ما رأيك أن يكون بطل العمل هو نفسه الكاتب والمنتج والمخرج أحيانًا؟

هذا الأمر يعكف عليه تامر حسني منذ فترة طويلة، وللحقيقة الأمر يُنذر بفساد غير طبيعي على مستوى السينما في هذه الناحية، لا يجب حين يكون اسمي قادراً على سلب مهن الآخرين أن أقوم بذلك، بكل الأحوال هذه ليست طبيعة مهنة، بل طبيعة سوق، وهنا أتحدّث بكل تأكيد عن السوق المصري، السوق المصري يُحاول أن يُعطي سيطرة لنجمه أكبر بكثير مما يجب، رأينا ذلك سابقاً مع الفنان عادل إمام، الذي يقوم باختيار طاقم الفريق بالكامل الذي سيعمل معه، يتدخّل بكل شيء، من الصورة إلى النص إلى حتى الفكرة وما يجب أن يقوم به، هذه مُصيبة على الصعيد السينمائي، وهي أغلاط محصورة بالبيئة المصرية ولم تُوجد بعد في الدراما السورية، البطل السوري يُحاول المُنتج السوري دائماً أن يُبقيه ضمن إطار ما يُتقنه وفقط، وبالمناسبة هذا هو المطلوب تماماً، لا يجب أن يكون الرسام ممثلاً والممثل مذيعاً والمذيع عارضاً والأديب شرطيًاً، هل نقبل طبيباً يُمارس المحاماة؟ لا بكل بداهة، إذاً ما الفرق؟ ولماذا هذا الاستسهال لا أعرف الصراحة، وخاصّة أنّ أعمال تامر ليست بسويّة ناجحة أصلاً إلا جماهيرياً معتمداً على اسمه لا دراما العمل.

هل ترون مميزات لهذا النوع من الأعمال؟

كما أسلفتِ لا نستطيع أن نتجاهل كمية الاستسهال الموجودة ضمن الفيلم، سقطات وفراغات لا تُملأ إلا بعمل جدي مبني على فريق. متخصص.

هل ترون مميزات لهذا النوع من الأعمال؟ وهل تقبلون على مشاهدة عملٍ عرفتم عنه أن البطل تسلم فيه مهامًا أخرى إلى جانب التمثيل؟

بطبيعة الحال هذا النوع من الأعمال سيكون له مميزات وعيوب، وداعمون ورافضون له، شخصيا لا يمكنني الحكم على السينما المصرية لأني لست من متابعيها صراحة، لكن من ناحية أدبية فنية، أعتقد أنه يمكن أن يكون المؤلف والمنتج للفيلم متحمسا ومتفانيا في تقديم عمله بأفضل شكل ممكن، ويمكن أن يعبر عن رؤيته الفنية بحرية وصدق. من ناحية أخرى، يمكن أن يفقد البطل الموضوعية والانتقاد البناء، ويصبح عمله مغلقا على ذاته ولا يستفيد من تعاون وتفاعل الآخرين وقد يؤثر ذلك على تنوع الأفكار وجودة السيناريو والحوار.

أظن أنه لا بأس في مشاهدة عمل يقوم البطل فيه بمهام أخرى إلى جانب التمثيل، إذا كان العمل مثيرا للاهتمام وجذابا. لكن أفضل أن يكون هناك توزيع للأدوار بين المشاركين في العمل، حتى يستطيع كل منهم التركيز على مجاله وإبراز موهبته.

أعتقد أنّ لهذا النّوع من الأعمال ميّزة واحدة فقط وهي أنّه يساعد في عكس أفكار ومشاعر الشخصيّة الرئيسية بشكل اساسي خاصّة إذا كان هدف الفيلم عكس التطور العاطفي للبطل. إلا أنه وعلى المقلب الآخر فهذه الطريقة تحمل العديد من السلبيات مثل أنها تصيب المشاهد بالملل كونها تركّز على شخصيّة واحدة لا غير ولا تسمح بالتعدّد كما أنّها لا تسمح بإثراء الفيلم من خلال إظهار وجهات نظر متباينة. لذلك أنا أفضل الأفلام التي يكون فيها تنوّعا.

هل ترون مميزات لهذا النوع من الأعمال؟ وهل تقبلون على مشاهدة عملٍ عرفتم عنه أن البطل تسلم فيه مهامًا أخرى إلى جانب التمثيل؟

على مستوى قيمة العمل الامر ذو حدين ، يمكن أن يكون في منتهي الايجابية ، او في منتهى الكارثية:

• الشق الايجابي : انه اذا كان المخرج شخص منصف يعمل لصالح العمل الفني الذي يقدمه ، فيمكن أن يكون ذلك هو اعلى مستويات الكمال الابداعي للعمل، حيث يستطيع المخرج المنتج الممثل ان يجسد الصورة التي يطمح اليها بأقرب ما يمكن الى ذهنه.... مثلبعض أعمال الراحل حاتم علي.
• الشق السلبي: اذا كان هذا الشخص يعمل لصالحه الخاص ، بناء لشهرة أو لاسم ..الخ اي ان الغاية الأولى ليست لكمال العمل الفني نفسه بل لغايات اخرى، هنا يصبح الامر معاة للقلق .

الفكرة جيدة، ولكن من الجيد أن يتم توظيف أشخاص آخرين للعمل مع الكاتب والمنتج والمخرج، لانه على المدى الطويل، قد يؤدي هذا الأسلوب إلى الإحباط والتعب. إضافة قد يؤدي تركيز الشخص الواحد على عدة مهام في نفس الوقت إلى تراجع في جودة العمل الفني.

لهذا السبب فإنه يجب توظيف فريق عمل مناسب للعمل مع الكاتب والمنتج والمخرج. يمكن توظيف فريق عمل مناسب لتحقيق أفضل النتائج على المدى الطويل، ويمكنهم العمل بشكل متناغم لإنجاز المهام المطلوبة.

ومع ذلك يجب أن يتولى الكاتب والمنتج والمخرج المسؤولية الرئيسية في العمل، بينما يعمل الفريق الآخر في الخلفية لتحقيق النتائج المطلوبة.