كثيرة هي الأمراض التي تصيب الإنسان دون علمه بها، ولكن أخطرها بالتأكيد تلك التي تصيب الأنسان في جوهره وكينونته فتجعله مضطربًا وعنيفًا ومعاديًا للمجتمع؛ ولهذا يبذل الأطباء والعلماء جهود كبيرة لتحديد مؤشرات تكون قادرة على كشف الاعتلال النفسي لدى البشر خاصة في مراحل العمر المبكرة.

ولكن تخيل معي، ماذا لو كانت هناك طريقة يتم التعرف بها على الأجنة الحاملة للجين السيكوباتي قبل ولادتهم وذلك لاستئصال الشر من جذوره؟ وبهذا يتم حماية المجتمع من شخص كان سيتحول في المستقبل لشخص عدواني أو قاتل متسلسل يسلب أرواح العديد من الأبرياء.

وهذه هي الفكرة التي يتمحور حولها «Mouse»، وهو مسلسل جريمة وغموض عُرض في كوريا الجنوبية لأول مرة في 2021 وذاع صيته بسبب أحداثه المشوقة وتسليط الضوء على الجانب النفسي للأشخاص السيكوباتيين، وتدور أحداثه حول «جونج باروم» و«جو موتشي»، وهم أفراد من الشرطة يحاولون الإيقاع بقاتل متسلسل خطير يثير الذعر في أرجاء مدينتهم، وأيضًأ كشف الحقيقة وراء التصرفات النفسية المعتلة، وهذا يدفع للتساؤل عن إمكانية معرفة چين الاعتلال النفسي في الأجنة وهم في أرحام أمهاتهن، وفي حالة وجود ذلك الچين، هل سيكون من الحكمة إنجابهم، أم الإجهاض هو الحل لوقاية المجتمع من شرورهم؟

وعندما نذكر لفظ السيكوباتية، بالتأكيد سيتبادر لذهننا صورة قاتل عديم الرحمة أو شرير بالغ الذكاء ومتحجر القلب، كأمثال «تيد باندي» الذي قام بقتل عشرات الضحايا بصورة وحشية، أو حتى شخصية «هانيبال ليكتر» والتي تعد أشهر تجسيد للقاتل المتسلسل في السينما.

ولكن هل تساءلت من قبل عما إذا كان هذا الشخص السيكوباتي أو المعتل نفسيًا ضحية مجتمع وبيئة لم يلق فيها الحب وتربى على العنف والإيذاء فقط؟ أم أن الشر يكون متأصلًا في جيناته، وأنه يكون مقدرًا له منذ لحظة ولادته انه سيصبح وحشًا لا يعرف معنى الرحمة أو التعاطف؟

ولهذا سؤالي لك في نهاية المساهمة، برأيك، هل الأشرار يولدون أم يصنعون؟