برأيي أنه من الخطأ أن نفترض مثالية أحدهم مهما بلغنا به من هيام، لقد لاحظت أن المرأة تفعل هذا كثيرًا، فهي تنزع إلى العاطفة والحلم وتبتعد عن المنطق، لكن وقت ينكشف عكس ما دار بخلدها ستشعر أن اللوم على زوجها الذي اكتشفت أنه ليس مثاليًا، ولن تقول أبدًا بأنها صنعت منه ملاكًا بلوريًا من حيث لا يرقى هو لذلك، ويكون الخطأ بالتالي خطأها هي.
على الجانب الآخر، من الطبيعي أن لكل شخص ماضيه، وأن الماضي قد يكون سيئًا، إذا كان بإمكان الفرد أن يخفي أشياء عن شريكه حدثت في الماضي لأنها تبدلت الآن فهذا أصوب، وهذا ما قاله عمر ابن الخطاب لرجل أقدمت ابنته على الزواج من رجل، لكنها كانت قد زنت من قبل، فسأله أبوها هل أخبر زوجها؟ نهاه عمر عن هذا بشدة، وأنها طالما تابت واصلحت من شأنها فقد سقط عنها الذنب وما عادت في حاجة للإخبار به.
إننا إذًا صفحات متغيرة، تهبنا الحياة فرص أخرى، من حقنا أن نأخذها، أما الزوجة التي تكتشف ماضيًا وليست قادرة على التأقلم معه فهي في موقف لا تحسد عليه، وإن رغبت في الانفصال لا يستطيع أحد أن يلومها، لأن هذه الصدمات تحبس الأنفاس والتفكير.
التعليقات