من أكثر الجوانب استفزازا في قضايا التحرش هو انتقال النقاش من محاسبة الجاني إلى محاكمة الضحية، وكأن وجودها في المكان والزمان الخاطئين يجعلها مسؤولة عما حدث لها. فيلم 678 لا يسلط الضوء على المشكلة فحسب، بل يكشف كيف يُنظر إلى المرأة حين تقرر عدم الصمت والمطالبة بحقها.

ما يميز الفيلم أنه لا يقتصر على تقديم تجربة واحدة، بل يعرض قصص ثلاث نساء من خلفيات اجتماعية مختلفة، يواجهن جميعًا المشكلة ذاتها ولكن بطرق متباينة. وكأن الرسالة واضحة: لا يهم من تكونين أو كيف تعيشين، ففي النهاية ستجدين من يلومكِ على أمر لم ترتكبيه.

أحد المشاهد الأكثر استفزازا بالنسبة لي كان مواجهة نيللي مع زوجها، عندما ألقى باللوم عليها وأخبرها أن ما حدث كان يمكن تفاديه لو تصرفت "بشكل مختلف". فإلى متى يُطلب من المرأة أن تغيّر من نفسها حتى لا تتعرض للتحرش، بينما لا يُطلب من الرجل سوى أن يكون كما هو؟

إذا كانت المرأة مطالبة دوما بأن تكون أكثر حذرا، فمتى يكون الرجل مطالبا بأن يكون أكثر احتراما؟