المثل يقول "الضربة التي لا تقتلك تقويك"، النجاة من التجارب المريرة تجعل منا أناس أقوياء لدينا صلابة وظهر يصعب قصمه ، فمراحل الحياة أصبحت سلسلة من التحديات المتصاعدة ، فكل هذه التحديات تبني شخص يصعب هزيمته .

ولو افترضنا أننا الآن أمام طريقين أحدهما صعب والأخر سهل، فهل يجب علينا أن نختار الطريق الصعب حتى نصبح أكثر صلابة ؟ مثل أننا الآن أمام وظيفتين متماثلتين ، وظيفة بخارج البلاد ووظيفة بداخل الوطن، فيجب علينا هنا أن نقرر أن نسافر خارج البلاد حتى نواجه الاختبارات والصعوبات المطلوبة للحصول على نسخة أفضل منا. أو يمكننا القول أننا يجب أن نسعد بالطريق المحفوف بالصعوبات والتحديات .

لكن الفيلم (الرمادي) له وجهة نظر مختلفة عن المثل المذكور، فاسم الفيلم (الرمادي) فهو لون ينتج من اختلاط الأبيض والأسود كما نعلم جميعاً، فهنا نجاة الشخص من التجارب المريرة والصعوبات لا يجعل منه نسخة أحدث، بل يحوله إلى شخص (رمادي) ، كالذي خرج من تجربة وهو فاقد لشئ ما بداخله، أو بالأحرى خسر بعضاً من نفسه، فلا يعود للونه الأبيض الفطري ولا تطغى عليه التجربة بلونها الأسود.

فبالمطابقة مع مرور بطل الفيلم بكافة أحداث الفيلم من تحديات وصعوبات فهو بالفعل قد نجح في المرور وذلك برؤيتنا بأخر مشهد للفيلم والذئب يلتقط أنفاسه الأخيرة بعد جولة القتال بينه وبين البطل ، ولكن هذا لا يعني أن البطل قد عاش، ولكن هو أيضاً نراه سقط بجانب الذئب متأثراً بجراحه أو لملاقاة نهايته مع الذئب.

فهل بالفعل مرورنا بالتجارب الصعبة تجعلنا أكثر صلابة، وتخلق منا نسخة أفضل كالمثل المذكور ؟

أم تحولنا إلى أشخاص (رماديين) كوجهة نظر الفيلم، نجحنا في المرور ولكننا فقدنا شئياً ما، ولن نعود لما كنا عليه في البداية؟