على خلاف مساهمة البارحة للعودة لإصلاح أخطائك، تلك المرة بطلنا يعود للماضي أيضًا :))

ولكنها لم تكن أخطاؤه ليصلحها، خالد بطل فيلم اليوم،- المأخوذ عن رواية عالمية قد يكون بعضنا قد قرأها بالفعل

وهي "عداء الطائرة الورقية" - يعود لمسقط رأسه أفغانستان، بالتحديد فترة الوقوع تحت وطأة الغزو الروسي والحرب الدموية في ذلك الوقت، يقرر خالد العودة بعد نجاته واستقراره في الولايات المتحدة، فقط لينقذ حسن، خادمه الشخصي الذي تُرك وحيدًا مع ابنه يعاني أهوال الحرب.

الفيلم يتناول مفهوم "عقدة الناجي" بشكل مباشر، وهو مفهوم نفسي وفلسفي، يعاني منه الأشخاص الناجون من حادث مآساوي أو معضلة ما أصابت الكثيرين من حوله، تداخل فيه الذنب والتوتر والانعزال بعد النجاة، مما يدفعنا للشعور بأن المأساة نفسها هي من صنيعنا بدون أن نشعر، في الحقيقة وجدت نفسي أعاني من تلك المعضلة بمستويات منخفضة نسبيًا في مواضيع قد تكون أبسط، مثل الشعور بالذنب كون كثير من حيوانات الشارع تعب بين القمامة لإيجاد ما يسد رمقها؟ أو الشعور بالدفء في الشتاء بينما تفكر في من لا يملك سقفًا فوق رأسه أو غطاءًا يتدثر به.

هل عانيت من عقدة الناجي من قبل؟ وهل ترى أن معاناتنا منها تعبر عن أننا أشخاص جيدين من الداخل، أم أنها حساسية مفرطة تجاه قسوة هذا العالم؟

رواية عظيمة وفيلم أروع أنصح بالتعرض لهما.