كثيراً هي الفُرص التي تضيع على الناس بسبب أشخاص آخرون قرروا أن يستخدموا مُحيطهم كسُلّم في سبيل أن يرتقوا بهم من فشل قد حاق بهم أو سبقوا إلى نجاح كثُرت فيه المنافسة والصراعات، كثيراً ما نرى هؤلاء الأشخاص، حتى أننا قد اعتدنا وجودهم للصراحة في البيوت وأماكن العمل والشوارع، من هي هذه الفئة؟ الانتهازيون بكل تأكيد.

يرسم المُخرج الكبير بواحد من أحلى أفلامه والأفلام بالسينما عموماً BARRY LYNDON شخصيّة مُركّبة جداً ومرسومة بدقّة ثيمتها الأساسية هو ما نتكلّم عنه بالضبط، انتهازية لا حدود لها، شخصية يُمكنها السباحة في كُل التيارات والمنافذ، لها قدرة عجيبة بتحقيق المصالح مع أو على الأشخاص، المُهم أن يُحقق فعلاً ما يصبو إليه، شاهدت هذا الفيلم وأنا أتذكّر الكثير ممن قد كانوا يشبهون هذه الشخصية في حياتي وبالمراقبة الدائمة، أولئك الذين مثلاً يداهنون ويتقنون فنّ المدح والتملّق في العمل وأجوائه من أجل تحصيل منافع ومكاسب يَصعُب عليك أنت وبجهدك المبذول تحصيل نصفها!..

 هل تجد هذه الأمور مبررة في ظل مُجتمع بمنافسة عالية جداً؟ 

جلست بعدها أحاول أن أحصي صفات الانتهازيين جيداً، صفاتهم المشتركة علّنا نتجنّبهم دائماً في حياتنا وخلصت إلى التالي: 

  • ذكي جداً
  • بارع جداً في التلوّن والتخلّي عن كل المبادئ وبلحظة
  • غير مهتم بالانتماءات إلّا لو كانت تُخفي مصلحةً ما.
  • لا يؤمن بالذاكرة والماضي وغير مهتم بهذه الأمور، همّه المُستقبل بما فيه من مصالح.
  • يُتقن دور المظلوم بشكل بارع جداً ليُوقع بفريسة عجز عن التكسّب منها بالتملّق والمجاملة.

هل يُمكنك من واقع خبرتك في الحياة ومعاملة البشر أن تُضيف بعض الصفات الأخرى التي يتمتّع ويتميّز بها كل انتهازي فعلاً؟ بالعموم كل ما سبق لا يعدو إلا بعض الصفات التي يُمكن ذكرها وكُلّها طبعاً يُمكنه أن يُخرّجها وبكل براعة تحت النظرية الميكافيللية وذلك العنوان الكبير والخطير في المجتمعات: الغاية تبرر الوسيلة!.

أخيراً أسأل: هل واجهت في حياتك أمثال هؤلاء بشكل مباشر؟ أي هل واجهت موقف سواء بالعمل أو خارجه كنت فيه في أذى بسبب انتهازي قرر أن يُشكّل أفضلية ما في زاوية ما من حياتك الخاصة أو المهنية؟ وكيف يمكننا الحد من هذه الأنماط الشخصية في الحياة؟