أثناء مشاهدتي للجزء الرابع من لا كاسا دي بابيلل -هو مسلسل اسباني يُعرف أيضاً باسم بيت من ورق أو بيت المال- منذ بضعة أيام، جاءت على لسان برلين- البطلة في المسلسل- مقولة جعلتني أتوقف عن المشاهدة لبضع دقائق وأفكر، ففي وسط زفافه وكل الأجواء الرومنسية الرائعة، قال لأخيه البروفيسور أثناء حديث دار بينهما:

"الخيانة لا تعتمد على مقدار حبنا للشخص، بل على حجم الورطة التي تواجهنا".

 فسألت نفسي، هل يمكن أن أقدم على فعل خيانة، أو أي فعل يعاكس مبادئي وقيمي أن فرضت الظروف ذلك؟ فهل أنا على هذه الحال لأن ظروفي أصلا لا تضعني في أي موقف يشكل تحديا بين مبادئي ورغباتي أو الحلول لمشاكلي؟ فدائما ما أحاول أن أتحلى بأكبر قدر من الموضوعية عند الحكم على نفسي، فأول خطوة تجاه التطور هو إقرارنا بعيوبنا والجوانب المظلمة منا. فبدأت أختلق مواقف افتراضية صعبة الحدوث لأجد ما إن كان من الممكن لأي ظرف أن يجعلني أحيد عن الطريق الصحيح، فأضع نفسي أمام الخيار الصائب الذي يتماشى مع المبادئ الحسنة حتى وإن كان فيه ضرر لي، وخيار فيه منفعتي مع أنه غير صائب. 

ولا يمكننا أن ننكر أن بعض الظروف في الحياة يصعب فيها الاختيار وتتطلب قدرا ضخما من الضمير الحي لنحافظ على مبادئنا ووفائنا وقيمنا. فيوجد من يؤمن، كشخصية برلين، بأن الحفاظ على الوفاء والمبادئ لا يمكن أن يكون مضمونا عند أي شخص عندما تعاكسه الظروف، فنجد مثلا من يسرق بذريعة تأمين علاج لابنه. فعلى الرغم من أن السرقة غير مبررة، ولكن ألن ننظر نظرة تعاطف لهذا الشخص ونقدر التحدي الذي وقع فيه؟ 

ولكن يوجد من يؤمن من جهة أخرى أن أصحاب المبادئ الراسخة، أولئك الذين لا يحيدون عن الدرب الصحيح مهما اشتدت الصعاب موجودون ولو أصبجوا أقلة. فليس كل فقير يمرض ابنه يلجأ إلى السرقة، فيفضل التسليم لقدر الله على أن يلجأ إلى أي مال حرام. وبالتالي، تكون مقولة برلين غير دقيقة أبدا.

فهل توافقون مقولة برلين؟ وهل واجهتم موقفا شكل تحديا بين مصالحكم ومبادئكم أو بين حل لأزمة وخيانة شخص قريب؟ ولمن شاهد المسلسل، هل تقيم شخصية برلين كشخصية طيبة أو شريرة؟