إنتاج أفلام عبر الذكاء الاصطناعي يقتل الصناعة أم يعززها؟

أرى أنه ليس قتلًا ولا تعزيزًا، بل تحوّل في شكل الصناعة. الذكاء الاصطناعي سيستبدل بعض الوظائف، لكنه سيخلق وظائف أخرى كمهندسي بيانات فنية، ومصممي مشاهد افتراضية، ومراجعين أخلاقيين للمحتوى. مثلما غيّر التصوير الرقمي طبيعة عمل المصورين دون أن يلغي السينما نفسها.

في رأيي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام يضعف جوهر الفن أكثر مما يعززه فالفن قائم على المشاعر والتجارب الإنسانية وهذه لا يمكن أن تستنسخ أو تحاكى برمجياً قد ينتج الذكاء الاصطناعي صورة متقنة لكنه يفتقر إلى الروح التي تجعلنا نتفاعل مع الفيلم ونشعر بها فالسينما ليست مجرد مشاهد جميلة أو تكلفة أقل بل تجربة إنسانية تنقل إحساس المبدع وفكره إلى الجمهور وهذا ما لا يستطيع أي برنامج تحقيقه مهما تطور

للحقيقة علاقة الذكاء الاصطتاعي بالصناعات الترفيهية لاسيما السينما قديم جدا، منذ بدايته في 2006 ، في صناعة مشاهد الخيال والمؤثرات البصرية المعقدة، خاصة تلك التي يصعب تنفيذها بالطرق التقليدية، استخدمته هوليوود في محاكاة الحشود، وتوليد وجوه رقمية واقعية كتلك التي اشتهرت في فيلم فاست أند فيوريس ، وتحريك الكائنات غير البشرية بدقة مذهلة، ومع تطور التعلم العميق، صار يُستخدم أيضًا في تنقية جودة الصورة، وإعادة تشكيل ملامح الممثلين، وحتى في توقع تفاعل الجمهور مع مشاهد معينة قبل عرض الفيلم مذ ذاك الحين لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل شريكًا فعليًا في صناعة الخيال السينمائي نفسه....المشكلة الأن أن استعمال الذكاء الأصطناعي لم يعد احترافي بنفس جودة الماضي، اليوم يتم أظاهر المشاهذ عن قصد أنها ليست حقيقة ينوع من عدم الواقعية والوجوه النايلونية العاكسة للاضاءة والتي تنفر المشاهد وتزعج العين ...لدلك بالنسب لي محاولة اظهار استعمالات الذكاء إ في هذه الصناعات يقتل العمل تماما.

أرى أن الذكاء الاصطناعي، لن يزيل تلك المهن، فربما هناك توسع، لكن مؤخرًا لاحظت شيء كصانعة محتوى، في زخم الفيديوهات التي بالذكاء الاصطناعي، حينما درست جمهوري وجدتهم في حاجة لتلك الفيديوهات الإنسانية العادية البعيدة عن الذكاء الاصطناعي، فرأيت أن الذكاء الاصطناعي بالعكس لا يعطل، ومثال أخر هو اشتياق الناس مثلًا للأعمال القديمة والانبهار بها، لحالة النستولوجيا الإنسانية هذه نحتاجها دائمًا كبشر.