تصدر فيلم "صوت هند رجب" المشهد في مهرجان فينيسيا السينمائي هذا العام، لأكثر من 20 دقيقة متواصلة وقف الجمهور يصفق، وأغلبنا يعلم حكاية وماسأة الطفلة هند رجب التي أطلق الاحتلال الرصاص على السيارة التي كانت بها هي وأهلها، ليسقط جميع عائلتها شهداء لتحول الصغيرة الاستنجاد بالهلال الأحمر، ولكن بعد 12 يوم من التسجيلات عٌثر على هند والمسعفين شهداء!
اللافت للإنتباه أن هناك نجوم عالميين شاركوا في إنتاج الفيلم مثل براد بيت وواكين فينيكس وروني مارا، وهو ما يعطي ثقلاً للفيلم ويفتح له أبواب المهرجانات الكبرى مما يعني ترويج اكبر واتساع الرقعة الداعمة للقضية.
يذكرني هذا الموقف، بما حدث في الخمسينيات من القرن الماضي عندما تم عرض فيلم "جميلة بوحريد" من إخراج يوسف شاهين، الفيلم الذي جعل العالم يلتفت إلى بشاعة ما فعلته فرنسا في الجزائر ،وقد علّق الفيلسوف الفرنسي الشهير جان بول سارتر على الفيلم بعد مشاهدته، وقال:"بسبب هذا الفيلم، تجسّد أمامي حجم الجرم الذي ارتكبناه في حق الإنسانية، وإن هذه الممثلة الصغيرة الكبيرة أسقطت مني الدموع وأنسَتني جنسيتي"
من المنطقي أن الكيان وأي مستعمر سيسعى بكل جهده لمنع ووقف أي عمل يفضح أفعاله، من المؤكد أن طواقم العمل تعرضت لضغوط ضخمة كي يتم إيقاف العمل، لدرجة أني اعتقد أن القصة خلف العمل في حد ذاتها بطولة!
هنا يطرح السؤال نفسه هل يمكن السينما أن تنجح فيما عجزت عنه السياسة والإعلام التقليدية؟
التعليقات