فيلم Don't breathe: التمادي في الدفاع عن النفس يدخل تحت حيز الحق المشروع أم الجريمة غير المبررة؟

الدفاع عن النفس في اعتقادي يعتبر حقا مشروعا وضروريا ولكن ليس دائما، فالتمادي فيه مثلا بشكل يفوق الحدود قد يؤدي إلى جريمة غير مبررة، لذلك من الضروري أن نبذل جهدا في فهم السياق والظروف التي تحيط بحالة الدفاع عن النفس وتصنيفها على أسس صحيحة وليس مثلما نراه اليوم من إزدواجية في المعايير عند الغرب وبعض العرب على حد سواء.

قصة ملهمة حقا، سأعرف الأمر وفقا لماهو متعارف عليه، التمادي في الدفاع عن النفس يعتبر عادة حقا مشروعا، خاصة في حالات الهجوم الغير مبرر لذلك يجب أن يكون التصرف متناسبا مع الهجوم ولا يفوق حد اللازم. ففي بعض الحالات، قد يعتبر التصرف المفرط جريمة بحد ذاتها، ويمكن أن يتسبب في تحمل المسؤولية القانونية.

التمادي في الدفاع عن النفس ينتج من أمرين أولهما الخوف لدرجة قد تعمي الدافع عن نفسه فيفقد السيطرة على أفعاله، وثانيهما هو التباهي بقدرته على سحق من أمامه فيبطش به لدرجة تجعل من يراقب المشهد يخشى على نفسه من التدخلوعادة من يقوم بهذا الفعل يكون غير متزن نفسيا بدرجة كبيرة وغروروه يعميه فيتمادى.

الدفاع عن النفس حق مشروع بالتأكيد، ولكن يجب أن يكون متناسبًا مع التهديد. في حالة العجوز الأعمى، كان اللصوص هم المعتدون، وكان العجوز يدافع عن نفسه. ومع ذلك، فإن القوة التي استخدمها العجوز كانت غير متناسبة مع التهديد. كان من الممكن أن يدافع عن نفسه بأقل مما فعل، دون إلحاق الأذى الجسدي بهم.((ولكنه أستخدم إقتحامهم خصوصيته كعذر للفتك بهم وإرتكاب جريمة يبررها القانون)) وفي حالة اللص الأعزل، فإن الدفاع عن النفس يكون باستخدام القوة اللازمة فقط لوقف التهديد. إذا كان من الممكن شل حركته وتقييده دون قتله، فهذا هو الخيار الأفضل.

أهلًا رنا، أولًا أحييكي على اختياراتك للأفلام والمسلسلات، أتفهم فكرة أن شخصًا ما قد يكون في مأزق شديد ولجأ إلى السرقة، ولكنني أتفهم ذلك وانا خارج إطار الموقف بمعنى أنه لو حدث هذا الأمر لي، أعتقد أنني لن أتوقف لأدرس حالة السارق هل هو محتاج للمال حقًا أم هنا لإيذائي أنا وعائلتي، الأمر الذي سيجعلني أدافع عن نفسي بكل ما أوتيت من قوة ورأيي أن الدفاع عن النفس أمر غريزي وردة فعل تلقائية، أما المبالغة في الأمر فهذا أولًا يرجع إلى الموقف وتصرف السارق وقدرة صاحب المنزل على تمالك أعصابه، وهو أمر شديد الصعوبة.