل الرقمي، أم أن جودة العمل الفني والتزامه بالأبعاد الثقافية والفكرية هو العنصر الأهم؟ وكيف يمكن للمشاهدين التأثير في تطور الأعمال الدرامية في المستقبل؟
التعليقات