شراء حقوق ملكية مسلسل أجنبي وتنفيذه في بلد عربي، ما رأيك في هذه الموجة الدارجة ؟

بالنسبة لي، لا أعارض فكرة اقتباس قصة من لغة أخرى وتحويلها إلى دراما عربية، أو مثلًا اقتباس قصة من مسلسل كوري وتحويلها إلى مسلسل تركي، المشكلة بنظري ليست هُنا.

المشكلة في التقيد بالأحداث الأصلية تمامًا للمسلسل، فنشعر نحن العرب الذين شاهدنا على سبيل المثال النسخة التركية مثلُا، ثم شاهدناها في مسلسل عربي طبق الأصل، فكأننا نُشاهد المسلسل نفسه مرتين!

وبالتأكيد سنجد أن تمثيل أو آداء أو إخراج المسلسل في اللغة العربية ركيك بعض الشيء، وهذا ليس عيبًا في الإنتاج، بل السبب معرفتنا للقصة بأكملها ومشاهدتنا لها من قبل في النسخة التركية، ثم وجدنا أن النسخة العربية مطابقة للتركية بنفس الأحداث والتشويق!

من الرائع اقتباس مسلسلات من لغات أخرى، ولكن لا بأس بإضفاء بعض النكهات المميزة، كالمسلسل التركي الطبيب المعجزة مثلًا، والذي اقتبس من مسلسل أمريكي بعنوان The good doctor، وجدنا أن النسخة التركية أخذت فقط الفكرة العامة وأساسيات الشخصيات، ولكنها فيما بعد صنعت تحفة مختلفة عن النسخة الأمريكية، ويُمكنني قول أن النسخة التركية أكثر فخامة وإبداع من الأمريكية.

في الحقيقة فاجأني عنوان الموضوع جدا،! كيف يُضحي الفنان أو المبدع بعمله وتعبه كله مقابل مبلغ من المال؟! ظننت أن هذه مجرد سرقة للأعمال الأجنبية، لكن لم يخطر ببالي أبدا أن يكون المسلسل "المسروق" من وجهة نظري قد اشترى حقوق ملكية مسلسل آخر!

وياليت النسخة المقلِدة تشبه الأصلية المقلَدة في شيء! بل هي إطار من السخف والابتذال ليس إلا. وليست من الفن ولا الإبداع في شيء. قديما انتشر مصطلح "تعريب الرواية الغربية" غالبا ما تكون رواية تراثية، فليس من حقوق ملكية على الفنون الشعبية أو التراثية. كانت تقدم في إطار عربي، وإن كان بها قيمة غربية لا تتماشى مع قيمنا نحن، فالمخرج أو المُعرِّب يقوم بتبديلها أو حذفها تماما، مع العلم أن الجمهور يعرف أصل هذه الرواية ويعرف أنها مقتبسة.

لكن الآن لا يعفلون شيئا إلا تضييع أموال طائلة على مسلسل مسروق (ولا يمكنني تسميته إلا بهذا) لا جودة له ولا قيمة له، ولم يبدع فيه سارقة أي شيء جديد.

مازلت أفضل مشاهدة النسخة الأصل لا التقليد

لا مشكلة في التقليد يا روان ما دام المسلسل نفسه لا يخفي ذلك، ولا أراه سرقة ما دام الجميع يعرف أنه مأخوذ عن مسلسل آخر.

لكن المشكلة هي " الترجمة الحرفية " كما نقول في الكتابة، كأن تستخدم google transtate في ترجمة المسلسل، هنا تصبح المشكلة، فبالتأكيد أن ثقافتهم تختلف عنّا وأن طريقتهم في التحاور تختلف عنّا، هنا يأتي دور المؤلفين، إن كان للعمل مؤلف حقيقي فإن العمل العربي سيخرج بنفس جودة العمل الأجنبي وفي نفس الوقت مناسب للممثلين أكثر ومناسب للمجتمع أكثر.

استسخفت المشهد بشكل كبير وكأني أشاهد مجموعة من الأطفال يحاولون تأدية دور، على الرغم من احترافية الممثلين الذين يؤدون الأدوار، إلا أن الانفعالات الصادرة والصدف الهزلية تمنعك من التفكير والاستمتاع بالمشاهدة بل تظل تشعر بالأداء التمثيلي المبتذل.

أنا لم أشاهد ما تتحدّثين عنه، ولكنني متأكد أن المشكلة هنا هي مشكلة في كتابة السيناريو والحوار، وأن الكاتب كان يقوم بترجمة المسلسل الأجنبي فقط، أو أنهم كانوا يشاهدون المسلسل الأجنبي ويقومون بالمشهد مثله تماما، وهذا ليس صحيحا بالمرة.

إن أدتَّ أن تقتبس، فافعل ذلك باحترافية وليس مجرّد ترجمة.

شاهدت فيلم هندي وشاهدت نسخة منه تركية، لكن من أول بضع مشاهد من التركي، قلبت المحطة!

يبدو أن محاولة التقليد واضحة جدا، محاولة صنع نفس التعابير ونفس الأسلوب سيئة!

وعندما تحب عمل بلغة معينة، بشكل معين، لا تستطيع مشاهدته بشكل آخر.

لأنك تربط الفيلم بالأشخاص الذين قاموا بالدور، وليس فقط في القصة.

وهذا هو السبب الذي يجعلني لا أشاهد فيلم أو مسلسل تم انتاجه كاقتباس كامل عن آخر بلغة أخرى.

ربما لو تمت دبلجته، أو ترجمته، لكان أفضل بكثير.

للعلم شاهدت بعض المقاطع بالصدفة لعروس بيروت، ولم يعجبني الأداء ولا شكل الممثلين، الذين يحاولون تطبيق كل شيء نقلا عن المسلسل التركي!

أنا شخصيًا غير مقتنع بفكرة اقتباس الأفلام ونقلها من ثقافة إلى أخرى بشكل عام، من خلال تجربتي رأيت إذا تم اقتباس فيلم دنماركي أو غيره إلى فليم أمريكي أو إنجليزي سيكون هناك فرق كبير في المستوى بين الفيلمين. فيلم The guilty 2018 هو من تأليف وتمثيل دنماركي تم اقتباسه بنفس الاسم هذا العام ولكن بإنتاج أمريكي، وبصراحة الفيلم الدنماركي يتفوق على الأمريكي. وهذا الكلام ينطبق على فيلم the girl with the dragon tattoo حيث له نسخة سويدية ونسخة أمريكية، ولكن هنا النسخة الأمريكية هي الأفضل.