لماذا تعرض الدراما الرمضانية الرجل وكأن الخيانة تجري بدمه؟

نموذج الزوج المحب والصادق الذي يحترم زوجته ويقدرها نموذج غائب تمامًا عن أغلب المسلسلات، لا أدري ما السبب وراء تصدير هذا النمط، هل هذا هو الواقع أم أن المبالغة طالت كل الأعمال؟!

لا، ليس هذا الواقع وإن زعموا ذلك؛ ببساطة لأنهم لم يعملوا احصائيات بذلك. وحتى لو كان هو الغالب و الواقع، فهل وظيفة الفن أن ينقل الواقع القبيح كما هو أم أن يجمله و يقدم صورة مشرقة تُعلي القيم و تأخذ بأيدينا نحو الأخلاق الرفيعة؟ الحقيقة لا أفهم الانحطاط الذي تنخرط فيه تلك الأعمال إلا باللهاث وراء ما يطلبه الناس أو تقديم نماذج سيئة للمجتمع بغرض الأضلال وإلا فكيف أفسره؟! هذه النماذج تخلق جيلاً كما يشتهون هم لا كما تشتهي الآباء و الأمهات و أفراد المجتمع. و كنت قد قرأت للدكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله : أنهم يتركون طوال السنة وفيها إحدى عشر شهراً ثم لا يقومون بأعمالهم الرخيصة إلا في شهر العبادة وشهر القرآن!! المطلوب منا كمجتمع أن نقاطع تلك المسلسلات وأن نزيد من وعينا تجاهها.

جزء من سبب ذلك يعود إلى طبيعة مجتمعاتنا التي في كثير من الأحيان تنظر إلى الرجل إلى أنه صاحب كل مصيبة . هذه الطريقة تقوم على أساس تنميط النظرة نحو الرجل ووضعه دائما بقالب واحد. صراحة فإنني كثيرا ما أتعجب أن المسلسلات تشارك المجتمعات في هذه العملية اللاواعية التي لا تلازم سلوك أي إنسان عاقل. فالرجل يخطئ والمرأة قد تخطأ أيضا ولذلك لا يمكن أن نقوم بربط صفة بشخصية إنسانية. وأما الأهم فإن هذه المسلسلات تهدف إلى بث هذه القيم الخاطئة التي تعيث فسادا بالمجتمعات وذلك بهدف ضرب أهم مؤسسة في المجتمع وهي الأسرة. فالكثير من النساء لدى مشاهدتهن لهذه المسلسلات يشعرن بالأسى والظلم لما يحصل معهن بعد إسقاط شخصية المرأة المظلومة على شخصياتهن. وهنا يبدأ الخراب داخل الأسر.

السبب الرئيسي سبب مادي بحت، جميع المنتجين يبحثون عن الإثارة لكي يجذبوا المزيد من المشاهدات وبالتالي تنهال عليهم الإعلانات فيربحون مزيداً من المال.

أخبرني ما المثير في قصة زوجين مثاليين يتعاملان مع بعضهما بما يرضي الله وبما يحب كلاهما أن يعامله الآخر به؟ يبدو الموضوع مليئاً بالرتابة والملل، أليس كذلك؟

ولكن ماذا إذا أضفنا بعض التوابل إلى الخلطة وأضفنا جريمة خيانة أو غدر أو نزوة شخصية في وسط العلاقة، وسلطنا الكاميرات على هذا الفعل، وأضفنا بعض التوتر عبر الموسيقى التصويرية، ثم انتقلنا لعرض ردة فعل الطرف الآخر المظلوم أو المخدوع، اممم لقد حصلنا على بعض الإثارة أذاً، أليس كذلك؟

حسناً وما الحل؟

الحل الوحيد في نظري يعود للجمهور أنفسهم، فتقبلهم لمثل هذه الأعمال والتفاعل معها يصب في مصلحة العمل نفسه بكل تأكيد، ويدفع المنتجين لإنتاج المزيد منه، وخلق المزيد من الجدل والإثارة عاماً بعد عام، فكلما اكتمل لديناً مستوى من الفظاعة والانحدار، يظهر لنا مستوى آخر أشد وألعن، حتى لا يصاب المشاهدين بالملل، ويستمر تدفق النقود إلى جيوب المنتجين دون أدنى اعتبار لقيم المجتمع وثوابته وأخلاقه، للأسف الأمر يحتاج دوراً رقابياً أيضاً ولكن حين يغيب ذلك الدور فليس هناك حل سوى الوعي المجتمعي ورفض هذه الأعمال حتى لا تجد من يهتم بها ويتحدث عنها فينتفي دافع إنتاج المزيد منها ونرتاح من هذا الهم.

لا أرغب مطلقًا في الخوض في خلافات فيما يخص المقارنة بين الرجل والمرأة. لكن من جهةٍ أخرى، أسعى دائمًا إلى العمل المستمر على تجاهل الدراما الرمضانية قدر الإمكان، وهذا الأمر بدأ منذ بضعة سنوات. هذه ليست السنة الأولى التي أفعل فيها ذلك. لأنني أرى أن الأمراض الاجتماعية التي تصدّرها الدراما الرمضانيّة أصبحت أمرًا لا يمكن السكوت عليه، ولا يمكن أن نأمنه أثناء مشاهدة هذه الأعمال. تعمل الدراما في الوقت الحالي على أساس واحد فقط، وهو التسويق الإلكتروني. وبالتالي فقد أصبحب جزءًا من صناعة المحتوى وليس العكس. من هنا، أصبحنا امام ظواهر عدة، مثل كتابة النصوص من أجل شاشة الهاتف بدلًا من شاشة التلفاز، ورسم الشخصيات بالقدر الذي يستفز المشاهدين قدر الإمكان.. إلخ. ليس الأمر متعلّقًا بتخوين الرجل أو الإساءة للمرأة. وإنما أصبح متعلّقًا بالتنميط وإثارة الجدل ليس إلّا.

أتفق مع من طرح فكرة أن الأمر متعلق بنسب المشاهدة، وخصوصًا أن هناك دائمًا طرف مظلوم فهناك من بتعاطف وهناكمن يستنكر، بعكس القصص الرومانسية التي تستهدف فئة محددة وغالباً الفتيات والمراهقات.

ولكن أيضًا لا يمكن أن ننكر أن الأمور بدأت كغزو ثقافي خارجي لتحطيم الأسرة العربية حتى وإن انتشرت القصص ظهورها وظهور البطل الخائن بثوب المظلوم وكأنها تهيأة للعقل بأن هذا الأمر عادي أو يجوز او مبرر وهنا الكارثة هنا نحن لا نعالج بالدراما نحن نوسع ونعطي حق للأشخاص أن يكونوا خائنين.

هي مجرد سياسة بسيطة و هي ان سبب كل المشاكل و التأخر هو الرجل

مع العلم انه هناك الكثير من المشاكل حصرها فى الرجل فقط هو تدمير لفكرة الحل من الاساس فعلي سبيل المثال عنف الرجل ليس فقط من الرجل هناك عنف ىف المدارس و الجامعات و الاسر و تلك قضية كبيرة جدا لابد على المصريين النظر اليها و هي العنف فى المجتمع و لكن عند حصر تلك المشكلة الى الرجل فقط تضيع قيمة المشكلة و الحل ايضا

و بالاضافة الى ان فكرة الخيانة فكرة درامية تجذب النساء لان النساء بطبيعتهم يعشقون الدراما و ربط الاحداث بحاتهم و من المعروف ان النبسة الاكبر من العمل هم النساء و المشاهدات فلابد من ارضاء النساء

نموذج الزوج المحب والصادق الذي يحترم زوجته ويقدرها نموذج غائب تمامًا عن أغلب المسلسلات، 

لكن ألا يبدو في رأيك أن هذا النوع من الدراما يعكس حقيقةً مؤلمةً في مجتمعنا، حيث يعاني الكثيرون من مشاكلٍ زوجية تتضمن الخيانة والغدر. ومن خلال تناول هذه القصص، يمكن للمشاهدين أن يتعرفوا على طبيعة هذه المشاكل ويحاولوا إيجاد حلولٍ لها، وربما يمكن للدراما الرمضانية أن تشكل نوعًا من التوعية للزوجين.